الرئيسية  /  محليات

اشتبرق ... المجزرة الموعودة ... مجزرة الدم والتعتيم


دام برس- بلال سليطين :

في الخامس من حزيران لعام 2011 أحرقت المجموعات المسلحة الأراضي الزراعية في محيط قرية اشتبرق وبدؤوا يوجهون التهديدات لأهلها بالذبح والقتل، وهي تهديدات أخذت على محمل الجد آنذاك بعد أن ارتكبت المجموعات المسلحة مجزرة بحق عناصر الأمن وسيطرت على "جسر الشغور" القريبة.

الأهالي اختاروا الهرب من القرية ونزحوا إلى اللاذقية بعد أن خسروا يومها عددا من أبنائهم خلال هجوم المسلحين على "الجسر" ويتحدث الأهالي عن أن اثنين من آل "المصري" ذبحوا حينها.
استعاد الجيش "جسر الشغور" في نفس العام وعاد الأهالي إلى قريتهم بعد أن ابتعد الخطر عنهم نسبياً، واحتموا خلف الجيش السوري الذي وضع حواجز بالقرب من القرية وفي جسر الشغور، ويقول الأهالي أنه لم تمض فترة طويلة بعد ذلك حتى ظهر خطرٌ من نوعٍ آخر، تمثل بالقذائف التي كانت ترمى على القرية ذات الأغلبية "العلوية" بين الحين والآخر ويذهب ضحيتها مدنيون.

مضت سنوات والقرية شبه محاصرة، وحده الطريق المؤدي إلى سهل الغاب يمكن العبور منه إليها، فكان بمثابة شريان حياة لأهلها الذين اختاروا البقاء في قريتهم رغم الخطورة، وقد استضافوا فيها بعض النازحين من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة.
وعود الذبح التي أطلقتها المجموعات المسلحة في العام 2011 وجدت طريقها للتنفيذ في العام 2015، فبعد سيطرتها على مدينة "جسر الشغور" مؤخراً اتجهت المجموعات (جبهة النصرة وقوات المعارضة السورية) إلى "اشتبرق" وشنت هجوماً بالقذائف عليها مساء الثلاثاء 21 نيسان  2015 وأصيب على اثره مدنيان من القرية في نفس اليوم، يقول مقاتل في الدفاع الوطني أن إطلاق القذائف والصورايخ على القرية وأصوات الرصاص لم ينقطعا حتى صباح السبت موعد سقوط القرية بيد المسلحين.

حاول الأهالي الانسحاب من "اشتبرق" بعد انعدام سبل الصمود، وبدأت دفعات المدنيين تغادر مستغلةً وسائط النقل المتاحة وكان أغلبها "جرارات" وهي بطيئة الحركة وتحمل عدداً كبيراً من المواطنين، ما سهل استهدافها أثناء المغادرة، حيث دمر بعضها واضطر الأهالي للمتابعة سيراً على الأقدام باتجاه جورين (نقطة تجمع الجيش السوري أو القوات الحكومية).
الهاربون من الموت تركوا جثث شهدائهم في الطرق دون أن يتمكنوا من نقلها، في حين استهدف قناص رضيعاً في حضن أمه، وأرداه قتيلاً، يقول أحد سكان القرية أنه كان قناصاً محترفاً وركز كثيراً على الأطفال.

القرية التي كان يسكنها قرابة 1000 نسمة لم يتمكنوا من المغادرة جميعهم، ودخل المسلحون القرية وبدؤوا بتنفيذ وعودهم حسب تعبير أهالي "اشتبرق"، ويقول شهود عيان أن أول الضحايا كان رجلاً مقعداً تم ذبحه على كرسيه.
شبان القرية يقولون أنهم دافعوا عنها بما لديهم من أسلحة خفيفة، ويقول الأهالي الناجين أيضاً أن حاجز الدفاع الوطني استبسل في الدفاع عن القرية والمدنيين ولعب دوراً كبيراً في التخفيف من هول المجزرة، فلولا صموده لدخل المسلحون وكل الأهالي في القرية دون أن يتمكن أحد من الهرب.

أيام مضت على "مجزرة اشتبرق" التي ارتكبتها المجموعات المسلحة بحق أهالي القرية الواقعة بالقرب من "جسر الشغور" وتسكنها أغلبية من الطائفة العلوية، التي شهد أهلها مئات حالات الذبح والاختطاف خلال سنوات الحرب السورية.
المجزرة التي يصفها من شهدوها بالمروعة، لم تحظ بالاهتمام الاعلامي المطلوب إلا بعد أيام على وقوعها، وقد جاءت التغطية بعد ضغوطات شعبية وانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأداء الإعلام السوري في تغطيته لها، ولاداء جميع وسائل الإعلام المعنية خصوصاً تلك التي تتحدث عن حقوق الإنسان.

القرية التي دخلتها المجموعات المسلحة صباح السبت 25 نيسان 2015 شهدت حالات ذبح واختطاف لعشرات الأشخاص والعائلات، ووفق شهادات الأهالي واحصائياتهم فإن عدد الضحايا فاق 35 فرداً أغلبهم عجزة وأطفال ونساء، في حين تجاوز عدد المختطفين 150 شخصاً من مختلف الأجناس والأعمار.
الأهالي يتابعون أخبار مفقوديهم عبر صفحات الانترنت الخاصة بالمعارضة، حيث تنشر فيديوهات يومية للمختطفين، يرافقها تهديدات وشتائم وتكفير ... إلخ، عائلة "جراد" فقدت 38 فرداً بين شهيد ومختطف ومفقود، وكذلك هناك عائلات فقدت آباء وأبناء وأخوة، في حين أن بعض الأسر لم ينج منها سوى فرد أواثنين.

نريد جثث أبنائنا، أشلاء آبائنا، ما تبقى من أجساد أمهاتنا، كلمات مازال يرددها أهالي قرية اشتبرق في ريف جشر الشغور منذ عشرين يوماً تقريباً، دون أن تلقى استجابة من الجهات المعنية.

نداءات أهالي اشتبرق وجهت إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وكافة المنظمات الدولية من أجل المساعدة في سحب الجثث من القرية التي غزتها المجموعات المسلحة وارتكبت فيها مجازر إبادة جماعية بحق عائلات بأكملها، كما تضمنت النداءات إطلاق سراح المختطفين ومنع ارتكاب مجازر بحقهم.

Shtabraq .....A massacre of blood and Oblivion

Reported by : Belal Slyten

Translated by : Aliaa Mahfouz Ali

The Syrian Arab army regained control of "Jisr Al-Shughor" at the same year which enabled inhabitants of" Shtabraq" to go back to their relatively safe village . The nearby checkpoints set by the Syrian Arab army were shielding the villagers from the armed militias. To the demise of" Shtabraq" inhabitants , the armed groups started shelling the village ,mostly inhabited by Alwaites, with mortars that resulted in many civil victims.

Years went by as" Shtabraq" was almost entirely besieged except for the road leading to" Ghab" meadows that was considered a life line for "Shtabraq" whose villagers chose to remain in it regardless of all dangers. Villagers of Shtabraq" even hosted and protected displaced people from areas controlled by militias. "

Threats of slaughtering voiced out in 2011 eventually came true in 2015. Shortly after their recent control of "Jisr Al-Shughor", the armed groups ( Al-Nusra Front and the Syrian opposition militias) headed to" Shtabraq". The offensive missiles launched at the village on Tuesday, April 21 , 2015 has resulted in two injured civilians right away. A fighter in the National Defense Forces stated that firing mortars , rockets and every other kind of shooting haven’t stopped until Saturday morning when the village fell in the hands of the armed militias.

After lacking all means of life , people tried to flee" Shtabraq". Tractors were the most used means of transport they used to flee their town . Yet, the slow tractors carrying many people were an easy target for snipers. One citizen said that a professional sniper especially targeted children , he even shot dead an infant sitting in his mother's lab . Thus, people of "Shtabraq" chose to go on foot towards "Jourin" , the Syrian Army gathering point . To their deep sorrow, they had to see the bodies of their loved ones spread all over the wild without any possibility to give them a decent burial.

Saturday , April 25th , 2015 marked a day of many slaughtering , kidnapping dozens of families. According to people of "Shtabraq" , there are more than 35 victims mostly children and women while kidnapped people exceeded 150 person of every gender and age.

Only few of 1000 inhabitants of "Shtabraq" were able to flee the village. An eye-witness says that militias started to execute their threats and slaughtered a man on his wheel-chair. Youngsters of "Shtabraq" say that they tried to protect their village with the light weapons they had alongside with national Defense Forces whose resistance helped people to flee the stricken village. The recent massacre of the mostly Alwaite inhabited village was not in the media scope only days after it took place. The media coverage took place after a massive viral public criticism of the Syrian national media in particular and every other media lot concerned with human rights.

People of "Shtabraq" pleaded to the United Nations , Red Cross and every other international organization to help them pull out bodies from the village invaded by the armed militias that committed massive horrendous massacre against its inhabitants. They also demanded to release the kidnapped and prevent the occurrence of another massacre.

People follow the news of their disaster via the opposition webpages that post daily videos of the kidnapped villagers along with horrible threats of killing and radical fatwas. " Jarad" family was one of the most afflicted as it lost 38 members among martyrs , kidnapped and missing. Some families were only left with one or two survivors of the massacre. Since 20 days, people of" Shtabra"q lament their loved ones and claim their bodies or what was left of them. These claims were not properly responded by the authorities.

الصورة من الأرشيف

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=59295