الرئيسية  /  أخبار

قراءة في الجهود الروسية لحل الأزمة السورية


دام برس :

منذ اللحظة الأولى للأزمة السورية خرجت روسيا إلى العلن معلنةً بوضوح أن الحلول المستدامة لا يمكن أن تكون إلا سياسية.

كانت موسكو مقتنعة بخيارها، لذا عملت على التسويق له، فشلت في البداية حتى في إقناع المعارضة بزيارتها، ثم نجحت بذلك رغم مقاطعة جزء منها، ولاحقاً نجحت في استضافة شخصيات من الحكومة والمعارضة، وكان السعي إلى إيجاد مساحة مشتركة بين الطرفين.

بدا واضحاً لروسيا أن المشكلة ليست في دمشق ولا بين السوريين، إنما هي في العواصم الداعمة للمعارضة في الخارج، لذا سعت للتواصل مع هذه الدول ومحاولة إقناعها بالإشتراك في الدينامية الجديدة لحل الأزمة التي تشارف على إنهاء سنتها الخامسة، رغم التصريحات الإيجابية جداً كان الرفض يأتي مغلفاً بعناوين شتى، حيناً بأن النظام لا يمكن الحوار معه، وحيناً آخر بحجة الوجود الأجنبي في سوريا وحزب الله وإيران.

قبل محادثات فيينا النووية بين إيران ومجموعة 5+1، في تموز/يوليو الماضي، زار ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موسكو وأجرى محادثات مع القادة الروس، بعدها كانت زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ثم التصريح الروسي الشهير حول حلف المعجزة في مواجهة داعش.

لم يطل الأمر حتى التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فيينا، وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، لم يكن للنقاش، بحسب ما علمت الميادين من مصادر رفيعة وشديدة الإطلاع، أي بعدٍ نووي.

أراد لافروف أخذ ضوء أخضر أميركي إيراني للبدء بالخطة الروسية التي تهدف إلى جمع السوريين ومن خلفهم الدول المؤثرة في الحرب الدائرة هناك على طاولة واحدة.

لم يلق الوزير الروسي أي معارضة، وبدأت المساعي الروسية في غير مكان لتتوج بلقاءات هامة للرئيس الروسي مع ملك الأردن وولي عهد أبو ظبي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

هؤلاء الرؤساء سمعوا من بوتين توصيفه للحال ورؤيته للحل، وبين الحال والحل سيكون عليهم أن يشنفوا آذانهم جيداً وأن يفتحوا قلوبهم لسماع مبادرات لم يفكروا بها من قبل.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=63258