دام برس :

عملية التفاف وتسلل من ناحية الغرب كشفت وهن دفاعات جبهة النصرة في الريف الشمالي لحلب. أهمية ما جرى ليل الاثنين - الثلاثاء في شمال حلب تكمن في أن المنطقة التي تم اختراقها تعتبر الثقل التاريخي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا. هي ارض الاخوان منذ سبعين عاما فيها أسس لواء التوحيد الذي أصبح فيما بعد الجسم الاكبر لجبهة النصرة ومن هنا انطلقت المجاميع لاقتحام حلب وفيها ايضا اليوم تم دفن أي توافق ايراني ـ تركي حول سوريا خصوصا في تلك المنطقة. وشكل هجوم النصرة على نبل قبل اربعين يوما نهاية التوافق في المنطقة بين تركيا وايران من طرف واحد وفي هجوم ليل الاثنين الثلاثاء أعلن الطرف الثاني عن دفن كل توافق سابق.

في تفاصيل المعركة التي فاجأت مسلحي النصرة في معاقلهم ان الجيش السوري وحلفاءه فتحوا اكثر من جبهة في وقت واحد تزامنا مع عملية التسلل الناجحة من حندرات الى مشارف رتيان بعدما سيطر المهاجمون على باشكوي التي تشرف ناريا على بيانون المعقل الكبير للنصرة.

وقد اعتمدت القوات المهاجمة على إشعال جبهات الراموسة وحي الزهراء في حلب وقامت بعملية التفاف من الغرب نحو نبل والزهراء وتجنبت بهذا الالتفاف المرور عبر بلدات عندان وحريتان وبيانون التي تعتبر بلدات كبيرة وتتحصن فيها النصرة بشكل قوي.

وعند الفجر اشتبكت المجموعات المتسللة مع النصرة في باشكوي وحردتنين التي سقطت بشكل كامل ووصل الجيش وحلفاؤه الى بلدة رتيان التي دارت فيها إشتباكات عنيفة، وكانت قوة مؤلفة من مائتي مقاتل سيطرت على جزء من رتيان غير ان الحشد الذي وصل الى المنطقة مع تأخر وصول الامداد للقوة المهاجمة سمح للنصرة بحصار هذه القوة في اطراف رتيان.

وقد تمكن حوالي ستين مقاتلا وجنديا من الوصول الى الزهراء بعدما فتح مقاتلو المدينة جبهة الهاء مع النصرة سمحت بوصول غالبية المحاصرين بينما بقيت قوة في منطقة في رتيان مشرفة ناريا على مناطق النصرة. وبحسب معلومات حصل عليها موقع "العهد الاخباري" نقلاً عن مصادر ميدانية فإن وضع هذه القوة جيد نسبيا وسوف يصلها الامداد، لافتة إلى ان العديد من الشهداء سقطوا في رتيان إضافة إلى جرحى وصلوا مع القوات التي وصلت الى الزهراء.

المصادر الميدانية نفسها تقول إن العملية سوف تستمر رغم الاوضاع المناخية التي قيدت حركة الطيران وعمليات الامداد للقوة في رتيان، فيما تحاول النصرة حشد قوات عند باشكوي التي تعتبر منطقة مشرفة على بيانون وتسيطر عليها ناريا، وينتظر ان تعود الاشتباكات في رتيان وعند باشكوي.

وكانت جبهة النصرة قد شنت هجوما كبيرا على مدينتي نبل والزهراء بداية شهر كانون الثاني الماضي انتهى بفشل كبير وهزيمة مدوية لها، خاصة وأنها عجزت عن التقدم في اطراف المدينتين بعد اربعة أيام من المعارك.

نضال حمادة

وتعيش نبل والزهراء تحت حصار كامل منذ ثلاثة اعوام تقريبا ويتم تزويد البلدتين بالمؤن عبر الطائرات، ويعيش بداخلهما حوالي ستين الف نسمة غالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن، وفي البلدتين حوالي ستة الاف بندقية، وفق تعبير المصادر التي تؤكد ان جبهة النصرة تعرف جيدا انها عاجزةعن اقتحام نبل والزهراء وان عليها الاستمرار بفرض حالة الحصار الانساني على البلدتين وليس هناك اي امكانية لفرض حل بالقوة العسكرية على اهالي نبل والزهراء وعلى المقاتلين المدافعين عنها، وتظهر العملية الحالية ان النصرة في الريف الشمالي لحلب تمر بحالة شيخوخة وترهل سببه طول الحصار المفروض على نبل والزهراء دون اي افق للحسم العسكري، وقد اضطرت النصرة للحشد من مناطق اخرى لوقف الهجوم الحالي الذي بدأ ليل الاثنين الثلاثاء.