الرئيسية  /  محليات

احتلال أريحا يعيد إلى الأذهان مجزرة العام 2013


دام برس : احتلال أريحا يعيد إلى الأذهان مجزرة العام 2013

دام برس : بلال سليطين :

سقطت أريحا للمرة الثالثة خلال الأزمة السورية في يد المجموعات المسلحة، بعد أن انسحب الجيش العربي السوري منها مساء الخميس 28 أيار 2015، وغادرها معظم أهلها متجهين نحو ما تبقى من مناطق غرب "إدلب" تحت سيطرة  الحكومة السورية.

أهالي أريحا يعرفون جيداً ماذا تعني سيطرة هذه المجموعات على مدينتهم فقد خبروها جيداً في السابق، وتحديداً في شهر آب من عام 2013 عندما دخلت هذه المجموعات إلى المدينة الواقعة غربي "إدلب" وارتكبت مجزرة بحق أهلها راح ضحيتها قرابة 300 مدني وقعوا بين شهيد وجريح ومفقود، وهي مجزرة تشبه تماماً مجازر ريف اللاذقية التي وقعت في ذات الشهر من العام نفسه.

مجزرة أريحا لم تستثني شيخاً ولا طفلاً ولا حتى إمرة وشكلت ردة فعلٍ قوية من قبل أهالي إدلب، خصوصاً وأنه تخللها قتل والد الدكتور "عبد القادر عيد" وهو شيخٌ في السبعين من عمره كان ذاهباً إلى الصلاة، وقطع يد طفل في السادسة من العمر، وذبح عائلة في كفرزيتا من آل الصواف الذين خسروا أباً وأبناءه وأبناء أخوته في ذلك اليوم المسمى بالأسود.

كانت صدمةً موجعةً لاهالي إدلب، خصوصاً وأنها جاءت بعد اتفاق كان قد أبرم قبل فترة مع هذه المجموعات لتحييد المدينة وخروج المسلحين منها، وتسلم أهلها على إثره حماية مدينتهم، وشكلوا لجاناً شعبيةً لتسيير أمور المدينة، وسارت الأمور على خير ما يرام قبل أن تنقض هذه المجموعات الاتفاق وتجتاح المدينة وترتكب فيها فظائع وصفها آنذاك عبد السلام الأحمد وهو قيادي بعثي بأنها ترتقي لمجازر المغول والتتار في بغداد.

ماحدث في أريحا آنذاك دفع القيادة السورية للطلب من العقيد الشهير "سهيل حسن" أن يترك العمليات في ريف اللاذقية ويذهب إلى إدلب، حيث تسلم قيادة عملية استعادة "أريحا" والتي أصيب فيها ضابط سوري رفيع، حيث تم قنصه عن بعد وهو الآن يشغل منصب قائد عمليات في محافظة وسط سورية.

المجموعات المسلحة كانت قد فخخت المباني والمحال وحرقت الأفران والمؤسسات الحكومية قبل مغادرتها للمدينة التي تعد الواجهة الغربية لإدلب، والتي لطالما كنت محطة لأكل الشعيبيات في طريق المسافرين إلى حلب قبل الأزمة وانقطاع الطرق بين المحافظات السورية.

الضرر الكبير التي تعرضت له أريحا أعيد ترميم جزء منه وعاد لها أهلها ومعهم الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، ودخلت الأفران حيز العمل، وعادت الحياة لتدور لكن وقع المجزرة ظل حاضراً في ذاكرة أريحا.

بعد عامين على تلك المجزرة تحولت أريحا إلى مقصد لآلاف النازحين الذين لجؤوا لها هرباً من العنف في إدلب التي سقطت بيد جبهة النصر قبل شهرين تقريباً، وتحولت المدينة إلى هدف من جديد للمجموعات المسلحة التي بات اسمها اليوم جيش الفتح وتقودها جبه النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، حيث تم رميها بآلاف القذائف والصواريخ وجرار الغاز التي راح ضحيتها عشرات المدنيين من نساء وأطفال بينهم أخوين طفل وطفلة، فقد على اثرها الطفل "عبد" الرؤية في إحدى عينيه  وهو من عائلة فقيرة لجأت إلى اللاذقية مع أطفالها المصابين.

هذه القذائف كانت تمهيداً لهجوم بري شنته هذه المجموعات المسلحة على المدينة وتمكنت على اثره من السيطرة عليها، الأمر الذي يثير مخاوف كثيرة على مصير المدنيين الذين لم يتمكنوا من الهرب، حيث لا معلومات عن عدد المدنيين الباقين في المدينة التي كان يسكنها عشرات آلاف المدنيين الهاربين من العنف قبل سقوطها بيد المجموعات النسلحة.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=60036