دام برس - الاعلامي حسين مرتضى :
بعد الهزيمة المدوية التي مني بها جمع الفيلق الاول في بصرى الشام واطرافها في ريف درعا، حاول الأخير، الذي يقوده ضباط في الاحتلال والمخابرات الاردنية لملمة مسلحيهم في صف واحد، أملا بتحقيق اختراق ما على امتداد الجبهة في بصرى الشام، إلا انه أحبطت جولتهم. الخسارة التي لحقت بهم على اطراف القنيطرة وريف درعا الشمالي، حاولوا ردها على محاور بصرى الشام، فكان الجيش السوري واللجان الشعبية بالمرصاد. لماذا؟؟
لماذا بصرى الشام؟؟ سؤال يفتح الباب امام معرفة اهمية بصرى الشام من الناحية الاستراتيجية واهداف الهجوم. أولا تلك الاهداف تُختصر في محاولة المسلحين تشكيل خرق في الجبهة الجنوبية بعد خساراتهم المتلاحقة في درعا الشمالي، ووصول الجيش السوري الى اطراف تل المال والتهديد المباشر لوجودهم في تل الحارة، ثم يمتد هذا الخرق من بصرى حتى ريف السويداء القريب من المدينة، بغية تهديد السويداء بشكل فعلي، وذلك تمهيداً لفتح طرق الامداد القادمة من الحدود الاردنية نحو ريف دمشق الجنوبي والشرقي. دعم الارهابيين
على أن هذه الاستعدادات، لم تكن على مستوى مجموعات درعا فحسب، بل تم اشراك عدد كبير من المسلحين الذين تم تخريجهم من قاعدة الازرق في الاردن، وتلقوا تدريباتهم على ايدي عسكريين امريكيين واردنيين، وادخلت "موك" دفعات كبيرة من الاسلحة الثقيلة، ومنها عدد من راجمات الصواريخ سعة 40 صاروخ، بالاضافة الى راجمات صواريخ كاتيوشا من عيار 107، ومدافع ميدان بالإضافة الى سحب عدد من الدبابات من محاور القتال في عتمان والحراك وانخل، وزجها في المعركة، التي شاركت فيها المخابرات الاسرائيلية والاردنية بشكل علني هذه المرة، عبر الدعم الاستخباراتي، الذي تجلى بإطلاق بالونات تحمل كاميرات حرارية من قرى كوم الرف وصبيحة وصبحة الاردنية نحو محاور القتال، هذه الاجهزة والتي اسقطها جميعها الجيش السوري، كانت تنقل صورا لتنقلات المدافعين عن بصرى الشام بالإضافة الى تحركات الجيش السوري، الى قيادة ما يسمى الفيلق الاول، بالتزامن مع تزويد المسلحين بسيارات اسعاف لنقل جرحاهم الى الداخل الاردني، ومعالجتهم في المشافي الاردنية، تحت أعين حرس الحدود الاردني. |
||||||||
|