Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
النبوة والخلافة والرئاسة بين البيعة والانتخاب

دام برس :

الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون
مفتي الجمهورية العربية السورية
ـ الحكم شأن دنيويّ لا دينيّ ـ


لمّا انتهت الخلافة الراشدة واستلم معاوية تحوّلت من خلافة إلى ملك، وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثم الخلافة بعدي ثلاثون ثم يكون ملكاً عظيماً»، هذا الحديث في الصحاح، فجاء المؤرخ العربي وكتب الخلافة الأموية. لم يكتب الخلافة الراشدة ولا الإسلامية، لأنّ كلاً منهم ولّى ابنه أو أخاه باختيار أو من دون اختيار الأمة، وغاب الإمام أو غيّب في الأمة، أي المجلس التشريعي، فصار الحكم سلطة تنفيذية فحسب، وسُمّيت تلك السلطة باسم العائلة، الخلافة الأموية ثم جاء العباسيون فنبشوا قبور أولئك، مع أنّ نبش القبور لا يجوز من الناحية الشرعية، ولكن سياسياً لا ضوابط لهم، فلو التزموا الإمام أو التشريع لما نُبش قبر، فالمنبوش قبره مسلم ونابش القبر مسلم، لكن هذا أمر دنيوي وليس عقائدياً، لو كان دينياً لما فعلوا ذلك ولما سلّموا الخلافة إلى أبنائهم رغماً عن الأمة وتحت وقع السيوف، فهي خلافة أموية عباسية عثمانية وليست إسلامية. ولو قالوا إسلامية نقول تعالوا نطبق الإسلام، هل يسمح الإسلام بأخذ البيعة تحت ظلال السيوف؟ لا.

هل يسمح للخلافة العباسية أو العثمانية ببناء القصور؟ لا.

هل يسمح الإسلام بآلاف الجواري عند كلّ خليفة؟ لا.

أين الاسلام من هذا المشهد؟ هل يسمح الإسلام ببناء قصور كلها ذهب والرعية تموت جوعاً؟

أيّ خلافة إسلامية؟


إذا نظرنا إلى خلافة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم فنجد أنهم خضعوا لمظلة الإسلام في حركتهم، فأبو بكر توفى ولا أحد له عنده شيء، وعمر توفي وثوبه مرقع، وعثمان قسّم ماله بين الناس قبل أن يموت بمن فيهم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليّ كان يكنس بيت مال المسلمين ويقول يا بيضاء يا صفراء غري غيري فقد طلقتك ثلاثاً.

أسأل الناس اليوم أروني قصراً من قصور أبي بكر أو عمر وتعالوا إلى دمشق لتروا إلى اليوم واجهة قصر من قصور الأمويين، وإلى بغداد لتروا قصور العباسيين، وإلى اسطنبول وشاهدوا قصور العثمانيين، فمن منهما هو الإسلام؟

إذن، قضية الرئاسة والملكية والإمارة اجتهاد بشري، والانتخاب اجتهاد بشري، والخلافة والبيعة حقوق بين الناس، بين الرئيس والمرؤوس.

أنا الآن أنتخب رئيس الجمهورية ما التزمَ الرئيس بالدستور، فإنْ خرج عنه فحتى تصويتي يسقط، فكم من رئيس انتخب وعزل لأنه لم يلتزم بالدستور، كالرئيس المصري إما مبارك أو مرسي، لماذا خلعه الناس؟ لأنه لم يلتزم بالدستور الذي بينه وبين الناس، أما أن يصلي ويصوم فهذا دستور آخر بينه وبين الله، أنا أحاسبك على دستور أنت اخترقته ما دام انتخبتك على دستور أعزلك على الدستور، ولا أعزل عقيدتك وإيمانك ودينك، ولا علاقة لي بها، فهذه بينك وبين الله عزّ وجلّ.

من هنا علينا أن نعيد النظر دنيوياً من خلال المنهج الذي وجهتنا فيه القيم الدينية والإلهية، صدق البيعة أو بمسماها الآخر الانتخاب والتصويت، وصدق النصيحة والتكامل في ما بين بعضنا البعض، ودعوا للناس أن يختاروا من يشاؤوا رئيساً، ما داموا قد بلغوا حريتهم، أما أن نُكرِه الناس على شيء فالله لم يسمح للأنبياء بأن يُكرِهوا الناس على الإيمان، ولو جاز الإكراه لكان جائزاً على الأهمّ وهو الإيمان وليس على الحكم. «أفأنت تُكرِه الناس على أن يكونوا مؤمنين لا إكراه في الدين»، فإذا كانت العقيدة لا إكراه فيها فالخلافة والرئاسة والاستفتاء والانتخاب حكماً لا إكراه فيها.

