دام برس - مروى عودة : تتحدث كتب التاريخ عن حالات حصار وعن صمود في وجه المحاصرين وانتصارات اسطورية إلا ان ما يحدث اليوم على اراضي الجمهورية العربية السورية قد تجاوز كل الحدود وباتت مدينتي الفوعة وكفريا رمز للصمود في وجه الحصار. آلاف المدنيين محاصرين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وتعرض للقصف الهمجي في كل وقت وسط صمت أممي على حرمان الأهالي الغذاء والدواء وكلّ سبل العيش. قبل بداية الحرب الإرهابية على سورية كانت قريتا الفوعة وكفريا الواقعتان وسط محافظة إدلب تعيشان بامن واستقرار مع سائر اطياف المجتمع «الادلبي» و«الحلبي» والسوري يتقاسمون الافراح والاتراح همهم سوريا وصمودها في وجه المشروع الاسرائيلي، لا يعرفون الطائفية والمذهبية.
حصار من جميع الجهات مترافق مع قذائف الموت العشوائي وحرمان لاهالي القريتين الخروج الى حقولهم المحيطة للعمل في زراعتها مما ادى الى تحولها الى اراض بور. في الوقت الذي كانت فيه قبل الحصار تقدم الخير لكل محيطها الجغرافي. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم تعاني الفوعة وكفريا من نقص شديد جدا في المواد الغذائية والادوية والمياه بسبب منع «جيش الفتح» من دخول اي نوع من الغذاء ومستلزمات الحياة الاخرى. حتى الادوية والمواد الاسعافية الاولية اصبحت مفقودة من القريتين. فانتشرت الامراض بكل انواعها بسبب فقدان الغذاء والدواء.
اليوم وبعد أكثر من 20 شهراً على الحصار ما زالت اعداد الوفيات في ازدياد بسبب منع الدواء والاطباء وكذلك منع خروج الجرحى والمرضى. يوما بعد اخر اليوم تعاني الفوعة وكفريا من فقدان شبه تام لكل انواع المضادات الحيوية والادوية المسكنة والمخدرة. فقدان لمياه الشرب بسبب استهداف المجموعات المسلحة لخزان المياه الرئيسي. فقدان كامل لحليب الاطفال ومنع وصول اللقاح الخاص بأمراض الكبد وغيره من الامراض. استهداف المجموعات الارهابية لكل اشكال الحياة الاقتصادية من زراعة وتربية مواش افقد القريتين كل مقومات الحياة الاساسية. كل ذلك يجري امام انظار المجتمع الدولي. كل صور المأساة لاهالي الفوعة وكفريا لم تحرك ذرة من ضمير من يدعون انهم حماة الانسانية والمدافعين عن حقوق الانسان. في اتصال هاتفي مع عدد من مواطني الفوعة وكفريا المحاصرتين كان ما يلي :
السيدة منى محمد أكدت لدام برس أن المسلحين قاموا باستهداف المشفى الوحيد في مدينة الفوعة حيث تم استهداف خزان الوقود ما أدى إلى انفجاره وإخراج المشفى الوحيد من العمل وأضافت أنه في وقت سابق قام المسلحون باستهداف خزان المياه الوحيد في القرية واليوم تعاني القرية من نقص وتلوث في مياه الشرب.
السيد حسن أحد المدافعين عن القرية قال: اللجان الشعبية في القرية تقوم بمنع المجموعات الإرهابية المسلحة من اقتحام القريتين وأضاف أن الوحدات المدافعة عن وعلى الرغم من الإتفاق القائم “الزبداني-كفريا والفوعة” والهدنة الحاصلة إلا أن المجموعات المسلحة المدعومة إقليمياً لا تلتزم بذلك الاتفاق وتمنع دخول المساعدات إلى البلدتين المحاصرتين وسط قصف عنيف شبه يومي. بلغة الإحصاء نقول : - عدد سكانهما المحاصرين 21 ألف نسمة. - بلغ عدد الضحايا 2250 شهيد و3180 جريح. - تتوسط الفوعة وكفريا منطقة تعتبر أخطر منطقة سورية من ناحية الفكر التكفيري حيث تقع بين قرى بنش وتفتناز و طعوم ورام حمدان. - تم حصار القريتان بعد سقوط مدينة إدلب ومعسكر المسطومة بيد الجيش الفتح وذلك في تاريخ 24شباط 2015. - تعرضت القريتان لأكثر من 75 ألف قذيفة منوعة منها غراد ومنها هاون ومنها قذائف دبابات وصورايخ محلية الصنع دمرت أكثر من 70% من البيوت. - شهدت القريتان معارك امتدت من تاريخ 19/7 واستمرت لغاية 19/9 /2015 شن المسلحون خلالها 9 هجومات ضخمة خلفت الكثير من الدمار.
|
||||||||
|