الرئيسية  /  تحقيقات

بلدية اللاذقية تستقوي على البائعين البسطاء في سوق الجمعة وتغض الطرف عن مخالفات قطعت الطرقات والأرصفة وغيرت وجه المدينة


دام برس- اللاذقية - بلال سليطين :

ينتظر التجار البسطاء يوم الجمعة من الأسبوع للأسبوع حتى يتسنى لهم عرض منتجهاتهم ذات الأسعار المنخفضة على الزبائن الذين يجدون فيها بديلا جيدا في ظل الإرتفاع الشاهق في الأسعار خارج سوق جمعة أو ما يعرف بسوق الفقراء، ومؤخرا بات سوقا لمن كانوا ينتمون للطبقة الوسطى وأصبحوا بفعل الأزمة فقراء.
هؤلاء التجار فوجئوا أمس الجمعة بأن بلدية اللاذقية كانت بانتظارهم لتقوم باحتجاز سياراتهم (سوزوكي) التي يستخدمونها لعرض منتجاتهم، بحجة أنهم يشغلون بها الأرصفة.
وعلى اعتبار أننا دائما مع القانون فإننا نتفق مع البلدية تماما على أن إشغال الأرصفة مخالف للقانون، وسنتجاهل أن سوق الجمعة كله بسطات وهو يقام كل أسبوع على الأرصفة منذ عشرات السنون.
لكننا مضطرون على السؤال، هل بقي في اللاذقية رصيف غير مشغول، فالأرصفة تحولت إلى مواقف للسيارات، وكراس وطاولات للمقاهي، وحتى الطرقات أغلقت في اللاذقية وبني مكانها محاضر قطعت الطرق وغيرت المسارات.
لاشك أننا مع القانون، القانون الذي يفرض على الجميع، هكذا يقول أحد أعضاء مجلس المدينة في اتصال مع دام برس، ويضيف:«اللاذقية كلها مخالفات، لقد شهدت المدينة خلال العامين الماضيين إشادة أكثر من ١٠٠٠ بناء مخالف، وكذلك محلات وتوسيع شرفات وما إلى ذلك، وكله على مرأى ومسمع من الجميع».
ويتابع :«قدمنا عشرات البلاغات وطالبنا بقمع المخالفات والتدخل السريع لمنع تفاقم المشكلة، لكن دون جدوى وبدا المجلس وكأنه هو من يحمي المخالفات، كيف لا وأعضاؤه وأقرباؤهم يملكون نسبة لايستهان بها من مجموع المخالفات في المدينة».
يقول صاحب بسطة (سوزوكي) في سوق الجمعة التقيناه عند مرآب الحجز:«لقد قطعوا رزقي وأوقفوني عن العمل، ماذا فعلت لهم، وأي جريمة إقترفت، كل مافعلته هو أنني أتيت إلى سوق البسطات (الجمعة) لكي أبيع مثلي مثل كثيرين هنا، هل هي جريمة أن أقف وأبيع بسيارتي!؟».
البائعون أخذوا محتويات سياراتهم من بضائع جاؤوا لبيعها، لكنهم خسروا سياراتهم لبضعة أيام بسبب الحجز، الأمر الذي يسبب لهم مشكلة كبيرة، هذا مايقوله السائق، ويتابع:« لقد فهمت من الناس هنا أن علي دفع مبلغ من المال على شكل ضريبة لكي أصالح على سيارتي وأخرجها من الحجز، هذا الأمر بالنسبة لسائق فقير مثلي يعتبر كارثة، فأنا اليوم خسرت مردود عملي وسأخسر مردود السيارة خلال فترة الحجز، وبالتالي فأنا في ضائقة مالية كبيرة جداً، وقد لا أكون قادرا على تأمين لقمة عيشي لأيام».
في الوقت الذي تقمع بلدية اللاذقية بسطات الفقراء، تشيد في اللاذقية الأبنية وهي لاتبتعد كثيرا عن المكان الذي تواجد فيه عمال المخالفات لاحتجاز السيارات، فهل يعانون من ضعف نظر أو انعدام في الرؤية حتى لم يروها؟.
يرد عضو في مجلس المدينة:«لقد رأوها لكنهم لايتجرأون على الإقتراب منها، لأن أصحابها من أصحاب النفوذ، أو من الذين يدفعون الرشاوى، فلا يمكن لأحد أن يقنعني بأن هذه المخالفات بنيت دون أن يراها أحد، لقد بنيت بمعرفتهم فتجاهلوها عند أشخاص وقبضوا ثمنها عند أشخاص آخرين، بحسب من هو صاحب المخالفة».
الأمر لايقتصر على مخالفات البناء، فلم يبق رصيف ولاحديقة باللاذقية إلا واستثمروا ووضع فيهم أكشاك وكراس وطاولات وكلها مخالفة ويراها الأعمى لكن لا أحد يحرك ساكنا، (لكي لايقفز علينا المخونون، لانتحدث عما يستثمره ذوي الشهداء).
يتساءل "عادل" وهو أحد رواد سوق الجمعة وقد كان شاهدا على الاحتجاز، يتساءل ألا يذكر من دفعوا بهؤلاء الموظفين إلى هنا أن ثورة تونس اندلعت بفعل عربة "البوعزيزي" الشهيرة!!!.
عندما اندلعت الحرب على سورية هب الفقراء لنجدتها، فاستغل الفاسدون والأغنياء الفرصة ليعيثوا في الأرض فسادا ويزدادوا غنا وفسادا، وعندما جاء الفقير ليترزق بات هناك قانون يطبق ومخالفات تقمع، فلماذا لاتذهبوا وتطبقوا القانون على الجميع، الغني والفقير، المسؤول والمواطن، الكبير والصغير؟ لماذا؟لماذا؟
هل الفقراء هم الضحية دائما، هل هم حطب كل شيء، والشماعة التي تعلق عليها الأخطاء دائما، هل هم كبش الفدا الذي يتغذى به الفاسدون والرأسماليون؟.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=49646