الرئيسية  /  لقاء دام برس

الدكتور محمود الحسن نقيب الصيادلة يوضح لدام برس كيف استطاعت سورية النهوض بعد الحصار الدوائي عليها ؟


دام برس : الدكتور محمود الحسن نقيب الصيادلة يوضح لدام برس كيف استطاعت سورية النهوض بعد الحصار الدوائي عليها ؟

دام برس - نور قاسم :

يقول كونوفوشيوس: "ليست العظمة في أن لا تسقط أبداً، العظمة أن تنهض كلما سقطت" .
إننا نرى هذه المقولة تنطبق جليّاً على سورية فهي وعبرَ التاريخٍ استطاعت أن تقف على قدميها مراراً وتكراراً.
فبالرغم من البطش الإرهابي والحِصار المتواصل عليها في جميع الميادين استطاعت أن تثبِّت نفسها بكل فخرٍ واعتزازٍ وأن تكون أيقونةَ القوة والجمال والخير.
فهي الآن مُحاصرة في جميع القِطاعات ومع ذلك فهي ما تزال ناهضةً شامخة.
سنخصص الحديث هنا في إحدى الميادين التي استطاعت أن تستمر وتنجزَ فيه كما في كل ميدان، سنتكلّم بصورةٍ أوسع عن الميدان الدوائي.
فسورية وعلى مدى 27 عاماً وإلى هذه اللحظة استطاعت أن تقدِّم وتنتج دوائياً وإن كان الضرر الذي أصاب القِطاع الدوائي الآن كبير جداً.
فعدد المعامل التي وصلت إليها لغاية عام 2010 هي 69 معملاً وتُنتَج الأدوية وفقاً للشروط العالمية وكان السوق المحلّي آنذاك مُخدّماً بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى التصدير الدوائي الذي كاد يصل إلى 54 دولة آنذاك.
إلا أن التخريب الممنهج الذي طال جميع المعامل بكافة أعمالها وفروعها بشكلٍ عام والقِطاع الدوائي بشكلٍ خاص أدى إلى تراجعٍ في هذه الصناعة تجلّى في خروج حوالي 24 معملاً عن الخدمة بسبب الحرب الحاصلة.
إلا أن سورية بجهود أبنائها لم تيأس بفضلِ الجهودِ الجبارةِ لإعادةِ المعامل الخارجةِ عن الخدمة استطاعت إعادة عددٍ كبير من المعامل وإن عادت بإنتاج 50% إلا أنّها استعادت حياتها بفضل التعاون بين المعامل الدوائية القائمة على رأس عملها ، بالإضافة إلى أنه تم الترخيص خلال السنوات الماضية لأربع معامل بمواصفاتٍ عالمية ، واليوم هنالك معمل دوائي خاص لنقابة أطباء سورية يتم إنشاءه في منطقة عدرا الصّناعية.
 للحديث أكثر عن صناعة الأدوية في سورية في ظل الحرب الكونية عليها والتي استطاعت أن تكفي ذاتها تقريباً من الأدوية المصنعة محلياً من خلال إنشاء معامل جديدة .. التقت دام برس الدكتور محمود الحسن نقيب صيادلة سورية ، الذي أكد صحّة هذا الخبر وقال بأن فكرة إنشاء معمل جديد أتى لردم النقص الحاصل في الدواء وسيكون على الأرض بقوة خلال 6 أشهر قادمة ،أي بداية عام 2018.
وأوضح بأن هذا المعمل في إنتاجه سيكون حريصاً على تغطية الكثير من الأصناف الدوائية النوعية الممتازة التي كانت السوق المحلية بحاجتها وستقدّر تغطيته بحدود 10%، وذلك لتخفيف أعباء استيراد الدواء بهذه المواصفات التي سينتجها المعمل على الحكومة.
وأشار بأن الأسعار الدوائية المُنتجة من هذا المعمل ستكون مقبولة على المواطن.
وبيّن لدام برس أن سبب فقدان بعض الزُّمر الدوائية هو الحصار على سورية وعلى المادة الدوائية بشكلٍ خاص، فسابقاً كان استيراد المادة الأولية يأتي خلال 48 ساعة أما الآن فيتأخر إلى 40 أو 60 يوماً .
وعن المعلومات التي وردت حول إنتاج أدوية لمرض السرطان، أوضح لدام برس بأنه كان يوجد معمل سابق في منطقة ساخنة على حدود درعا خُصص لهذا الغرض ولكنه للأسف لم ينتج لحد الآن.
وأكد بان هذه المعلومات التي تتناقلها شبكات التواصل الاجتماعي خاطئة وعبّر عن أمله بأن يكون فيما بعد إمكانية لإنتاجها.
وبيّن بأن هذه الأدوية المُخصّصة لمرض السرطان هي أدوية غالية جداً ونوعية بامتياز و الحكومة تتكبد عبءً كبيراً في استيراده.
وعن تحديد مدة زمنية لإمكانية إنتاج هذا الدواء لم يحدد مدة معينة وقال بأن هنالك تفكير بهذا الخصوص ولكنه تفكير بعيد المدى وليس بقريب فهذا الدواء بالذات يحتاج إلى الكثير من الضّخ المالي غير المتوفّر حالياً.
وبالنسبةِ للتصدير الدوائي الذي سيكون بعد إنتاجية المعمل بشكلٍ فِعلي قال بأنه سيكون تصدير متواضع وليس كالسابق، وعن الدول التي سيتم التصدير لها فستكون العراق، اليمن، الجزائر وغيرها من الدول العربية.


