دام برس - خاص :
حروب أدمت قلوب السوريين و أعوام مضت يتطلع فيها الشعب السوري للأمل بالنصر و عودة الفرح . حيث اتجهنا إلى مركز في ضاحية قدسيا فيحدثنا السيد خالد مرعشلي و هو من أعضاء الفريق المدني الخيري حيث يوضح بأنه و بتكليف من رئاسة الجمهورية تم تشكيل هذا الفريق بعدد (300 – 400 ) شخص لتقديم الرعاية و العناية للأشخاص الذين سوّيت أوضاعهم ، فهناك أقسام خاصة للرعاية الصحية ، و كل تقدم له الرعاية حسب المنطقة التي أتى منها إضافة إلى الندوات التعليمية و التثقيفية . و يشير إلى أنه إلى اليوم استقبل المركز 4 دفعات ، و هناك من يتقدم بنفسه إلى المركز طالباً تسوية وضعه للعودة إلى حضن الوطن لافتاً إلى أن كافة التحقيقات تتم ضمن المركز بعد تقديم كافة تسهيلات الإقامة ثم بعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة يتم نقلهم ضمن وفد خاص إلى أماكنهم . حيث يؤكد لنا أحد أعضاء الجنة أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها تسوية أوضاع و إنما هي المرة العشرون متجهون تحت عنوان " من أراد المصالحة فليعد إلى حضن الوطن تحت رعاية الدولة ." و فيما يتعلق بالأعداد يقول بتسوية أوضاع ما يقارب ال 200 مواطن ، من مناطق متفرقة ( مضايا ، الزبداني ، حماه ، داريا ، جوبر ) مشيرا إلى تأهيل المركز . فيما يتحدث جميل اليوسف من لجنة المصالحة معربا عن سعادته كونه عضوا من أعضاء اللجنة ، و مساهما في لمّ شمل الشعب السوري ، فنحن أبناء وطن واحد و جميعا نعيش و نتربى في حضن الوطن . و يتابع : و ما تسوية الأوضاع إلا دليل على أن الوطن سورية بخير و أبناءه بألف خير ، مشيرا إلى أن السير في عملية المصالحة مستمر منذ حوالي السنة ، فقد كانوا السباقين لمثل هذه الخطوة و ستبقى . فالهدف هو إثبات أننا أبناء هذا الوطن و جزءا منه ، و لن نكون إلا به ، و مع اجتماع هذه المكونات نؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد الذي ينزع كل ما ألمّ بهذا الوطن من محن . موضحا بأن المشكلة ليست في الخطأ و إنما في الاستمرار به و عدم إصلاحه ، فالصحيح يُكرٍّس ، و هناك رغبة كاملة في تكريس الوطنية و الانتماء للوطن ضمن رعاية المصالحة . و ليكون ما ننقله أصدق يشير (زاهر. ب ) و هو أحد الأشخاص ممن سوّيت أوضاعهم إلى تخوّفه و عدم ثقته في البداية ، و ما دفعه لوضع نفسه تحت سيطرة الدولة هو ما شهده من صدق في أول دفعة للمصالحة كانت قد جرت في وقت سابق . مؤكدا على أنه سلّم نفسه عن قناعة دون ضغط من أي جهة ، مشيرا إلى أنه سيعمل على توعية الآخرين و إقناعهم ليعودوا لحضن الوطن . فيما يقول آخر: الناس في البداية تتخوف أن يذكر اسم " مصالحة " لكن نتيجة للتسهيلات التي أجرتها الدولة بادر البعض لتسوية أوضاعهم . مضيفا بأننا ضحية مؤامرة و تخريب للبلد لذلك كان السعي للمصالحة و خدمة الوطن خوفاً من تدميره ، فالهدف هو الانتقال من شط الدمار إلى بر الأمان . و ممن يتخوف من المعاملة و القسوة التي يحكى عنها يقول موضحا بأن المعاملة جيدة و المبادرة تصبّ في مصلحة المواطن و عودته إلى جادة الصواب . تصوير : تغريد محمد
أما المواطن كريم وهو من الشارع السوري فإنه يرى في المصالحة الوطنية خطوة ممتازة لدفع عجلة الحياة إلى و التقدم و الخروج من التخلف و التبعية ، إلا أنه يبدي بعض التخوف من هؤلاء الذين سويت أوضاعهم من أن يقدموا مرة أخرى على ارتكاب الجرائم لكنه و بالمقابل يعرب عن ثقته بالدولة و إجراءاتها . و أخيراً نقول : بأننا مهما حصل نبقى أبناء وطن واحد ، يجمعنا هدف واحد و هو حب الوطن و التضحية من أجله ، و المصالحة الوطنية هي بداية المشوار لننعم بالطمأنينة و الراحة التي غابت عنا سنين طوال . |
||||||||
|