دام برس: والحقيقةُ أنَّ العروبةَ الآن تدافعُ عن وجودِها ولغتها وحضارتِها بشراسةِ العارفينَ المصرّينَ على تدميرِ هذه الحُثالةِ التي حاولت تشوّيهَ اسمِها والعبثَ بمجدِها ووحدتِها ، وصحّةِ انتمائِها للغتِها وأرضِها وتاريخِها ، وما دامَ قدوتهم هو أفصحُ العربِ وأعزُّهم وأكرمُهم فلا بدَّ منتصرون . ما يسَيَّجُ به الإسلامُ اليومَ هو لبوسُ الضلالِ والغدرِ ، والإذلالِ والكفرِ والعمالةِ ، والدّمِ الحرام ، يسيرُ باسمِهِ قَتلَةَ جاهلونَ تافهونَ ، فاقدو نسبٍ مؤخّرٍ فاسدٍ لا ينتمي لإرضٍ ولا لسماءٍ ؛ كلّهُ نفاقٌ وغدرٌ ورياءٌ وذلُّ مبين . والصرخَةُ يعلنُها طفلٌ ذبيحٌ مغدورٌ غادٍ إلى مدرستِهِ ، أو عائدٌ منها ، وأمٌّ ثكلى في " السيدة " ،أو في " الزهراء "، أو في أيِّ مكانٍ من ربوعِ الشّامِ تعرّضَ للسفكِ بأمرِ المنفصمينَ الذينَ باعوا ذواتِهم وضمائرَهم ، وحرَّفوها عن معاني الإنسانيةِ ، والتعاليمِ الخُلقيَّةِ والعُرفِ الكريم ؛ ألا إنّهم غابوا عن الوصفِ ، فصاروا أرذلَ ما خلق َاللهُ ، وأجهلَ ما علّمهُ المرسلونَ . فلو كانوا بشراً لقالوا لأسيادِهم اليهود : ( هذا يكفي فهو حرامٌ ) ولكنَّهم غدَو على شكلٍ تحسبهُ رسمَ بشرٍ ، وما هُمْ إلاّ أشرارٌ شياطينَ على شكلٍ غيرِ معهود . فقاتلوهم ـ أيها العرب الشرفاء ـ قاتلَهم الله ، فجِّروا بيوتَهم وحيثُ يرقدون ؛ شرقَ النّهرِ ، أو في أكنافٍ سرقوها ليغدروا منها سيف الدين ، ملوكاً كانوا أو عبيدا ، فقد أخرجهمِ الجهلُ من النِّطاقِ الآدمي ، وقد مكّنكمُ الله منهم بفتوى القدرِ والأيمان الأكيد ، ألا تحرّكوا فقد بلغَ سيلَ الكفرِ الزُبى ، والله على ما تفعلون شهيد .
عبدالفتاح أحمد السعدي : شاعر وكاتب عربي فلسطيني سوري |
||||||||
|