دام برس :

كتب محمود عبد اللطيف في عربي برس .. الحكومة المصرية التي تحاول إعادة القاهرة إلى وضعها المؤثر في القرار السياسي العربي و الإقليمي تصطدم بضرورة حل الملف الأمني الذي يعتبر أولوية بالنسبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتشكل شبه جزيرة سيناء الخاصرة الرخوة لمصر التي تغري محاولي إعادة التوتر الأمني و السياسي إلى مصر، من خلال تحريك التنظيمات الإرهابية.

المعطيات في مصر تشير إلى تنامي دور المخابرات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء، فمحكمة الجنايات في مدينة بورسعيد قضت بالسجن لعشر سنوات على المواطن المصري «على محمد علي عبد الباقي حسنين»، مدير فرع شركة خدمات ملاحية ببورسعيد، لمدة خمسة وعشرين سنة على  ضابطين من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد، وهما بنيامين شاؤول ويدعى حركيا "منصور" وديفيد مائير، وذلك  برغم إنهما تمكنا من الفرار خارج البلاد، و الحكم داء نتيجة لإدنتهم بتهمة التخابر لصالح "إسرائيل"، ويأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث العسكري في الجيش المصري أن قوات الجيش تمكنت خلال الأيام الثلاثة الماضية من تصفية أربعة عشري إرهابيا في حين اعتقلت خمسة و أربعين آخرين، إضافة إلى تدمير آليات و مقرات و ضبط مزارع لمادتي الحشيش و البانجو تدخل ضمن تمويل داعش الذي أعلن في وقت سابق عن وجوده في سيناء بعد إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس البيعة للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي.

بالربط بين وجود داعش في سيناء الواقعة على الحدود الجنوبية لفلسطين المحتلة، و وجود جبهة النصرة في منطقة الجولان على الحدود الشمالي من فلسطين، مع ما تؤكد التقارير الإعلامية عن دعم رئيس الحكومة المنهارة في تل أبيب لجبهة النصرة و اعتباره لوجودها في الجولان على إنه مفيد من الناحية الأمنية للكيان الإسرائيلي بتشكيل جبهة النصرة لخط فصل بشري بين الجيش العربي السوري و جيش الاحتلال، إضافة لكون المستفيد الأكبر من وجود داعش في سيناء هو الكيان الإسرائيلي من خلال توتير الجبهة المصرية داخلياً، مما أوجب على الجيش المصري على هدم الأنفاق التي تربط بين سيناء و هدم المنازل الواقعة على الشريط الحدودي في رفح لبناء جدار عازل سيعزل غزة عمليا، في خطوات تنظر إليها المخابرات الإسرائيلية على إنها تعجل من إسقاط المقاومة الفلسطينية بقطع طرق الإمداد عنها، كل ذلك يكشف عن عمق الدور الإسرائيلي في تحريك التنظيمات الإرهابية في سوريا و مصر لتكون جبهة النصرة بديلة عن خطي آلون في الشمال و بارليف في الجنوب الذين سقطا في حرب تشرين/أكتوبر من العام 1973.