الرئيسية  /  كتاب وآراء

أنا أفصحُ العربِ بَيْدَ أنّي من قريش .. بقلم: عبدالفتاح أحمد السعدي


دام برس : أنا أفصحُ العربِ بَيْدَ أنّي من قريش .. بقلم: عبدالفتاح أحمد السعدي

دام برس:
(أنا أفصحُ العربِ بَيْدَ أنّي من قريش) هكذا عبًّر محمدٌ صلى الله عليه وسلم عن عروبتِهِ وأصالتهِ وانتمائِهِ العربيِّ الأصيل ؛ فإذا ما نطقَ عَرفْتَ أصالتَهُ ، وكذلك إذا ما بنى ، أو تحالفَ أو تآلفَ ، فعزَّتُهُ وأصالتُهُ طابعان مميزان ليسا موضعَ التباسٍ أو خِلاف . وهنا نسألُ : مَنْ هم أولئكَ الذينَ يدَّعونَ العروبةَ ؟ وما هم بناطقينَ بلغتها ، ولا بتعبيرِها ولا بأصالتِها ، فلا نرى لهم تعبيراً عن استقلالٍ أو اعتزازٍ بكرامةٍ أو سؤدد . وماهم على وجهِ الحقيقةِ ، وبنظرِ شعوبِ العالمِ إلا رعاعُ  جهلةٌ  متخلفون مبدعو غدرٍ وتزويرِ وقتلِ وانصياعِ لحاقدينَ مارقينً لا يقدِّسونَ من الإنسانية شكلِها . ولا من العروبةِ فصاحتِها ، وحضارتِها ؛ التي كانتْ منبعاً وأصلاً لكلِّ العلومِ ، بشهادةِ مَنْ يورِّدونَ لهم الأسلحةَ الفتَّاكةَ التي يقتلونَ بها الآنَ أبناءَ العروبةِ في شتَّى بقاعِ الوطنِ العربيِّ ويدمِّرونَ حضارتَها الأصيلةَ ؛ فبعدما خرَّبوا المدنَ الحديثةَ ، ومصانِعَها وصروحَ أبحاثِها في اليمنِ والعراقِ وسوريةَ مثلاً ، استهدفوا المدنَ الحضاريَّةَ كبابلَ وتدمرَ وبُصرى والأثارَ المتراميةَ هنا وهناك على مساحاتِ الوطنِ العربيِّ . هذا عدا عن تآمرهم على قدسيَّةِ فلسطينَ وطابِعها الحضاريِّ المميَّز ، ولعل عقدةَ "أوديب" التي لازمتهم طيلةَ فترةِ همجيتِهم كانت وما زالتْ عقدةَ الهويةِ والانتماءِ ؛ بدليلِ أنَّهم لا يسمحونَ للعربيِّ الأصيل أنْ يقيمَ في جزيرتِهِ – موطنُه الأصليُّ – إلا بكفالةٍ أعرابيٍّ لا ينتمي حتى لرمال الصحراء .

والحقيقةُ أنَّ العروبةَ الآن تدافعُ عن وجودِها ولغتها وحضارتِها بشراسةِ العارفينَ المصرّينَ على تدميرِ هذه الحُثالةِ التي حاولت تشوّيهَ اسمِها والعبثَ بمجدِها ووحدتِها ، وصحّةِ انتمائِها للغتِها وأرضِها وتاريخِها ، وما دامَ قدوتهم هو أفصحُ العربِ وأعزُّهم وأكرمُهم  فلا بدَّ منتصرون .

ما يسَيَّجُ به الإسلامُ اليومَ هو لبوسُ الضلالِ والغدرِ ، والإذلالِ والكفرِ والعمالةِ ، والدّمِ الحرام ، يسيرُ باسمِهِ قَتلَةَ جاهلونَ تافهونَ ، فاقدو نسبٍ مؤخّرٍ فاسدٍ لا ينتمي لإرضٍ ولا لسماءٍ ؛ كلّهُ نفاقٌ وغدرٌ ورياءٌ وذلُّ مبين . والصرخَةُ يعلنُها طفلٌ ذبيحٌ مغدورٌ غادٍ إلى مدرستِهِ ، أو عائدٌ منها ، وأمٌّ ثكلى في " السيدة " ،أو في " الزهراء "، أو في أيِّ مكانٍ من ربوعِ الشّامِ تعرّضَ للسفكِ بأمرِ المنفصمينَ الذينَ باعوا ذواتِهم وضمائرَهم ، وحرَّفوها عن معاني الإنسانيةِ ، والتعاليمِ الخُلقيَّةِ والعُرفِ الكريم ؛ ألا إنّهم غابوا عن الوصفِ ، فصاروا أرذلَ ما خلق َاللهُ ، وأجهلَ ما علّمهُ المرسلونَ . فلو كانوا بشراً لقالوا لأسيادِهم اليهود : ( هذا يكفي فهو حرامٌ ) ولكنَّهم غدَو على شكلٍ تحسبهُ رسمَ بشرٍ ، وما هُمْ إلاّ أشرارٌ شياطينَ على شكلٍ غيرِ معهود . فقاتلوهم ـ أيها العرب الشرفاء ـ  قاتلَهم الله ، فجِّروا بيوتَهم وحيثُ يرقدون ؛ شرقَ النّهرِ ، أو في أكنافٍ سرقوها ليغدروا منها سيف الدين  ، ملوكاً كانوا أو عبيدا ، فقد أخرجهمِ الجهلُ من النِّطاقِ الآدمي ، وقد مكّنكمُ الله منهم بفتوى القدرِ والأيمان الأكيد ، ألا تحرّكوا فقد بلغَ سيلَ الكفرِ الزُبى ، والله على ما تفعلون شهيد  .

عبدالفتاح أحمد السعدي : شاعر وكاتب عربي فلسطيني سوري
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=74287