دام برس :

تتسارع الأحداث على الساحة السياسية العالمية ومعها لابد من تكوين تحالفات جديدة والبعض قد أصابه مس جنون أو جنون عظمة وبالتالي بات فاقداً للوعي بل هو في حالة غيبوبة.

هذا هو واقع الحال لدى بعض أنظمة الخليج أو بمعنى أدق لدى آل سعود وأتباعهم من مشايخ للنفط والغاز، من يتابع الحراك السياسي على الساحة العالمية لابد له من التوقف أمام تصريحات بعض المسؤولين الغربيين حول الوضع السوري وضرورة التعاون مع القيادة السورية في مكافحة الإرهاب وهذا اعتراف ضمني بما حاول الشعب السوري تثبيته عبر خمس سنوات من الصمود في وجه حرب إرهابية شرسة لم تبقي ولم تذر.

يوم أمس لفتني خبر حول امكانية إرسال قوة خليجية خاصة إلى سورية ذلك التصريح كان على لسان وزير خارجية آل سعود الطفل المدلل لواشنطن المدعو "عادل الجبير" قد يقول البعض بأن هذا التصريح لا يستحق الوقوف عنده لأنه حبر على ورق ومجرد ردة فعل على التصريحات الغربية من جهة وعلى انتصارات الجيش العربي السوري مدعوماً بالحلفاء من جهة أخرى.

إن سياسة مملكة الرمال الوهابية باتت اليوم داعمة للإرهاب بشكل علني وكذلك السياسة الإخوانية في تركيا وما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات استراتيجية دفعت الدول المتآمرة على سورية إلى محولة إيجاد غطاء سياسي لتدخل ميداني وقد تمثل ذلك بمؤتمر الرياض حيث وقف الخونة في حضرت سيدهم العميل من أجل جلب تدخل عسكري خليجي وهنا لابد لنا من التأكيد بأن تصريحات الجبير الأخيرة جاءت بالتنسيق مع الحكومة التركية من جهة ومع الحكومة الأردنية من جهة أخرى.

وإذا دققنا قليلاً نجد بأن ما تسعى إلى مملكة آل سعود هو توجيه رسالة إلى واشنطن بأن التسوية القادمة لابد أن تشملها وبأن موقفها بات ضعيفاً في ظل تفاهمات الدول الكبرى.

لن نطيل بالتحليل السياسي لكن الواقع التاريخي يفرض علينا مشهداً واضحاً في حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية حيث وقف حكام الخليج على أبواب الدول الغربية والعربية على حد سواء من أجل التدخل والدعم ومن لم يستطع الرد على انتصارات الجيش اليمني المدافع عن حقوق شعبه لم ولن يستطع التفكير بدخول أرض سورية وإذا أردنا التحدث بلسان المواطن السوري نقول " نتمنى دخولهم كي يعودوا جثث إلى بلادهم ".