دام برس :

قبل القتل يحاول القاتل أن يظهر وكأنه المصلح الاجتماعي هي ليست مقدمة لقصة بوليسية بل هي حقيقة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مختلف الوسائل الإعلامية منذ أيام تداولت بعض المحطات مقطع فيديو يظهر مجموعة مسلحة تدعي بأنها تطبق شرع الله على فتاة في إحدى مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية.

لن ندخل في حيثيات القضية ولكن من يشاهد ذلك المقطع تستوقفه ثلاثة قضايا ولابد لنا من الإجابة على تلك التساؤلات.

بداية موقف والد الفتاة ومشاركته في تلك الجريمة وخوفه من الجلادين وموقف الفتاة من والدها وهنا نقول بأن أولئك الجلادين خلقوا حالة من الخوف والذعر وكل ذلك تحت شعارات كاذبة.

انتقالا إلى طلب قائد المجموعة من الفتاة بأن تخاطب من يراها عبر مقطع الفيديو وقبل قتلها وأن تروي لهم تجربتها وكأن القاتل تحول إلى داعية ومصلح اجتماعي هدفه بناء المجتمع وقد نسي القاتل بأن ما يقوم به ما هو إلا هدم لأركان المجتمع وتدمير له.

ختاماً نعود إلى بداية المقطع حيث ظهر علينا الجلاد بدور المصلح الاجتماعي مجدداً حيث يفتخر بما سيقوم به مدعياً بأنه شرع الله وهنا بيت القصيد.

كيف لهؤلاء أن يدعوا بأنهم يطبقون شرع الله وقد نسوا أو تناسوا بأن الله محبة وبأن الأديان تدعوا إلى السلام والمحبة ومن قال لهؤلاء بأن إقامة حد من حدود الله هو أمر سهل ولمن يجادل بأن الشرع أقر تلك العقوبة نقول بأن قسوة العقوبة تأتي ضمن عملية الردع عن ارتكاب الجرم ولكن الأهم من ذلك بأن تطبيق الشرع يحتاج إلى شروط صعبة تكاد أن تكون مستحيلة إذاً فالهدف من وراء العقوبة هو الردع وليس التطبيق.

أين هؤلاء من سماحة الدين الإسلامي وأين هم من تعاليم الدين السمح وهل يجيد هؤلاء قراءة القرآن الكريم فكراً قبل الكلمات فكتاب الله دستور لإقامة العدل والسلام ولمن غرر بهم نقول عودوا إلى سورة الفاتحة لتجدوا حقيقة الدين.