Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ناشونال انتيريست: داعش دخل مرحلة التدمير الذاتي

دام برس :

خلال الأشهر القليلة الماضية، تغيرت إلى حد بعيد، حظوظ بقاء واستمرارية تنظيم داعش المتطرف، عما كان عليه من قبل، فبحسب صحيفة "ناشونال انتيريست" الأمريكية، بدا تنظيم داعش، خلال الصيف الأخير، في صورة القوة الماحقة، التي لا تهزم، والتي تمضي في غزو مناطق واسعة، وتثير القلق من الوصول إلى بغداد، وما ورائها، ولكن ذلك التقدم المخيف، والذي تم رسمه على خرائط، نشرت في صحف عديدة، كان حبراً على ورق، وقد توقف الآن.

وتقول الصحيفة "لقد توقفت تلك القوة الماحقة، وجرت عدة نقاشات حول أسباب هذا التراجع الكبير في اندفاع داعش، وبعضهم رأى أنه ناتج عن الإجراءات العسكرية التي اتخذتها الولايات المتحدة، فيما يعزو آخرون السبب للسياسات المستنيرة للحكومة العراقية الحالية، وبالفعل كان لتلك السياسات وغيرها أثرها، ولكن الصورة الأكبر لانهيار داعش الوشيك، يمكن أن يعزى لممارسات وسياسات التنظيم ذاته".

أساليب لا إنسانية مكروهة
وترى ناشونال انتيريست بأن هذه الظاهرة ترجع للأساليب اللا إنسانية والمكروهة لتنظيم داعش، فكما نشعر بالاشمئزاز من تلك الأساليب، لا عجب في كون معظم السكان في الشرق الأوسط يمقتونها ويشمئزون منها أيضاً، فإن تلك الأساليب، كذبح الأسرى، وتصوير تلك الجرائم ونشرها، أدت، فضلاً عن ترويع أعداء داعش، لزيادة شهرة التنظيم، وربما للتأثير على مجندين مستقبليين، عبر إظهاره كأسوأ وأبغض تنظيم، وربما الأكثر تسبباً في الصراعات في العراق وسوريا، وقد يكون العيش تحت حكم مثل ذلك التنظيم الشرير، أكثر إثارة لاشمئزاز السكان المحليين من النظر إليه من بعيد، وحيث من المؤكد بأن تطبيق ذلك الأسلوب في الحكم، ليس وسيلة جيدة لكسب التأييد. وقد شهد العالم رد فعل مشابه خلال المرحلة الأولى من الحرب العراقية الأهلية.

غياب استراتيجية مقنعة
وتقول الصحيفة "من المفيد أن نطلع بقدر المستطاع، كما يحاول المسؤولون مباشرة عن مواجهة داعش تحقيقه، على الأسس والأفكار التي يجتذب التنظيم الشباب إليه من خلالها، ومما يطمئن أن داعش قلما يعرض أية أفكار أو استراتيجيات مقنعة، وحيث لا يمكنه أن يكون منظراً إيديولوجياً كما كان أسامة بن لادن وقاعدته من قبل، لأن داعش لا يعرض شيئاً من قبيل ضرب العدو البعيد كوسيلة للتغلب لاحقاً على الخصم القريب، وقد اعتمد داعش في تجنيد مقاتليه، ليس على الايديولوجية، بل عن طريق فرض الحقائق على الأرض بشكل مباشر ووحشي، وقد استند في استراتيجيته على أن الجميع يحبون المنتصر، لكن داعش لم يعد يحقق انتصارات، وبات أشبه بقرش مضطر للتقدم إلى الأمام من أجل البقاء حياً، ولكنه لم يعد يتقدم ولا يتحرك".

دويلة فاشلة
وتشير الصحيفة إلى أن إنشاء داعش لدويلة بحكم الأمر الواقع، بدا بنظر البعض على أنه دليل قوة، ولكنه يمثل أيضاً نقطة ضعف، فإن كنت تدير دولةً، فأنت مطالب بتسيير القطارات (مثلاً) في مواعيدها، وإن أخفقت ستفقد شعبيتك، وقد أظهر داعش افتقاره للقدرة على إدارة دولة، ويعاني السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، ومنها مدينة الرقة السورية، من تدهور الخدمات العامة. ويضاف إليه، أن صرف الوقت في إدارة الدويلة، وحتى لو كانت جهوداً فاشلة، يمثل لقيادة داعش استنزافاً للوقت وللانتباه، وللموارد التي يمكن إنفاقها بهدف التوسع.

لا اعتراف
وتلفت "ناشونال انتيريست" إلى أنه رغم منح إعلان "الخلافة" بعض القيمة للتظيم بالنظر للتأثير على الجهاديين الأجانب واجتذابهم، فهي تفتقر لمصادقة واعتراف غالبية المسلمين، فقد تجنب باحثون وسلطات إسلامية كبرى مجرد الإشارة إلى الاعتراف بدويلة داعش، كما شبه بعض السلفيين الأصوليين داعش والعمليات، التي نفذها بالخوارج الذين ظهروا في عهد الإمام علي رضي الله عنه، وبهذا بدت "الخلافة المزعومة" كمشروع سارق لتطلعات المسلمين، وكعبء عليهم أكثر من كونها مصدر قوة ودعم لهم.

تدمير ذاتي
وتختم الصحيفة رأيها بالقول "عندما يعمل العدو على تدمير قضيته، فإن أفضل ما يمكن عمله، هو الوقوف جانباً، وعدم عرقلة طريقه، وينطبق هذا الأمر على الحروب الأهلية وعدد من الصراعات، ولا تستطيع الولايات المتحدة بالطبع الابتعاد عن هذه الحملة العسكرية، ولا وقفها، لكنها تدريجياً وتكتيكياً، تستطيع الحد من الأذى الذي توقعه داعش، وعبر اتباع استراتيجية بعيدة المدى، تعتمد على مقدار الضرر الذي يسبب داعش لقضيته، يمكن تحقيق الهدف المنشود من القضاء على التنظيم الرهيب.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz