دام برس:

انطلاقاً من شعوري، أننا دخلنا مرحلة جديدة، بعد الانتخابات الرئاسية، لم يعد فيها مكان للغرور والعقول المغلقة، العاهات التي أضنت الأمة وساهمت في وصولنا إلى  ما نحن فيه اليوم، وقناعتي بأن هذا العهد منفتح لسماع أي كلمة صادقة مهما كانت جارحة، من هنا أتوجه إلي السيد وزير التربية السوري المحترم بما يلي:
السيد الوزير.
الزمن جعلني أطلع على كتب الرياضيات التي تصدرها وزارتكم، بحكم دراستها مع أولادي: البكر أصبح مهندساً في العقد السادس، وأحفادي، الخامسة منهم نجحت إلى  الحادي عشر.
لا أريد أن أوجه انتقادات محددة، لأني سئمت سياسة "التطنيش"، بعد عشرات الكتب التي وجهتها، وكم كنت أتمنى، ولو لمرة واحدة، سماع، ولو بالهاتف، رأيكم بمضمونها. وللأسف الشيء الوحيد الذي اقتنعت به أن وزارتكم لا ترى مكاناً للعلم إلا ضمن جدرانها.
وإن رغبتم السماع لملاحظاتي، اقترح أن يتم عبر التلفاز حتى يصبح لها فائدة، في جميع الأحوال أرجوكم زيارة المدارس في نهاية العام الدراسي والكشف عن الكتب التي في حوزة الطلاب، لتكشفوا: أنها لا زالت جديدة، بل لم يفتح غلافها، وكل ما تعلمه الطلاب مرده الملخصات! ويعود ذلك لحقيقة مرّة: أننا غير مؤهلين لتأليف سلسلة من كتب الرياضيات والفيزياء تغطي كافة المراحل: مرتبة، منسقة، متماسكة غير متناقضة، مرتبطة بالحياة، يمكن تطبيقها والاستفادة منها، والسبب يعود لأننا نعيش على أرض جرداء من العلم والتكنولوجيا!!
وحتى لا يقال أني أنتقد ولا أقترح أٌول:
المطلع على كتب الرياضيات الجديدة، يلاحظ بأنها تحاكي تماماً في الإخراج والألوان الكتب الأمريكية، وخير ما فعلتم (ليس محبة لأمريكا، ولكنها الأكثر قرباً للواقع). وحتى تستكملوا هدف التطوير لابد من محاكاتها بالمضمون، تجنباً للمقولة العامية "من برَّه رخام ومن جوه سُخام".
اليوم، لم يعد العلم ثقافة عامة ووسيلة لإبراز العضلات من خلال شهادات تعلق على الجدران، ما نتعلمه يجب أن لا يتم من خلال الحفظ ولكن من خلال الفهم والاستيعاب حتى نستطيع الاستفادة منه وتطبيقه، وإلا لا حاجة لنا له، ولا نريد تعليماً يرفع من نسبة البطالة.

المهندس : محمد سعيد الدقر