دام برس :

مما لا شك فيه، فشل مشروع العدو الإسرائيلي من خلال دعمه لجبهة النصرة الإرهابية وحلفائها، من تهيئة منطقة آمنة لحدوده تحكمها تلك المجموعات في عمق الأراضي السورية الجنوبية من جهة القنيطرة، مراصده التي كانت شاهدة على فشل معارك الإرهابيين الأخيرة لم تعطِ الأوامر لجيشها لتقديم الدعم المباشر ما يثبت القناعة بعدم القدرة على إحداث خرق ناجع جديد، نتيجة الرسائل المباشرة التي أرسلتها القوات المسلحة السورية من خلال الردود القاسية على الإعتداءات الإرهابية ومحاولات الاقتراب من الخطوط الحمراء.

على المقلب الآخر فشل تلك المجموعات في إحداث تقدم جديد في الخاصرة الجنوبية الحدودية، أجبرها على إحداث عمل في الخطوط الخلفية بالنسبة للجنوب والوسطية بالنسبة لخان الشيح في مقدمة المناطق المسيطر عليها من الإرهابيين في الريف الجنوبي الغربي لدمشق، فكان التحرك باتجاه بلدات حسناو والمقروصة بمحيط بلدة سعسع التي تبعد 40 كيلومترًا عن العاصمة دمشق، في عملٍ هدفه الكبير فتح الممرات باتجاه كناكر ودير ماكر بغية السيطرة على تلال جديدة كتل الشحم وتل غير مسمى، عملٌ نفذته مجموعات من النصرة وجبهة ثوار سورية وكتيبة المثنى حسب مصادر مطلعة، نُفذ بالتزامن مع محاولات تسلل وتمركز نفذتها إحدى المجموعات الإرهابية باتجاه أوتوستراد السلام دمشق القنيطرة من جهة خان الشيح، بغية قطع أكثر الطرق إستراتيجية، إلا أنها باءت بالفشل بشكلٍ كامل، وبالتالي في حال نجحت العملية تكون المجموعات الإرهابية قد حققت التفافًا على القوات السورية في الجنوب وبالتالي تنفيذ عملية حصار على مناطق حيوية كمدينة البعث وبلدة خان أرنبة وحضر، وهذا ما لا تسمح به القوات العسكرية بالتأكيد، التي نفذت عملية صد وردع استوعبت بها الضربة الأولى وردت بعنف على الهاجمين.

الأحداث هناك تعيد الريف الغربي إلى صدارة الأخبار الميدانية والتحليلات، في ظل ضبابية تسيطر على المشهد، الجيش السوري مدعومًا بقوات الدفاع الوطني يكثف عمليات الصد وتدعيم نقاط التثبيت للحفاظ على خطوطه الحمراء، تقابله المجموعات المسلحة بحشد تشكّل به مجموعات بيت جن العامل الأساسي لإحداث خرق في الوسط ما بين الجبهة الجنوبية بأقصاها وخطوطها الأمامية، في كل ما يحدث تبدو خان الشيح حاضرة كنقطة ارتكاز أولي لأي عمل إرهابي، أهداف جميع العمليات تصب في ناحية العمل على فتحها بشكل كامل باتجاه جبل الشيخ في غربها وباتجاه درعا والقنيطرة بشكل كامل في الجنوب والجنوب الشرقي، الأمر الذي تدرك أبعاده أيضًا القوات العسكرية للجيش السوري التي تعمل على تدعيم وجودها في الكسوة ومحيطها والاستمرار بعمليات الإثارة النارية على جبهة بلدة الطيبة التي تؤمن لمسلحي خان الشيح وصولًا جغرافيًا مع درعا وبالتالي الأردن.

القوات السورية تعمل على تدمير الخطوط الأمامية لمسلّحي خان الشيح من جهة أوتوستراد السلام خلال الأيام الماضية، لوضعهم أمام المراصد النارية بشكل مباشر وإزالة العوائق، في وقتٍ هدأت به جبهة القنيطرة الجنوبية في محاور الحميدية والصمدانية الغربية والحرية، لربما عوامل الطقس خلال الأيام الماضية حالت دون استمرارية الاشتباكات إلا أنّ الصحو في اليومين الماضيين أتى بمعارك عنيفة اندلعت في محيط سعسع، ومما لا شك فيه أيضًا أنّ تقلبات المناخ الميداني تنذر بالحاجة لإحداث تغييرات جذرية في حدود النار.