دام برس:
وأمام هذه التطورات في السياسة التركية وخاصة بعد الانتهاء من عملية تحرير المخطوفين الأتراك من يد داعش والتي اعتقد كانت جملة وتفصيلاً منسقة بين الطرفين من إلفها إلى ياءها وهذا ما عبر عنه الرئيس التركي اردوغان بقوله"لقد تمت العملية بنجاح وبسرية تامة بين جهاز الاستخبارات التركية وتنظيم داعش" والسؤال الذي يطرح نفسه بعد نشوء التحالف الدولي لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسورية تحت القرار الدولي 2170 علماً انه ليس الوحيد الذي صدر بهذا الخصوص. هل يمكننا القول لقد انتهى شهر العسل التركي- الداعشي ...؟ في الماضي القريب كان أسباب الامتناع بل الرفض التركي للمشاركة مبرر نوع ما حسب الرؤية التركية،منها وجود 49 ديبلوماسي وموظفا من القنصلية التركية في الموصل لا يزالون محتجزين لدى «داعش» ، وأية مشاركة تركية في التحالف ستعرض حياتهم للخطر، وكذلك وجود «داعش» على امتداد قسم كبير من الحدود السورية مع تركيا وخطر انقلابها على تركيا، فضلا عن وجود الآلاف من المقاتلين الأتراك في صفوف التنظيم، والذين سيشكلون عامل تهديد للأمن القومي التركي في حال انقلبت تركيا عليهم وتخلت عنهم. وما تطرحه تركيا بالمشروطية السياسية للمشاركة في التحالف الدولي ضد داعش في إعادة طرح المنطقة العازلة والحظر الجوي لا يخرج من إطار خدمة كبيرة لتنظيم داعش لإيجاد منطقة آمنة لهم ولسائر المجموعات الإرهابية الوهابية العاملة على الأراضي السورية من حالة استعراض الضربات الأمريكية الأوروبية.ولعل ما يلفت الانتباه اليوم تبادل الأدوار بين تنظيم داعش وتركيا في متابعة التنسيق بين الطرفين فنلاحظ بعد إعلان الحكومة في التوجه التركية في المشاركة البرية لقواتها العسكرية في الأراضي سارع عناصر تنظيم داعش لإيجاد سيناريو متكرر مكشوف تم استخدامه أكثر من مرة من عمر الأزمة السورية كذريعة لائقة للحكومة التركية للتدخل عسكرياً في الأراضي السورية أنه عناصر «داعش» اقتربوا من ضريح سليمان شاه ، الذي يعتبر الجد الأول للعثمانيين، وأنهم ربما اعتقلوا حراس الضريح، وذلك بالتزامن مع طلب الحكومة التركية من البرلمان تفويض قواتها المسلحة القيام بعمل عسكري في سوريا والعراق. وأخيراً كل هذا التنسيق والرعاية والحماية التي تقدم من تركيا لتنظيم داعش لا يمكننا القول لم يكن بالأساس شهر عسل بين طرفي متناقضين في الرؤى والتوجه أنما هو زواج مثلي كاثوليكي وحالة من التماهي والتنسيق العالي وكل منهما يكمل الأخر ولكل منهم وظيفته ودوره في الزمان والمكان المحدد والدليل لماذا لم نسمع حتى هذه اللحظة تعرض المصالح التركية لاعتداء من عناصر هذا التنظيم علماً إن تركيا تقع ضمن ما يسمى خارطة دولة الخلافة. |
||||||||
|