الرئيسية  /  لقاء دام برس

شيخ الكار عدنان تنبكجي في لقاء حصري لدام برس: نعمل على دعم الاقتصاد الوطني ونحافظ على تألق الحرف السورية


دام برس - نور قاسم :

اشتهرت الحضارة السورية منذ القِدم بتراثها العريق في مجال الحِرف الفنية التي تعبّر عن أصالتها، والاهتمام بها واجبٌ علينا لكي نمنعها من الاندثار ولتبقى هويتنا على مرّ الأزمان.
في دمشق هنالك عدد من شيوخ الكار الذين يحترفونها ويعلمونها للأجيال القادمة، كان لدى دام برس لقاء مع أحدهم وهو السيد عدنان تنبكجي من مواليد 1966، له مشاركات كثيرة في معارض محلية ودولية عالمية منها الهند، إيطاليا، تايلاند، الصين، الكويت.  من المصدّرين السوريين للمنتجات الفنية والمهنية اليدوية.
وفي لمحة عن مسيرته الحِرفية قال: بأنه يمارسها منذ 35 عاماً، ورثها عن جده الذي علّمه في طفولته كل ما يخصُّ النُّحاسيات من نقش وطرق عليها بالإضافة إلى تعلّمه كل ما يخصُّ الثُريات، الأباريق، الزخارف بشتى أشكالها وأنواعها وكل ما يخصُّ التراث القديم.


أكد بأن العصرنة التراثية أمر مهم، لذلك تبّحر أثناء تاريخه العامر بالإنجازات الجميلة بكل ما يخص النحاسيات وقام بإضافة الكريستال للمزج بين القديم والحديث.
وأشار بأنه يعمل على الرُّخام، الزجاج وإمكانية إدخال الجلد والخشب إلى أعماله الفنية أيضاً كنوع من التجديد، ففي إحدى أعماله المميزة التي تحمل روح الماضي ولمسة من الحاضر هي لوحة مصنوعة من الجلد والنحاس والخشب وهي تعتيق يدوي.
بيّن بأن هذه المهنة ليست صعبة على أي شخص لكي يبدع بها ويبتكر ليجعل له بصمته الخاصة.
وأشار بأن إبداعه في هذا المجال عائد إلى محبته الداخلية لها وبأنه في كل مشاركة بأي معرض محلي أو دولي يحرص أن يكون له عمل جديد بطابعٍ خاص من لمساته الفنية الراقية.
وعن مشاركته في معرض دمشق الدولي قال: بأن هذا المعرض هو معرض الانتصار بعد أن توقف لخمس السنوات عاد الآن وبقوة بفضل رعاية السيد الرئيس د.بشار الأسد.
وأشار بأن هذا المعرض كان من أقوى المعارض الدولية وسيبقى.
 أضاف قائلاً: نحن كشيوخ للكار مهتمين جداً به وحضّرنا له إبداعاتنا الفنية لتكون حاضرة بقوة في المعرض ولنرسّخ الوجه الحضاري التراثي لبلدنا.
ولَفَت إلى أنه في الآونة الأخيرة أصبح الضوء مسّلطاً بشكل كبير على الحرفيين وشيوخ الكار الذين يُعتبرون بالإضافة إلى كونهم من المحافظين على التراث فهم أيضاً قوة اقتصادية تساعد على تحريك العجلة الاقتصادية.
وعن مشاركاته الدولية خارج سورية أشار إلى أن الحِرف السورية بطريقتها وأسلوبها لها ميزة مختلفة تماماً عن باقي الدول سواءً في النحاسيات، الموزاييك والفسيفساء .. إلخ
أكد بأن الإقبال يكون واضح وكبير على الأعمال السورية الحِرفية فهذا ما لمسوه جليّاً في الهند التي عرضَ فيها شيوخ الكار أعمالهم في شباط الماضي بحيث قال: بأن عدد الزُّوار على الجناح السوري كان يصل إلى 250000 زائر يومياً تبعاً لإحصاءات الهند.


وبالنسبة للتدريب على الحِرف المهنية فبيَّن بأنها فكرة جديدة قاموا بإدخالها ليتمكن الجميع دون استثناء التدرُّب والتعلُّم على هذه المهنة النبيلة.
ولفَت بأنه هنالك تنسيق الآن مع أكاديمية الأسد وبانتظار الخطوات الأخيرة لموافقة القيادة القطرية.
ووجّه شكر كبير لوزارتي السياحة والثقافة الذين أبدوا تجاوباً مع إقامة هذه الفكرة.
وأما عن آخر تدريب له فكان في التكية السليمانية منذ حوالي شهر استمرت 40 يوماً بإشراف اليونيسكو وبالتعاون مع وزارة السياحة ، قال: بأن الإقبال كان كبير من كافة المرحل العمرية ومن الجنسين وبأنه من بين المتدربين رجل بعمر ال65 وكان من المجتهدين.
وأكد على ضرورة إقامة مثل هذه الدورات بشكل دوري ومستمر.
وجّه دعوة إلى كافة الجهات المعنية لدعم مثل هكذا دورات تدريبية ورعايتها لأن الحِرف اليدوية إحياء لتراثنا من جهة بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية التي يمكن أن يستفيد منها بلدنا سورية في مثل هذه الظروف الصعبة.
وأضاف بأن إقامة مثل هذه الدورات تسنحُ الفرصة للأشخاص العاطلين عن العمل بأن يتعلموا مهنة تساعدهم على العيش وتأمين احتياجاتهم، بحيث تتم مساعدتهم لنجد لهم فرص عمل ونُدخلهم إلى السوق لكي يَعرِضوا ما لديهم من أعمال حِرفية.
ولفتَ بأنهم درّبوا أيضاً ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم مهارات تطبيقية بسيطة وبالفعل كان هنالك تجاوب ومطالبة لإعادتها.
وكان لدام برس فضول أكثر لتتعرف متى يمكن أن نقول عن حِرفي بأنه شيخ الكار؟


