دام برس :
بعنوان «قطر وتمويل الإرهاب» بدأت «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» الأميركية التي يديرها كليفورد ماي أحد المحافظين الجدد، بنشر تقرير مفصّل يجمع معلومات حكومية واستخباراتية وصحافية منذ بداية التسعينيات حتى عام ٢٠١٤.
تعود هذه الحلقة الى عقدين من الزمن وتفنّد بالأسماء كيف «تعمّدت العائلة الحاكمة القطرية حماية» عدد كبير من المصنّفين «إرهابيين» من قبل واشنطن، وكيف «أهملت» أمر ملاحقتهم وردعهم عن الاستمرار بتمويل «داعش» و«خورسان» و«النصرة» و«القاعدة» في العراق وسوريا حالياً. «يفسّر هذا التقرير لماذا لا يمكننا اعتبار أن الإخفاق القطري (في وقف تمويل الإرهاب) يعود الى نقص في المواد القانونية أو الى معارضة مجتمعية، ولكن يجب فهمه على أنه إهمال متعمّد من السلطات القطرية»، يذكر ويينبرغ في الملخّص.
ــ عبد الرحمن بن عمير النعيمي: حوّل ملايين الدولارات، خلال أكثر من عشر سنوات، الى مجموعات تابعة لـ«القاعدة» في العراق، سوريا، اليمن والصومال. موّل «عصبة الأنصار» في لبنان المرتبطة بـ«القاعدة» والموضوعة على اللائحة السوداء منذ عام ٢٠٠١. أعطى مبلغ مليوني دولار في شهرياً لـ«القاعدة في العراق».
في الفترة الأخيرة، أرسل مبلغ ٦٠٠ ألف دولار الى أبو خالد السوري، «مبعوث أيمن الظواهري في سوريا»، وكان ينوي إرسال ٥٠ ألفاً أخرى. كذلك أعطى في وقت سابق ٢٥٠ ألف دولار لقادة حركة «الشباب» الصومالية.
تتهمه وزارة الخزانة الأميركية بتمويل تنظيم «القاعدة» منذ عام ٢٠٠٣ على الأقلّ. في كانون الأول عام ٢٠١٣ وُضع على اللائحة السوداء من قبل واشنطن بتهمة تمويل الإرهاب ودعمه، تبعها عام ٢٠١٤ كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا. بعد أيام من تصنيفه من قبل واشنطن شارك النعيمي في محاضرة في الدوحة من تنظيم «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» المقرّب من النظام و«تباهى بأنه لن يجرّم قانونياً، مؤكداً أن السلطات القطرية ستقف الى جانبه»، يلفت التقرير.
ــ الحرس القديم لـ«لقاعدة»: في هذه الفقرة يعود التقرير الى تسعينيات القرن الماضي والمعلومات الواردة في تقرير «اللجنة الوطنية حول هجمات ١١ أيلول»، ليشير الى دور بعض المؤسسات القطرية (مثل «الجمعية القطرية الخيرية») في تمويل «قاعدة» أسامة بن لادن منذ بدايات التسعينيات. كذلك يستند التقرير الى معلومات وزارة الدفاع الأميركية و«اللجنة الوطنية» ليسلّط الضوء على دور الأمير عبد الله بن خالد بن حمد آل ثاني في إيواء ودعم وحماية خالد الشيخ محمد «أحد المهندسين الأساسيين لهجمات ١١ أيلول»، و«الضالع في تمويل الجهاد في البوسنة وفي إرسال أموال من الأراضي القطرية لتستخدم في التفجير الأول لمركز التجارة العالمي عام ١٩٩٣». عمل الشيخ محمد لفترة كموظف في وزارة الطاقة والمياه القطرية في التسعينيات، وحسب التقرير، طالبت السلطات الأميركية مراراً من وزارة الخارجية القطرية بتوقيفه وعندما حصلت على الإذن بذلك بعد مماطلة من قبل الدوحة، كان المتهم قد غادر البلاد. ــ كواري وخوار: يظهر اسما المواطنين القطريين سالم حسن كواري وعبدالله غانم خوار على إحدى أهم لوائح شبكات تمويل «القاعدة» في الشرق الأوسط وجنوب آسيا التي أصدرتها وزارة الخزانة الأميركية عام ٢٠١١، واصفة الشبكة بـ«الأنبوب الأساسي لأموال القاعدة». كواري وخوار عملا على خطّ نقل الأموال ـ المقدّرة بمئات آلاف الدولارات ـ من قطر الى مسؤولي «القاعدة» في إيران. وتلك الأموال كانت تنتقل بعدها الى «القاعدة» في أفغانستان وباكستان والعراق. القطريان ساهما أيضاً في تسهيل دخول عدد من المتطرفين للقتال في أفغانستان، حسب التقرير. في عامي ٢٠٠٩ و٢٠١١ أعلنت السلطات القطرية اعتقال كلّ من كواري وخوار، وفي المرّتين قامت منظمة «الكرامة» (التي أسّسها عبد الرحمن النعيمي) بالضغط من خلال الأمم المتحدة للإفراج عنهما، وتمّ ذلك. ويشير التقرير إلى أن كواري عمل في وزارة الداخلية القطرية وأن خوار ما زال يملك أوراقاً ثبوتية قطرية وجواز سفر صالحاً. |
||||||||
|