دام برس :

يصر العالم على النظر إلى داعش وفق منظور يخدم مصلحة أمريكا وحدها، فالإعلام الخليجي الذي يمثل دولاً دخلت التحالف الامريكي لضرب داعش في سوريا و العراق، يعمل على تصوير الحقيقة من خلال إثبات أدلة متزايدة على أن داعش تنوي استخدام غاز سام في أرض المعركة وأن لديها القدرة على ذلك، فيما يصر على أن الجرائم التي تمت في وقت سابق من قبل التنظيمات الإرهابية باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، هي من صنيعة الدولة السورية.

استخدم داعش أسلحة كيميائية في العراق عدة مرات في الأسابيع القليلة الماضية، صحيفة المدى برس العراقية، ذكرت في الخامس عشر من أيلول / سبتمبر، أن  التنظيم الإرهابي داعش قصفت منطقة الضلوعية بقنابل الكلور، وقد تسمم أربعة أشخاص.

وفي اليوم التالي، ذكرت وكالة أنباء بغداد الدولية أن داعش فجرت اسطوانة كلور في نفس المنطقة والتي كانت تحت قصف داعش، فيما قالت وكالة أنباء الأنصار العراقية أيضاً، أن أربعة عشر مقاتل من داعش قتلوا بينما كانوا يحاولون إضافة الكلور لصاروخ كان معداً لمدينة الضلوعية.

لكن الإعلام الإماراتي على سبيل المثال لم يقم بنقل هذه الحقيقة من أجل أن يعرف العالم ماهية الجرائم الوحشية التي يمارسها داعش، بل ليقوم بتوجيه الرأي العام الإماراتي خصوصاً و العربي عموماً على إن الإشتراك في التحالف الدولي أمر ضروري و من واجب الدول الخليجية باعتبارها راعية للحريات و السلام في المنطقة العربية وفق منظورها لدعم فوضى الربيع العربي إذ تقول قناة الآن الإماراتية في أحد تقاريرها على سبيل المثال: "باستخدام أسلحة عشوائية مثل غاز الكلور، أظهرت داعش أنها لا تحترم حياة المدنيين الأبرياء، استخدام تنظيم داعش لأسلحة الدمار الشامل يؤكد أهمية تشكيل تحالف دولي لمحاربته".

و تضيف القناة الإماراتية "يجب التعامل مع مجازفة داعش باستخدام الأسلحة الكيميائية وإيقافه فوراً، وحده التحالف الدولي الذي لديه الإمكانية لتحقيق ذلك".

هذه الاستخدام غير الأخلاقي للحقيقة الإجرامية لداعش يعكس واقع كيانات الخليج وتلاعبها بالحقيقة و طمس جزء منها و إظهار الآخر، في سبيل خدمة أهداف لا تمت للعرب بصلة، وجل ما يشغل حكام هذه الكيانات، إظهار الولاء المطلق للولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل، و لن يستطيع الإعلام الخليجي بكل مقدراته المالية و التقنية أن يجيب على سؤال بسيط يقول : لم تتجاهلون جرائم الميليشيات المسلحة في سوريا و تصورن الأمر معكوساً إن كنتم جادين في محاربة الإرهاب..؟

عربي برس