دام برس :
ذاب "ثلج" المنخفضات الجوية التي مرّت في سوريا منذ أسبوعين، وبان بعدها مرج العمليات العسكرية التي "استكملها" الجيش العربي السوري منذ أمس في الريف الجنوبي من سوريا، بعد أن كان أنهى مراحلها الأولى بالسيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية كان أهمها بلدة "دير العدس" و"الدناجي" و"دير ماكر"، إضافةً إلى السيطرة الكاملة على تلال "مرعي والشحم وعريد وغشيم وفاطمة والمال"، ليُكمل منذ فجر أمس عملياته العسكرية بالسيطرة على "الهبارية" وبلدة "سبسبة" المتاخمة لبلدة حمريت وعلى الطريق الواصل إلى "كفر ناسج" التي باتت بحكم الساقطة نارياً بعد السيطرة على "تل قرين" مساء أمس لتصبح مرصودة بشكل كامل من قبل الوحدات العسكرية المتواجدة في تل "المال" وتل "قرين"، وسط ورود أخبار مؤكّدة عن فرار أعداد كبيرة من المقاتلين الذين كانوا يتحصنون فيها باتجاه تلال "العلاقيات وعنتر" شرق، وبلدة "التايهة "غرباً.
إعلان الجيش العربي السوري والوحدات المقاتلة تحت جناحه بدء المرحلة الثانية، يعني أن الجيش السوري قد عقد العزم على إنهاء التواجد الميليشياوي على الشريط الحدودي مع إسرائيل بشكل نهائي، وهدفه بعد تأمين "حزامه الناري" الوصول إلى الحدود مع الأردن والسيطرة عليها بشكل كامل، وضبط إيقاع "الفلتان" الذي تعاني منه بمساعدة النظام الأردني، الذي أعلن في وقت سابق استهدافه لـ"سيارة" تقل مسلحين كانت تنوي الدخول إلى أراضيه بصورة "غير شرعية"، غاضّاً النظر عن مئات المقاتلين الذي يتدربون على أراضيه الذين يدخلون بشكل يومي إلى سوريا لتقديم الدّعم للميليشيات المسلحة التي وعلى مايبدو بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل التقدم "النوعي" الذي يحرزه الجيش السوري، لاسيما وأن المرحلة الأولى انتهت بإسقاط "كفر شمس" نارياً بعد السيطرة على محيطها المرتفع، وبالتالي فإن السيطرة "القريبة" عليها يعني فتح الطريق أمام وحداته المقتحمة باتجاه "تل الحارة" وبلدته التي تبعد عنه بعد السيطرة على الهبارية وسبسبة مايقارب الـ7 كلم فقط، بعد استكمال سيطرته على الطريق الواصل إلى "التل" عبر السيطرة على "عقربا" الاستراتيجية.
زخم العمليات العسكرية في الجنوب السوري، دفع الميليشيات المتطرفة خاصة "جبهة النصرة" إلى طلب الاستغاثة بعد إعلانهم قرب سقوط "كفر ناسج" التي أغرقتها الوحدات الصاروخية بصلياتها تمهيداً للبدء باقتحامها براً، كما أنها أعلنت النفير العام من باقي الميليشيات الأخرى التي بدأت تتهاوى تباعاً أمام التقدم "الموزع" للجيش العربي السوري، حيث اتّجهت بعض وحداته المشاركة غرباً للسيطرة على "سبسبة" بعد الهبارية، في نيّةٍ منها على مايبدو للسيطرة على حمريت التي تعتبر "مجمع" للميليشيات التي تنسّق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لوجستياً لدعم باقي الميليشيات في مناطق أخرى حيث لاتبعد عن الحدود سوى 7 كلم. فيما تعتبر السيطرة عليها الإشراف على الحدود باتجاه "خان أرنبة" المسيطر عليها من قبل "جبهة النصرة" وبالتالي "تحجيم" عملياتها في المنطقة ريثما تستكمل الوحدات العسكرية عملياتها للسيطرة على القطاع الحدودي بشكل كامل.
العمليات في الجنوب لم تقل شأناً عن العمليات العسكرية شمالاً، وعلى خلاف ما تحاول "وحدات الحماية الكرية" التسويق له عن قيامها "وحيدةً" باستعادة تل حميس في ريف الحسكة مع عدد من القرى التي كان تنظيم داعش قد سيطر عليها في اليومين الماضيين، والتي يقطنها سوريون "آشوريون"، فقد أكد مصدر عسكري لعربي برس أن وحدات الجيش العربي السوري، نفّذت فجر أمس عملية عسكرية بالتعاون مع قوات الـ"PKK" والدفاع الوطني في المنطقة انتهت بطرد التنظيم من المنطقة ومن ثم تطويق "تل براك" الاستراتيجي تمهيداً لتنفذ عملية عسكرية تهدف إلى تحريره وطرد تنظيم داعش منه، فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام نبأ "هروب" عناصر التنظيم من "تل براك" وسط تقدم للجيش السوري والقوات المشاركة في العمليات العسكرية هناك، دون تأكيد ذلك.
إن هدف العمليات العسكرية التي تنفذها وحدات الجيش العربي السوري لم تعد خافية على أحد، حيث بات من أولويات المؤسسة العسكرية السورية هي إعادة السيطرة على المنافذ الحدودية لاسيما الجنوبية منها وإغلاق كل الطرق التي تسلكها التنظيمات المسلحة في القيام بعملياتها الإرهابية في سوريا، وبالتالي فإن السيطرة على تلك المنافذ تعني الحد من حركة تلك الميليشيات وتجفيف منابع الدعم القادم لها سواء من إسرائيل أو الأردن، إضافةً إلى توسيع طوق الأمان في محيط العاصمة هذا جنوباً، أما شمالاً فبات الهم والثقل الأكبر يقع على عاتق القوات السورية في الحفاظ على ريف الحسكة من عمليات تنظيم "داعش" التي اقتحمت منذ عدّة أيام قرى "آشورية" وطردت أهلها واختطفت مايقارب الـ100 شخص منها واقتادتهم إلى جبل عبد العزيز، بالوقت الذي مازال فيه مصيرهم مجهولاً، إضافة إلى استمرار العمليات العسكرية في محيط دير الزور ومطارها العسكري، خاصة وأن وحدات الجيش أفشلت أول أمس هجوم للتنظيم على المدينة في محاولة منه للسيطرة عليها، ما أدى بعد فشلها للانسحاب حاملةً معها عشرات القتلى والجرحى اللذين سقطوا بمعارك استمرت لساعات قليلة فقط.
عربي برس - ماهر خليل