الرئيسية  /  كتاب وآراء

سلسلة كفى كفى تدعو إلى الصحوة و العمل على إقامة الدولة القوية .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان


دام برس : سلسلة كفى كفى تدعو إلى الصحوة و العمل على إقامة الدولة القوية .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان

دام برس:

في بريطانيا هناك ثلاثة أحزاب رئيسية تقود العمل السياسي ، و في أمريكا هناك حزبين رئيسيين لقيادة العمل السياسي و ينسحب نفس الكلام على بقية الدول المتقدمة فلا يزيد عدد الأحزاب السياسية في أيٍ من هذه البلدان و يبقى دون العشرة ، إلا في البلاد النامية فالموضوع يختلف ، فالأحزاب بالعشرات و أحياناً بالمئات ، و بكل سهولة يستطيع أي ثلاثة أن يشكلوا حزباً سياسياً .

و بالرغم من ذلك فإننا من المنادين بحرية تشكيل الأحزاب و إصدار قانون أحزاب جديد يتناسب مع العصر و المتطلبات الديمقراطية .

إن ما يلفت النظر و في المجتمعات الصغيرة نسبياً ، كثرة الأفكار و التوجهات ، و السؤال هل يعني هذاقصور في الرؤية ، أم تجنب القبول بالآخر هو ما يدعو إلى تشكيل العديد من الأحزاب و الحركات و التيارات السياسية ، هل هذا هو السبب الذي يجعلنا نرى العشرات من الأحزاب المشكلة و المرخصة و العديد العديد من التشكيلات و التيارات  التي تدعي وجودها على الأرض  و بقواعد واسعة في الشوارع العربية ، الأحزاب في الجزائر فيما أزعم تزيد عن 51 حزباً و في تونس نفس الشيء  ، أما في سورية و منذ بداية الحراك الذي انطلق منذ أربعة سنوات تقريباً مطالباً بالحرية و الكرامة ، فحدث و لا حرج عشرات الأحزاب المرخصة و التي لا تتباين فيما بينها في أية مشاريع أو نظريات سياسية أو رؤى مستقبلية و لا حتى مرحلية ، دعونا من الأحزاب المرخصة و لنستقرأ الأحزاب و الهيئات و التشكيلات التي لم يرخص لها أو لم تتقدم بطلبات الترخيص ، نحن هنا لسنا بصدد قانونية و مشروعية الجهة المناط بها الترخيص و هل هي فعلاً تملك هذا الحق كونها جهة تنفيذية و ليس تشريعية أو قضائية ، طبعاً هذه نقطة بحاجة لإعادة النظر حتما إذا أردنا أن نُقارن بالدول الديمقراطية .

لنعد إلى موضوع هذه التشكيلات السياسية و التي تتشكل منها مجموعات المعارضة في الداخل ، إذا أردنا التحدث بشفافية فلا بد لأصحاب العلاقة من الإعتراف بانعدام القواعد و البنى التنظيمية لـ 96% من هذه التشكيلات و يبدو أن أية مجموعة  لا يتجاوز عديدها الأربعة أو الخمسة أشخاص تستطيع أن تختار لنفسها إسماً براقاً و مكاتب و تسميات و مهمات طالما توفرت لها السيولة المادية و غالباً هناك منهو على استعداد لتحمل الأعباء المادية التي يمكن أن تترتب عن هذه التكوينات مما يمكن أن يجعلها تحت رحمة الجهة التي تتحمل الأعباء المادية و يجعلها ملتزمة بالأجندات التي تفرض عليها .

في أيامنا هذه يدور الحديث عن الدعوة إلى انعقاد مؤتمر وطني عـلى مستوى سورية و هناك من يبشر بعقده في لبنان وهم يبحثون عن مشاركين ( بالسراج و الفتيلة ) و لماذا  لا يتم عقده في دمشق ، طبعاً ستكون الإجابة بأن بعض المشاركين لا يمكنهم الحضور لسورية لدواعي أمنية ، و لكن الحقيقة في الأغلب خوفاً من انكشاف الزيف و الدجل و الكذب و النفاق و انعدام القواعد الحقيقية  ، نحن هنا لا ننشر الغسيل القذر و لكننا نحاول وضع النقاط على الحروف و البحث عن الأهداف غير المعلنه لعقد مثل هذه المؤتمرات ، لا تزال في ذاكرتي كيف انعقد مؤتمر أحد هذه التكاوين منذ فترةٍ ليست بالبعيدة و بُشرنا بحضور يتجاوز المئات و إذ بنا نفاجئ  بحضور أقل من ثلاثين مشارك  تكون ثلثهم على الأقل من تشكيلات عائلية تتضمن الأباء و الإبناء و الأنسباء و بعض الأصدقاء المجاملين لزيادة العدد ، و رغم ذلك و في مثل هذه التشكيلات تتكرر الإدعاءات بمكونات تتجاوز العشرة أحزاب في هذا التكوين و إدعاءات تؤكد على مشاركة ثلاثة عشر حزباً و أكثر في تكوين آخر ، أكثر من ذلك نجد في المجالس التي تدير هذه التخريفات أعضاء ممثلين لتيار فلان في الحزب الفلاني  و أعضاء آخرين ممثلين لتيار علتان مننفس الحزب الفلاني  ، و ننتقل إلى  تشكيل آخر أو هيئة أخرى لنجد أن نفس الانتماءات و نفس التشكيلات من جماعة فلان الفلاني و علان العلاني  .

من وراء كل هذا الهرج ؟ و من المستفيد ؟، تساؤل لا بد من طرحة و لماذا الجري وراء الأوهام و الأحلام ، أسئلةٌ برسم الإجابة من أولئك الذين يتربعون  على  مواقع القرار في مثل هذه التشكيلات ليبينوا لنا أهدافهم المعلنة و غير المعلنة .

رحم الله المواطن العربي الأول شكري القوتلي . .

الذين يعيشون في الداخل لهم رؤيتهم المختلفة .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=49000