الرئيسية  /  أخبار

المفاجآت عنوان معارك حلب


دام برس :

عندما تذهب الى المفاوضات، إحمل عصا غليظة وتكلّم بلطف.
هذا ما تؤمنه وحدات الجيش السوري المقاتلة على كل الجبهات في سورية للديبلوماسية السورية التي تجهد هذه الأيام في ترجمة إنجازات الجيش السوري الميدانية مكاسب سياسية تساهم في تقريب زمن انتهاء المعارك.
في حلب وأريافها تسير المعارك بوتيرة ستؤدي الى تغيير معالم الحرب في سورية بمجملها لما تشكله حلب من ثقل بشري واقتصادي، فعملية الحسم التي يبدو أنها تتصدّر الصورة أكثر من كل أشكال الهُدَن ومحاولات تجميد المعارك التي يتم الحديث عنها.
بعد مبادرة ديميستورا برهنت قيادات الجماعات المسلّحة في حلب أنها مجموعة من الحمقى الذين لا يتقنون فنون المناورة لا في السياسة ولا في إدارة العمليات العسكرية، حيث بادرت هذه الجماعات الى رفض مبادرة ديميستورا وبدأت بالمطالبة بتحقيق شروط لا يمكنها رفضها بحسب موازين القوى التي أصبحت بشكل كبير لمصلحة الجيش السوري.
وسلسلة الأحداث التي جرت في حلب في الأيام الأخيرة تثبت طبيعة الوضع الذي تعيشه هذه الجماعات بخصوص حالة الارباك والارتجالية في خوض معارك لم تعد متكافئة أبداً مع الجيش السوري من ناحية التخطيط وإدارة العمليات الميدانية.
فبعد مبادرة ديميستورا التي وعدت القيادة السورية بدرسها واعتبرتها جديرة بالإهتمام، بادرت الجماعات المسلّحة الى رفض المبادرة والمباشرة بفتح معركة زئير الأحرار التي سبق أن تكلمنا عنها، هذه المعركة التي كلّفت الجماعات المسلّحة خسائر كبيرة ولم تؤدِّ الى تحقيق أهدافها لناحية السيطرة على معامل الدفاع وقطع طريق السفيرة – خناصر الإستراتيجي.
منذ يومين تنفذ الجماعات المسلّحة هجمات متتالية على بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين بشكل غير مسبوق وبأعداد كبيرة من المسلحين.
هذه الهجمات التي لم تؤدِّ الى أية نتيجة تستهدف السيطرة على هاتين البلدتين وتحقيق نصر ميداني ومعنوي يُجبر الدولة السورية على تقديم بعض التنازلات من خلال تغيير الواقع الميداني.
بشكل مفاجئ بدأت وحدات من الجيش السوري تتقدّم باتجاه الشمال الشرقي بهدف السيطرة على مدرسة المشاة، هذا الهجوم الذي تمّ تنظيمه بدقة كبيرة استدرج القوّتين البشرية والنارية للجماعات المسلحة وجعلها تقوم بتفريغ العديد من نقاطها في مناطق أخرى والتوجه لمنع الجيش السوري من السيطرة على مدرسة المشاة.
السيطرة على مدرسة المشاة لم يكن الهدف الرئيسي ولم يمثل اندفاع الجيش السوري باتجاهها أكثر من عملية خداع أُعدّت بشكل دقيق تجعل من كشف الخدعة عملية معقدة.
المفاجأة كانت اندفاع وحدات الجيش السوري باتجاه الحي الشبابي لتقطع بذلك الطريق بين مساكن هنانو ودوار الجندول.
والمنطقة التي تمركزت فيها وحدات الجيش السوري تبعد عن طريق الكاستيلو حوالي 1500 متر فقط وهذا يعني السيطرة على هذا المعبر بالاسلحة الرشاشة الثقيلة ومضادات الدروع متوسطة المدى.
ولم يقتصر الأمر على الحي الشبابي بل تعداه لتسيطر وحدات من الجيش قبل ساعات قليلة من كتابة هذه الكلمات على منطقتي المقلع والمناشر والتلال المحيطة بهما وتقطع الطريق بين دوار الجندول والعويجة.

وفي تطور سريع تعاني مواقع الجماعات المسلحة في منطقة حندرات بوادر انهيار شامل سيؤدي الى متغيرات ميدانية جذرية.
ففي حين كانت الجماعات المسلحة تنتظر تقدم الجيش لقطع الكاستيلو عبر حندرات جاءت المفاجأة من أمكنة لم تتوقعها هذه الجماعات ولتشكل ضربة قاصمة ستزيد من حالة الإرباك التي تعاني منها أصلاً الجماعات المسلّحة.

ما جرى اليوم يعتبر إنجازاً عسكريا تكتيكياً ببعد استراتيجي حيث سيعكس هذا الإنجاز مزيداً من التماسك في موقف الدولة السورية وسيساهم في تعجيل الحسم في حلب إما عسكرياً وهذا أمر بات محسوماً، وإما باللجوء الى المصالحة كعامل يخفف من حجم القتل والدمار، على أمل أن تدرك الجماعات المسلحة عقم الإستمرار في خوض معارك لم تعد في مصلحتها نهائياً.
وفي ظل هذه التطورات وقبل يومين من بدء زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو فإنه من المؤكد أنّ هذه الإنجازات التي حققها الجيش السوري اليوم ستكون حاضرة وستشكل للدولة السورية مصدر قوة سيساعدها على التعجيل في تحقيق الحل أو الحسم.
منذ أشهر ومع بداية العمليات العسكرية التي باشر حينها الجيش السوري بتنفيذ عملياته في حلب بات واضحاً من سير المعارك أنّ الأمور تسير لصالح الجيش السوري.

حسم معركة حلب سلماً أو حرباً سيكون بمثابة الضربة القاسية لتركيا الداعم الأساسي للجماعات المسلّحة وسيعكس بثقله على وضع الجماعات المسلحة في كل سورية بما فيها منطقتي درعا والجولان، التي تحاول فيها الجماعات المسلحة رسم خطوط ميدانية ضاغطة دون جدوى منذ فترة حيث لم تسجل هذه الجماعات هناك أكثر من انتصارات موضعية لا يمكن تصنيفها في خانة التبدلات الجوهرية الضاغطة والمربكة.

سلاب نيوز

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=51939