الرئيسية  /  محليات

سهل الغاب ... التعلم من درس اشتبرق


دام برس : سهل الغاب ... التعلم من درس اشتبرق

دام برس - بلال سليطين :
تعلم أهالي قرى سهل الغاب الجنوبي الغربي من دروس اشتبرق وريف اللاذقية الشمالي وما حصل فيهما من مجازر بحق المدنيين، فقرروا اخراج النساء والأطفال والشيوخ من دائرة الخطر وابعادهم عن المعارك في حين حمل الرجال السلاح ووقفوا إلى جانب الجيش السوري يدافعون عن قراهم.
الأهالي لاينظرون إلى هذه العملية على أنها موجة نزوح، وإنما يوصفونها بالعملية الوقائية، وتقول والدة أحد الشهداء المدنيين الذي قضوا في معارك البحصة:نحن عائدون إلى بيوتنا، لن نتأخر أكثر من بضعة أيام، وما خروجنا إلا لتخفيف الضغط عن رجالنا ومنع المسلحين من المساس بنا تحت أي ظرف.
العوائل التي غادرت "جورين" والعديد من القرى المحيطة بها وفدت إلى قرى "صلنفة" حيث تمت استضافتهم في بيوت الأهالي بمبادرة أهلية، بعض البيوت استضافت أكثر من عائلة وتقاسموا معاً الطعام والشراب، رغم ضيق الحال في تلك القرى.
المنظمات الأهلية والمؤسسات الحكومية استنفرت جهودها في سبيل إغاثة العائلات الوافدة تأمين احتياجاتها الأساسية، حيث بلغ عددها قرابة ١٠٠٠ عائلة حصلت جميعها على المستلزمات الأساسية من بطانيات وفرشات وكذلك غذاء ومنظفات، هذا ويستمر وفود الأهالي من تلك القرى إلى ريف اللاذقية  مع الاستمرار في الاغاثة وتقديم الثياب لهم على اعتبار أنهم خرجوا بثيابهم وبعض الأغراض خفيفة الوزن غالية الثمن.
أم لأربعة مقاتلين وزوجة مقاتل أيضاً، تقول أنها تفضل النوم في العراء وأن يستشهد كل أبنائها على أن تسمح للمسلحين باحتلال قريتها، وتضيف كل أولادي الذين يحملون السلاح ويقاتلون إلى جانب الجيش الآن متعلمون وخريجون جامعيون وبعضهم مازال يدرس إلى الآن لكنهم تركوا كل شيء وحملوا السلاح لمواجهة هؤلاء التكفيريين الذين لايعرفون الرحمة.
هذا المشهد على شجاعته لايمكنه حجب حالة القلق التي تسيطر على الشارع السوري في باقي قرى سهل الغاب وجبال الساحل السوري المحاذية له، حيث يؤمن الناس هناك أن وصول المسلحين إلى هذه الجبال يجب أن يكون أمراً ممنوعاً وعليهم العمل من أجل تثبيت هذا المنع، لأنهم اذا دخلوها سيكون من الصعب إخراجهم منها نظراً لصعوبة الحرب فيها ووعورتها وإمكانية التنقل فيها بتخفي والوصول إلى القرى وارتكاب مجازر والانسحاب بسرعة، لذلك فإن المزاج العام يتجه إلى الاستماتة في القتال على جبهات جورين لمنع انتقال الجبهة إلى أماكن أخرى تصعب المواجهة فيها.
هواجس الناس على مايبدو تتقاطع مع هواجس الدولة السورية، التي لاتنفك ترسل التعزيزات إلى تلك المحاور وتعزز وجودها في  محيط جورين وقمم الجبال من خلال تثبيت مراصد المدفعية ونشر الكمائن، حيث تعج طريق اللاذقية صلنفة سهل الغاب بالدبابات المحمولة التي تنقل إلى مواقع جديدة للتحصين، تزامن ذلك مع انتشار فيديو للعقيد الشهير "سهيل حسن" الملقب بالنمر يؤكد فيه أن الانتصار في سهل الغاب محسوم ولا تراجع عنه، ويقدم من خلاله قائد مجموعاته الجديد "الحمزة" بعد استشهاد القائد السابق "علي الحجي".
يذكر أن الاشتباكات ماتزال مستمرة على محور قرية جورين بين الجيش السوري مدعوماً بالأهالي من جهة وجيش الفتح الذي تقوده جبهة النصرة من جهة أخرى، وهذه الاشتباكات تعد الأعنف بين الطرفين منذ الاعلان عن تشكيل "جيش الفتح" في "إدلب" قبل بضعة أشهر.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=62931