دام برس: ومع هذا التقارب "المرحلي "الذي بدأت تتضح معالمه حاليآ , فمن الطبيعي أن نرئ كنتيجه اوليه لهذا التحالف بين الحين والاخربعض التقارب بالاراء بين النظامين في مجموعة ملفات اقليميه ،، سواء في العراق أو في سورية ، او في مصر او في اليمن،،، والسبب بذلك هو تجاوزالخلافات ولو مرحليآ فيما يخص تقاطع المصالح بين الاستراتيجية الإقليمية للنظام التركي والنظام السعودي والتجاوز المرحلي لحالة الاختلاف برؤية كلا النظاميين لاسلوب ونماذج الحلول بالمنطقه ,, وبالطبع هنا تجدر الاشاره الى ان هذا التقارب المرحلي سيتم دون التأثير على استراتيجية كل بلد في المنطقه،، وهذا بسبب أن هناك اختلافآ في سياسة تعاطي الدولتين في التعا مل مع الأزمة السورية والوضع العراقي الفوضوي بشكل خاص، والخلاف حول النظام المصري الجديد، والوضع اليمني والبحريني المضطرب ، وهذا كله بالطبع لايمنع الزيارات المتبادله للجانبين والتنسيق الامني والتباد ل الاقتصادي، وو، الخ،، فالعلاقات بمختلف الاطر تسير بين البلدين وفق أطر رسميه بالنهايه لما فيه مصلحة الدولتين،،
فمجمل الملفات وتعقيدها بالمنطقه هو من جمع شمل النظام السعودي والنظام التركي من جديد بعد عاصفه من الخلافات اشتعلت بين النظامين,فليس اولها احداث مصر الاخيره ولا اخرها تطورات الاحداث بالمشهد السوري-العراقي-اليمني ,, فحقائق الواقع المصري والسوري واليمني والعراقي واحداث غزه الاخيره وبدء الاستعدادت لتشكيل حلف أممي لمواجهة تنظيم "داعش الهلامي " تبدو ظاهريآ هي من جمعت شمل الفرقاء من جديد, مع العلم أن هذه الملفات ليست هي وحدها من جمعت شمل الفرقاء من جد يد،,, وهذه الحقائق المذكوره سابقآ لايمكن لأي شخص متابع لسيا سة وأزمات "كلا النظامين" في الاقليم بشكل عام أن ينكرها،،
فهذه الحقائق بمجملها قد أثرت على دور كلا النظامين بمختلف الصعد الاقليميه والدوليه،، فاليوم بات حلم " تركيا بان تكون واحده من اعضاء دول الاتحاد الاوروبي هو امر صعب المنال , وعلينا ان لاننسى ان تركيابالفتره الاخيره بدأت تعاني عزلة إقليمية وضغوط دولية بعد فشل الرهان على الإخوان في مصر وعدم حدوث اختراق في الملف السوري التي كانت لها فيه مساحة نفوذ كبيره ,,ولها دور بارز بتطور احداثه المتلاحقه على الارض السوريه من خلال نفوذها الجغرافي بدعم المعارضة السوريه ,, وهناك اليوم عامل جديد دخل الى معادلات كلا النظامين بالاقليم وهو الخوف من ارتداد الارهاب الذي مولاه ودعما حركته عسكريآ وماليآ بسوريا والعراق واليمن من الارتداد عليهما فالشواهد كثيره هنا وخصوصآ ما اعلنته بعض الجماعات التكفيريه بأن هدفها القادم بعد سوريا والعراق هو مملكة ال سعود ,,
ولهذا فقد اصبح كلا النظامين اليوم بين مطرقة أخطائهما التاريخيه وسندان الوضع الاقليمي الملتهب بالمنطقه وانعكاسه على الوضع الداخلي التركي والسعودي، والخوف من ارتداد الارهاب على كلا النظامين،وهنا لايمكن انكار فشل كلا النظامين بملفات سوريا والعراق ومصرواليمن واحداث غزه الاخيره ، وهذا بدوره شكل حالة احباط لكل النظامين بسبب فشلهم الذريع بمحاولة فرض واقع معين جديد بالمنطقه ,, فهذه الملفات بمجملها د فعت كلا "النظامين" للبحث عن مهرب يعيد لها نوعآ من توازن القوى بالاقليم قد يعطي لها شيئآ من القوه بتحالفات الاقليم المتوقع نشوئها قريبآ,,
وهذا بطبيعته ما يخشى منه كلا "النظامين" حاليآ بحالة التقارب الاخيره، فالخشيه ان يتكرر سيناريو خلاف التجارب السابقه،، لذلك نرئ الان حاله من الشكوك المتبادله حول طبيعة هذا التقارب واطره المستقبليه،، ،، فالوقائع التاريخيه تقول ان السياسات التركيه -السعوديه تحمل العديد من نقاط التناقض وعدم التقارب،،،
وبالنهايه,, فهناك اليوم حقيقه لايمكن انكارها وهي أن كلا النظامين قد استفادتا أكثر من غيرهما من فوضى الربيع العربي، على اعتبار أنهما، وفي ظل غياب دور مصروسوريا والعراق التي كانت تلعب الدور المحوري في السيا سة العربية الخارجية، أصبحت كلا الدولتان ترغبان بتعبئة هذا الفراغ بالمنطقه العربيه وبالاقليم بشكل عام ، مما اعطى كلا البلدين حاله غير مسبوقه بحالة التمدد الاستراتيجي بالمنطقه على حساب حالة الفوضى الموجوده وبعمق بالقوى العربيه التي كانت فاعله بالاقليم ككل،،، ومع أن المراقبون يعتبرون أن النظام التركي يملك من الأوراق ما يجعله قادرآ على التفوق على مطمح النظام والدوله السعوديه في أن تكون دوله محوريه بالمنطقه العربيه،، إلا أن مسار الأزمة السورية المستمرة إلى الآن، ودور مصر المستقبلي،، والوضع باليمن،، وفرضيات التطورات المتوقعه بالوضع العراقي،، هي بمجملها ستكشف، حسب المراقبين، مدى ثقل كل من "النظامين" وقدرتهما على التأثير في العلاقات المستقبليه بالمنطقه ، وهذا بدوره يطرح فرضية أن التقارب في موازين القوى يحتم عليهما التعاون والتعامل بمنطق الند للند، للحفاظ على مصلحة البلدين،ووجود كلا النظامين , ولو إلى حين . |
||||||||
|