 فأجاب بأن الذي يريد الحصول على هذا اللقب فلا بدَّ أن يكون منتسباً إلى الجمعية الحِرفية بما لا يقلُّ عن خمس سنوات، وبأن يكون لديه ابداعات وابتكارات ببصمته الخاصة بالإضافة إلى المحافظة على التُّراث، ومشارك في المعارض الدولية والمحلية.
وأكد بأنه لا يوجد عمر محدد للحصول على هذا اللقب فربما يكون هنالك من يكون في العشرينات من العمر يستطيع ان يثبت ذاته في هذا المجال وأن يكون مبتكراً ومبدعاً فيكون جديراً بلقب شيخ الكار.
ووضّح بأن هذا اللقب ليس فقط للرجال وإنما أيضاً يمكن أن يكون هنالك نساء شيوخ كار.
وأضاف بأن من يريد هذا اللقب سيخضع لاختبارات ليثبت جدارته بالحصول عليه.
وأكد بأن لقب شيخ الكار ليس حِكراً على فئة معينة، وبأن هنالك سعي من قِبلنا نحن شيوخ الكار بأن يكون في كافة المحافظات السورية هنالك شيوخ للكار.
وفي ختام اللّقاء معه أراد أن يوجه عبر وسيلتنا الإعلامية دام برس دعوة للجهات المعنية  لدعم البروكار الدمشقي الذي يستخدمونه في أعمالهم الحِرفية (البروكار هو الاسم الذي يُطلق على النسيج الدمشقي الفاخر المنسوج من خيوط الحرير الطبيعي والمطعّم بخيوط الذهب والفضة.
كان على مر العقود يُستخدم لصنع الملابس الفاخرة، أما اليوم فإنه يُستخدم لتنجيد المفروشات وصنع الحقائب الفاخرة ، يتبوأ البروكار الدمشقي مركزاً عالمياً هاماً، وقد اختارته إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لحياكة فستان زفافها.)
لفَتَ بأن هنالك عجز في دعمه فهو يعدُّ من تاريخ سورية العريق، فالصين تأخذه وتصنّعه صناعة آلية وليس يدوية، وأضاف قائلاً: نتمنى من الجهات المعنية أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لتوفيره ودعمه لكي يعود بقوة إلى الحِرف الفنية الدمشقية، فهو ميزة وعلامة فارقة عن جميع أنواع الخيوط والأقمشة في جميع أنحاء العالم.


وقد كان لدام برس فرصة مقابلة إحدى المتدربات لدى شيخ الكار عدنان تنبكجي وهي همسة دربول التي قالت بأنها تعرّفت عليه من خلال الدورة التي أقامها شيوخ الكار في التكية السليمانية التي كانت برعاية من وزارة السياحة واليونيسكو.
عبّرت عن إعجابها بهذه التجربة الفريدة من نوعها، وبأن الروح الجماعية أثناء الدورة كانت طاغية على المكان بشكلٍ جميل.
أكدت بأنها استفادت كثيراً وتعرّفت على النُّحاس بأنواعه وألوانه والتحف وكل ما يخصُّ التراث القديم.
وأشارت بأنها تريد أن تتقدم في هذا المجال وتتمنى وجود دورات تدريبية أُخرى حِرفية.


وعن اختيارها للحِرفة اليدوية قالت بأنها تحبُّ كل ما هو قديم، فجيل الآن هو جيل التكنولوجيا والانترنت والمعلوماتية لنا حضارتنا التي يجب أن نحافظ عليها.
وعبّرت عن طموحها بان تُكمِل في هذا المجال وتتعلّم من شيوخ الكار فربما مستقبلاً تصبح هي أيضاً شيخ الكار.
شكر كبير من دام برس لجميع شيوخ الكار بشكل عام ولشيخ الكار السيد عدنان تنبكجي بشكل خاص على اهتمامهم بالإرث الحضاري الفني الحِرفي والعمل على تطويره وتعليمه للأجيال القادمة لا احتكاره.
فوجود مثل هذه الحِرف وتعميمها وتطويرها هو ترسيخ وحفاظ على تراثنا الذي حافظ عليه أجدادنا منذ القِدَم والآن مهمتنا بأن نحافظ عليه.

تصوير : تغريد محمد

 

 

 

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=80566