الرئيسية  /  تحقيقات

هدايا بابا نويل هذا العام حلم أكثر من واقع


دام برس : هدايا بابا نويل هذا العام حلم أكثر من واقع

دام برس-ديما الدعبول:

بالرغم من معاناة المواطن من غلاء المعيشة وما تبعه من صعوبة تدبير أمور الحياة ، لم تستطع ألعاب الأطفال النجاة من هذا الغلاء ، ففي كل موسم وكل مناسبة نجد أسعار الألعاب تتزايد وتتضاعف حتى وصلت أسعار بعض الألعاب إلى ثمن لا يتناسب مع الدخل الشهري للمواطن ليقع بين عدة احتمالات أحلاها مر فإما أن يشتري لعبة بنصف راتبه أو أن يحرم طفله من لعبة ستبقى بباله وأحلامه أو أن يتوجه للألعاب الالكترونية كبديل غير صحي ولكنه أكثر توفيراً.

ومع هذا الغلاء نجد آراء متباينة للمواطنين ، فالسيدة أسيمة أوضحت لدام برس أنها تفضل شراء الألعاب لأطفالها رغم أن هذه الألعاب في تزايد للأسعار بشكل ملفت ولا يوجد قدرة للجميع على شرائها فعندما يجد الوالد أو الوالدة أن دمية صغيرة تصل إلى 4000 ليرة يفضل أن يشتري بها مادة غذائية يفيد بها عائلته بدلاً من الألعاب.

السيد محمود لديه ثلاثة أطفال أشار إلى أن جودة ونوعية الألعاب لم تعد كالسابق فالألعاب هذه الأيام سريعة التلف لا يمكن أن تبقى مع الطفل لأكثر من شهر وهذه مشكلة لمن لديه أكثر من طفل يسعى لتوفير ما يطلبونه.

أما السيدة إيمان أشارت إلى أن كل شيء غالٍ فالألعاب في غلاء وكل شيء يرتفع سعره من يوم لآخر مع أن هناك عدد من الألعاب الموجودة والمخزنة لدى أصحاب المحال التجارية إلا أن ارتفاع الأسعار شجعهم على زيادة الطمع ليرفعوا ثمنها من تلقاء أنفسهم.

أما السيد أبو أحمد أشار إلى أن معظم الألعاب لا تتضمن محتوى يساعد في تنمية مهارات وزيادة إبداع الطفل لأنها تكون عبارة عن سيارات مصنوعة من البلاستيك أو دمى صغيرة على عكس الألعاب التي تقوم على التركيب والاكتشاف وبذلك تكون الألعاب غير مناسبة سواء من النوع أو الثمن مما يزيد من حيرة الأهالي.

وللأطفال أصحاب النصيب الأكبر في هذا الموضوع رأي فهم بانتظار "بابا نويل" الذي يحمل لهم الهدايا من عام لعام لكن ماذا إن عَلموا أن "بابا نويل" سيأتي ربما فارغ الجعبة بسبب عدم امتلاكه المال الكافي لشراء لعبة صغيرة لأطفال العائلة الواحدة! أما البعض الآخر منهم فضل ألعاب الأجهزة الذكية كسباق السيارات والألعاب المتكلمة.

بينما لأصحاب المحال رأي آخر فأكد عدد منهم أن أي ارتفاع هو يؤثر عليهم سلباً لأن نسبة الأرباح ستكون قليلة فيكفي أن يكون ثمن اللعبة من الموزع مرتفع ليراه الوالدين كبير فكيف إذا أضاف ربحه، كما أن عدد كبير من الأهالي لم يعد يرغب بشراء ألعاب لأطفالهم ويتجهون للألعاب الالكترونية على الأجهزة الذكية توفيراً للمال مع أن متعة الأطفال أكبر بألعاب متناولة بين أيديهم لكن لكل شخص أسلوب خاص به ومن حقه أن يفكر بأساسيات المعيشة من طعام وشراب ومن ثم الترفيه.

ربما اعتاد المواطن السوري على أن تمر المناسبات مرور الكرام فلا أحد يسعى لفرح والوطن متألم وجراحه تنزف لكن الأطفال لا أحد يستطيع أن يمنع ابتسامتهم ويكتم فرحتهم بهدية صغيرة لنسمع ضحكة بريئة تمدنا بالأمل بمستقبل به أطفال كأطفال سورية، فهل ستكون هدايا بابا نويل لهذا العام حلم يصعب جعله واقعاً مع هذا الغلاء؟!.

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=75965