وعند مداخلة دام برس بخصوص كيفية وجود إمكانية للتصدير وسورية تتعرّض للحصار واكتفاءها الذاتي  الدوائي ضعيف بالمقارنة سابقاً، أوضح بأنه لا يتم تصدير الدواء إلا بعد اكتفاء السوق المحلي بشكلٍ كامل، أي تصدير للفائض من الدواء فقط.
وأشار أن هنالك تعاون بين نقابة الصيادلة وبين الصناعة الدوائية في إيران وهو تعاون كبير جداً بالنسبة لنا، سيُثمر هذا التعاون عن تبادل الخبرات بيننا وبينهم لتطوير الصناعات الدوائية في سوريا، وهذا التعاون يتمثل بذهاب صيادلة من هنا إلى إيران للاستفادة من خبرتهم ومصانعهم وأيضاً سيأتي من إيران إلى سورية مجموعة من الخبراء الصيادلة لنقل خبرتهم إلينا.
ولفت إلى أن هنالك أسبوع علمي دوائي بالتعاون بين نقابة صيادلة سورية والصناعة الدوائية الإيرانية.
وأشار إلى أنه يوجد خطة لإمكانية ترسيخ هذا التعاون لتناقل الخبرات الدوائية مع روسيا بالإضافة إلى الهند والصين.
وعن وضع مهنة الصيدلة في المناطق الساخنة قال بأنه في الفترة الماضية خرج عن العمل بحدود 5500 صيدلية عن الخدمة بسبب التدمير والنّهب والتّخريب، وقال بأنه في المناطق التي تحررت من الإرهاب طلبنا من وزارة الصحة بان يعطوا فرصة للصيادلة الذين تتواجد صيدلياتهم في هذه المناطق بأن لا يُسحب ترخيصهم، فالقانون ينصُّ على أن الصيدلية التي تتوقف عن العمل لمدة ثلاثة أشهر سيؤدي إلى سحب الترخيص منها فكان طلبنا بان تُمدد المهلة إلى 6 أشهر ليعود أصحابها لها.
وعن العراقيل التي تتعرض لها نقابة الصيادلة، قال: بأن هنالك بعض العراقيل وهذا طبيعي فكل مهنة يوجد لها عراقيلها، ولكن التعاون بين كافة الوجهات الوصائية بين نقابتنا وبين رئاسة الحكومة إلى كافة الوزارات.
وقد أشاد بالدعم الكبير الذي لمسته نقابة الصيادلة من رئيس الحكومة والوزارات المعنية لإنشاء المعمل الدوائي التابع للنقابة.
وأشار أيضاً إلى التعاون من وزارة الصحة من اجل أن لا يُلغى التراخيص للصيادلة الذين توجد صيدلياتهم في المناطق الساخنة.
وتحدّث لنا عن نقابة الصيادلة ودورها، فقد أُسس صندوق من أجل دعم أًسرى الشهداء وجرحى الجيش وتم أيضاً إعفاء كافة الزملاء من الغرامات والرسوم التي فُرضت عليهم بسبب موقع صيدلياتهم في المناطق الساخنة مما منعهم من العمل فيها .
وأضاف إلى أن صندوق نقابة الصيادلة قام بدفع الرسوم السابقة عن جميع الصيادلة الذين هم في خدمة الجيش والاحتياط وقد كانت التكلفة بأكثر من 200 مليون.
استطعنا أن نرى من خلال كل ذلك صمود سورية الهائل والعظيم أمام هكذا حصار، إنتاجيتها وإثمارها في المجال الدوائي بالرغم من الظروف القاهرة، جهود مبذولة من قِبَلِ نقابة الصيادلة وخاصةً نقيب الصيادلة دكتور محمود الحسن الذي يعمل بكلِّ إصرارٍ وتفانٍ لكي تؤمّن احتياجات سورية من الدواء بل وأيضاً يعمل بتفانٍ لأجل تسهيل الأمور على زملائه الصيادلة من دفع رسومٍ ومساعدات وخِلافه.
وكم نحن فخورون بسوريّتنا وكم سورية فخورة بنا.
شكر خاص من دام برس لكلِّ وطنيٍّ أصيلٍ يعملُ على إعلاء وطنه وحمايته بشتى قوّته من الانهزام والسقوط.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=80442