الرئيسية  /  أخبار

حين ستغرق تركيا أردوغان بالدماء .. بقلم: محمود كامل الفقيه


دام برس : حين ستغرق تركيا أردوغان بالدماء .. بقلم: محمود كامل الفقيه

دام برس:

ليست دعوة للقتل و لكنها جرعة من سم لأفعى تفننت بصناعة سمها. منذ تداعي الرجل المريض والغطرسة العثمانية ابتدعت الجماعات المتطرفة بأطر جديدة كي لا تهنأ أي بقعة خرجت عن إطار حكمها.
المحللون يجمعون في إلقاء اللائمة على عائلة آل سعود الحاكمة في الحجاز ونجد إلا أنهم لم يهتموا بالعامل التركي في تغذية الجماعات الإسلامية، الأمر الذي كان مصطفى كمال أتاتورك متنبهاً له فجعل من الدولة التركية دولة علمانية. وكان أتاتورك يدرك ان تسلل هذه الجماعات الأصولية إلى تركيا الحديثة سيودي بها إلى التفكك حتماً. فتركيا هي مزيج من الأديان والطوائف والإثنيات.

استطاعت أن تصمد العلمانية في تركيا قرابة مئة عام ولكنها مع دخول الإخوان المسلمين على خط الحياة السياسية التركية عبر حزب العدالة والتنمية، تنبه أحفاد حسن البنا الأتراك إلى الجمر القابع تحت الرماد والذي كان يهدف منذ إشعاله إلى بسط النفوذ العثماني فوق أراضي السلطنة المفككة ليعاد حكم الفدراليات المستقلة  بالسيف والدم والفوضى.
تسلل العثمانيون الجدد إلى المجتمعات العربية والإسلامية مستفيدين من عوامل عدة، أبرزها على الإطلاق تراجع الدور السعودي إثر اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز، وأيضا انهيار الفكر القومي في جمهورية مصر العربية بعد اغتيال أنور السادات مسموماً بكعكة كامب دايفيد على يد الإخونجي خالد الإسلامبولي.

على إثر هذين الاغتيالين صار حال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك كحال العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز فكلاهما انبطحا للقبعة الاميركية خوفا وطمعاً.
كان كل شيء يتطور والأنظار لا تكترث لتلاميذ نجم الدين اربكان (مؤسس أول تنظيم سياسي ذي هوية إسلامية  في تركيا الحديثة وهو حزب الرفاه) ولاسيما المنشقين عن مدرسته الذين يعملون سراً لإعادة حكم عثمان إلى حوض المتوسط مستفيدين من قيام دولة الكيان الصهيوني ليتمسحوا بالكوفية الفلسطينية رياءً.
برزت المطامع التركية حين حاول الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان زج تركيا في قوات التحالف الغازية لبغداد عام 2003، إلا أن مشروعه سقط في البرلمان.

لم يكترث أردوغان إلى خسارة السنّة حكم العراق، كان يهدف حينها لاقتسام الكعكة مع الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الغربيين.
لمع نجم الإخونجي أردوغان على مدى عشر سنوات وتمددت الأذرع التركية إلى المجتمعات العربية والإسلامية عبر الأعمال الإجرامية التي برأ الجميع منها تركيا التي كانت  تمول وتدعم الاعمال الارهابية في العراق وسوريا وليبيا وتونس وفوق أراضي السلطنة البائدة عبر صناديق بريد متنوعة.
والدعم التركي للارهاب ينبع من التفكير العثماني الطامح للحكم عبر أزلامه أو عبر تجاره لذا ترى المدن آمنة حين تمدد رقاب الحكام تحت مقصلة أحمد داوود أوغلو المنظر الأول العثمانية الجديدة ورجب طيب أردوغان رافع رايتها.

ولكن النفخ على نار التطرف حول الإقليم التركي لن يحيّد سلطنة الإخوان عن اللهيب، وخاصة مع شروع التنظيمات الإرهابية المتطرفة في الاستقلال مادياً وسياسياً وعسكرياً، حينها سنرى الدماء في ساحة تقسيم تلتصق بأقراط الشباب التركي المتأسلم العلماني الذي انتخب بمجمله أردوغان رئيساً.
في ذلك اليوم ستقف أرامل العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس وفلسطين ولبنان وما على ايديهن ينظرون من بعيد إلى الدخان المتصاعد من اسطنبول يضحكون فرحاً ويبكون.


كاتب ومحلل سياسي لبناني

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=49334