الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

أعراب بني صهيون يكتبون بلفور جديد .. بقلم مي حميدوش


دام برس :

وعد بلفور لم يعد حادثة تاريخية مشؤومة تركت أثرها على العالم العربي بل هو اليوم يتجدد بصورة جديدة وكل ذلك خدمة لمصالح بني صهيون.

تاريخيا لقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.

وعد بلفور لم يعد مجرد وعد أو وثيقة لقد تحول هذا الوعد إلى أمر واقع تعيشه الأمة العربية وإذا عدنا بالذاكرة العربية أو ما تبقى منها نجد بأن وعد بلفور أو تصريح بلفور المعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرون نجد بأن وعد بلفور بات يتجدد مرارا وتكرارا و خديعة الربيع العربي ما هي إلا جزء من هذا الوعد المشؤوم ولأن سورية أرض المقاومة وعرين العروبة كان لابد من أن يتم استهدافها وتدميرها ومنعها من إقامة قطب عالمي للمقاومة في عالم الأقطاب السياسية.

ولأننا باحثون عن الحقيقة نروي لكم نص الوعد كما ورد " إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

وعلى الرغم من أن سورية تعرضت للكثير من الضغوط من أجل تخليها عن فكر المقاومة وعلى الرغم أيضا من أن سورية طعنت بيد من كانوا يعتبرون أنفسهم مقاومون ما تزال سورية حاملة لراية المقاومة مدافعة عن القضية الفلسطينية وعلى رأس تلك القضية "حق العودة" سورية التي أعلنتها لاءات واضحة وعلى رؤوس الأشهاد كما يقال.

لا للتوطين ولا لمصالحة تأتي على حساب استعادة الحقوق المغتصبة ولا مصالحة مع من سفك الدم السوري هذه اللاءات هي إستراتيجية سورية الدفاعية وهي دستورها وقانونها.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=51065