الخلافة نحن نعرفها، نعمل فيها أو لا فلا يكفّرنا أحد في ذلك، ولا يكفّر بعضنا ببعض كما أرادوا أن يفعل هؤلاء الذين أرادوا الوصول إلى السلطة باسم الدين، فالدين صنع إلهي والدولة صنعنا، ونحن أعلم بحالها فأن نجعلها جمهورية أو ملكية أو سلطانية فهذا عائد للشعب، هو الذي يقرّر أن يجعل رئاسته 20 عاماً أو مفتوحة الأمد، حتى قضية السبع سنوات أو ست، أنا لست مع هذا الرأي، إنما ما دام الرئيس قائماً بخدمة الأمّة فكفانا كلّ سبع سنوات إحداث «هليلة» انتخابات، فعلى الأمة أن تعزله ولو بعد سنة إنْ لم ينفّذ ما اتفقنا معه عليه، والمقصود هنا هو نص الدستور، فإذا التزم الدستور وخدم الأمّة فلماذا كلّ هذه «الهليلة»؟

هل لأنّ الغرب يقوم بهذه الخطوة؟

نحن لسنا تبعاً للغرب، فعمر حكم 12 سنة ولو بقي 50 لما اعترض عليه الصحابة، وعثمان 11 ولم يعترض عليه أحد إلاّ عندما جاء الخوارج من خارج المدينة واغتالوا عثمان، وكان سيدنا عليّ وسيدنا الحسين يدافعون عنه لأنهم يعتبرونه الخليفة المبايع، وأولئك أسميهم ثواراً؟

لم يكونوا ثواراً إنّما من نقض البيعة، ولذلك أنا لست مع قضية 5 أعوام أو 7 ما دام الحاكم قائماً بالعدل بين الناس وقادراً فليبق، حتى لا يدخل علينا الغرب، الذي نسي أنّ بعض الملوك عندنا منذ 40 عاماً ولا مشكلة له معهم، أما بعض الدول يريدون جعلها كأميركا كل أربعة أعوام، نقول لهم إن من يحكم تلك الدول الغربية ليست الديمقراطية أو العدل، إنما مؤسسات مالية كبرى تدير عملية الانتخاب لتغيير الناس لمصالح تلك الشركات وخداع الشعوب، لننظر بالحقيقة إلى بريطانيا كم عمر ملكتها، 400 سنة عائلة واحدة تحكم، أين الديمقراطية إذن؟ من وضعهم ملوكاً على الناس، الشعب البريطاني ارتضى ذلك ويقولون إنهم أم الديمقراطية، أين الديمقراطية و400 سنة عائلة تحكم، وكذلك في بروناي؟

الشعوب سيّدة شؤونها في تنظيم أشكال الحكم وأنواع الدول ومدة الوالي ونصوص الدستور، وخلط الديني بالدنيوي هو استعمال الدين لشؤون الدنيا وليس استعمالاً لسلطة في الدنيا لأجل عزة كلمة الدين، كما يُقال.

البناء

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-06-14 07:06:04   الصبر
الصبر عند الصدمة ... الاولى هذه صبر اولى العزائم ...
روان حميدان  
  2014-06-14 06:06:56   يا الله يا كريم
يامن لا يعجزه شيء في الارض و لا في السماء : استجب دعائنا يا الله بالنصر لجيشنا العربي السوري المغوار و اجبر كسرنا و طمئن قلوبنا و امن روعاتنا و تول امرنا
بشار الطويل  
  2014-06-14 06:06:35   الخلافة على منهج النبوة
تكون الخلافة على منهج النبوة : بعد التسامح من اكبر مصادر السعادة الانسان بين البشر و لكن تعلم ان هناك دائما قانون للتسامح و هو : لا تسامح ابدا الاشخاص الذين لا يشعرون بالندم : لانه سيكرر نفس الخطا الذي اعتذر منه بالامس و لا تندم على اهتمام صادق اعطيته لمن لم يقدره فهذا افضل بكثير عند الله و عند العقلاء من البشر من ان تندم على انك منعت هذا الاهتمام عن شخص كان يستحقه و يحتاجه
امين لايقة  
  2014-06-14 06:06:42   حسبنا الله و نعم الوكيل فيهم الظالمين
يا رب ... الظالمين اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم احدا اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين و شماتة للشامتين اللهم كما يتموا الاطفال و رملو النساء !!! يتم أطفالهم و رمل نسائهم اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك و مهيب سلطانك و عظيم قوتك و انزل بهم عاجل نقمتك فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين
ثريا العلي  
  2014-06-14 06:06:48   ستبقى
ان سوريا ستبقى .... منارة ساطعة في السماء
ثريا العلي  
  2014-06-14 06:06:30   الحق
فوالذي بعثني بالحق ... ما هو بدونه
ريم قضيماني  
  2014-06-14 06:06:49   في سوريا
في سوريا الشعب ز القائد و الجيش هم من يصنعون النصر المؤزر و لانننا دائما على فالحق يعلا و لا يعلو عليه
ازدهار سليمان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz