دام برس : تضاربت الأنباء حول مصير ومكان وجود أمير “جبهة النصرة” في القطاح التحتاني (جرود القلمون) ابو مالك التلي، فبينما تحدثت مزاعم عن اسره أو مقتله على يد المقاومة اللبنانية والجيش السوري، تبين لاحقاً انه بخير وان ما سيق من معلومات لا تعدو أكثر من مجرد إشاعات. إختفى “التلي” فجأة من ميدان القلمون. إختفاء الرجل الأول لـ “القاعدة” على الحدود مع لبنان ترتب عليه إشتباك مع تنظيم “داعش” الذي كان يتمتع معه في علاقة هادئة ومتوازنة إنفجرت فجأة عقب بدء عملية حزب الله والجيش السوري. وعن أسباب هذا الإنهيار في العلاقة، يشير مراقبون ان سببها “نوايا داعش المبيته تجاه المسلحين في القلمون وإستغلال أيه حالة يمكن ان تؤدي إلى تعزيز سيطرتهم على المنطقة”. أبو مالك الشامي أو “التالي” الذي شغل لفترة طويلة منصب “ضابط الايقاع” في العلاقة بين “النصرة” و “داعش” مبعداً شبح الحرب الجهادية عن القلمون، لم يعد بمقدوره إستيعاب الكم الهائل من إلإستفزازات “الداعشية” خاصة ما جرى في الايام الماضية من هجمات نفذتها جماعة البغدادي في جرود عرسال ومباشرتها حصاراً على “النصرة” في هذه المنطقة ومنعها من الخروج من جرود القلمون الغربية، ما دفع “جيش الفتح” وهو الحلف المؤسس من قبل “النصرة” لاعلان الحرب على “داعش”. الحالة هذه رتّبة معادلة جديدة في الميدان، فالاشتباك بين “النصرة – داعش” في القلمون، بالاضافة إلى معارك “النصرة” مع حزب الله والجيش السوري، رتّب بل حتّم على “التلي” ان يخرج من مناطق تقاسم السيطرة مع “داعش” ومناطق خطوط التماس الحساسة مع حزب الله والجيش السوري حفاظاً على حياته، وحفاظاً على قيادته للجماعة ومعاركها في هذا الجزء. وفي هذا السياق، علمت “الحدث نيوز” من مصادر مطلعة، ان “التلي” توجّه قبل بدء هجوم حزب الله والجيش السوري إلى منطقة القلمون الشرقي بحماية قطاع “النصرة” هناك (القلمون الفوقاني) الذي امّن له غرفة العمليات الخاصة لمتابعة مجريات المعركة في الميدان دون اي خطر وربطه مع القادة الميدانيين هناك. وتشير المصادر، ان منطقة “القلمون الشرقي هي الأقل خطراً على التلي وصف قادة النصرة في الجرود كونها بعيدة نسبياً عن ميدان المعارك مع الجيش السوري وحزب الله، وهي خاضعة للنصرة وبعيدة عن مناطق الإشتباك مع “داعش” في أطراف القلمون الشرقي من جهة البادية، اي انها آمنة إلى حدٍ مـا. ويرى مراقبون عبر “الحدث نيوز”، ان خروج “التلّي” من جرود القلمون نحو القلمون الشرقي كان ركيزته إستشعاره الخطر الصادر من جهة تنظيم “داعش” وإنهيار الثقة بين الطرفين، فقرّر الخروج من المنطقة ككل خوفاً من الغدر. |
||||||||
|