Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 18:22:18
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نماذج البقاء حيا في الغوطة الشرقية: ’’كن مسلحا’’

دام برس :

يقول المسلح:" طبيعة الحياة بجانبهم أجبرتني وغيري على الانخراط معهم في أعمالهم وليس لأحد حل آخر إن كان يريد البقاء حيا".

خمسة أشهر في كنف المسلحين داخل الغوطة الشرقية كانت كافية بحسب رأيه، لتتوضح الصورة حتى بتفاصيلها التي فقدت والتي أوهموا بها.

 داخل الغوطة لا يزال هناك ما لا يعلمه أحد إن كان موضوع تجنيد مقاتلين أو كما يجّملون فعلتهم بكلمات التعاون والتنسيق فقط بعيدا عن حمل السلاح، وآخرها كان ما أطلقه أحد من انشق عنهم لكشفه زيف مآثرهم التي أودت بمدنيي الغوطة إلى الجحيم وذلك بحسب أحدهم والكلام له. كانت البداية كما قالها أحد مسلحي لواء الرحمن، رافضا مع بداية الحديث أن يكون له صورة أو اسم لسبب يعذر لأجله وهو وجود أهله داخل الغوطة وأخيه المفصول حديثا عن المسلحين.يقول المسلح:"كانت البداية مع إصابتي بقذيفة صاروخية "مجهولة المصدر" في قدمي أسفرت عن أضرار تزايدت مع مرور الوقت، أمر جعلني أبحث عن دواء أو علاج أو حتى مسكن للألم ولكن دون جدوى وذلك لفقدان أي إعانة دوائية وحصرها بيد المجموعات التي تقاتل النظام السوري، مما اضطرني إلى تسجيل اسمي ضمن شباب العمليات والتنسيق وكان لواء الرحمن من تلقفني على الفور عن طريق مقربين يعملون معه".

استمرت فترة العمل ما يقارب خمسة أشهر يكمل المسلح حديثه، لتبدأ مع الأيام الأولى المطالبة بالعلاج والذي كان الشرط الأول للانضمام، وبحسبه فإن المماطلة كانت السمة الغالبة في أجوبة "قيادة العمليات" وبعدها انتقلت الأجوبة إلى التجاهل التام، فبدا الطريق الوحيد له بالتوجه نحو "القضاء الموحد" داخل الغوطة والمؤلف من عدد من "الضباط" المجهولي الأسماء والمعتمدين على الألقاب.يقول المسلح: "حاولت الوصول إلى القضاء الموحد لضرورة الشكوى والحصول على العلاج، ولكن ليس لدى ذذلك القضاء ما يقدمه أكثر مما فعله مسلحو فيلق الرحمن وبدأت رحلة المماطلة الثانية حتى أصبح الألم يفوق حد الاحتمال وهنا كانت بداية المرحلة الثانية من رحلة التعاون معهم".

 أساليب الحياة في الغوطة الشرقية باتت أصعب من ذي قبل وأي شخص يكون بدرجة الاستهداف حتى وإن كان لا يتعامل مع الجش السوري، والتهمة دائما جاهزة وهي "التخابر" مع فيالق أخرى من مسلحي المنطقة هذا إذا عرف سبب الاعتقال العشوائي. هذا السبب وغيره كان يدور في ذهن المسلح المنشق حديثا عن فيلق الرحمن حين دوهم في منزله والقي القبض عليه من قبل عناصر مقنعة تتبع لفيلقه واقتيد إلى مكان مجهول. الجلادون راحوا يشرعون بتعذيبه وضربه على قدمه المصابة كما وصف ضمن عملية استمرت عشرين يوما قبل إخراجه وتهديده.وفي هذا الوقت كان أخيه الذي يكبره بسنوات قليلة يحاول الوصول إليه ولكن التهديدات طالته هو الآخر مع انه في مكانة متقدمة ضمن فيلق الرحمن وقيل للأخ، -والكلام للمسلح- : " إما العدول عن المطالبة بأخيك أو يتم فصلك نهائيا".

كان السؤال المهم هو سبب دخول الأخ الأكبر ضمن التشكيلات المسلحة بعد أن كانت قدم أحدهم سبب انضمامهم فكان الجواب: "في الغوطة ضاقت بنا الجياة أكثر فأكثر مع مرور الأيام ولم يعد من الممكن الحصول على مأكل أو مشرب أو عناية صحية إلا ضمن الفصائل المسلحة، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى الانخراط بذاك الهدف لإطعام أطفالهم وحماية أسرتهم من الاعتقال أو الأذية". خرج المسلح بعد أن وقع على أوراق بيضاء وأوراق أخرى مكتوب عليها أشياء لم يتمكن من قراءتها مع تعهد بعدم المطالبة بأي شيء لاحقا وملاحقة استمرت لأيام أخرى لتبيان إن كان هناك نية للانضمام إلى تشكيلات مقاتلة أخرى في الغوطة.

 وفي ذلك الوقت كان تسجيل الأسماء ضمن الغوطة الشرقية يجري بسرية وسرعة لإخراج من يريد من المنطقة المحاصرة، فسجل المسلح اسمه مع أقرباءه الذين كانوا متواجدين أثناء المقابلة في إحدى ضواحي دمشق، وتم إخراجهم ضمن الدفعة الثالثة عبر معبر مخيم الوافدين الذي أمنه الجيش السوري قبل وقت.

عربي برس - حيدر مخلوف

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz