دام برس :

جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما انحياز إدارته لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتغطية عدوانه الوحشي الغاشم على قطاع غزة المحاصر مكررا أعطاء هذا الكيان ما وصفه بالحق في الدفاع عن النفس في محاولة فاضحة لشرعنة وتغطية عدوانه هذا داعيا إلى حل دائم يضمن ما أسماه “الأمن” لهذا الكيان مع إعطاء الأمل لسكان غزة بأنهم لن يبقوا معزولين عن العالم بشكل دائم دون أن يتطرق إلى مجرد لوم لفظي للعدوان الذي شنه هذا الكيان الذي خلف آلاف الضحايا بين شهداء وجرحى جلهم من الأطفال والنساء والطاعنين بالسن ولم يستثن حتى مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة الأونروا.

وفي تغطية فاضحة لهمجية عدوان كيان الاحتلال على بقعة صغيرة من الأرض الفلسطينية مكتظة بالسكان المدنيين المحاصرين أدان أوباما المقاومة الفلسطينية لردها المشروع على العدوان وإطلاقها الصواريخ على مواقع الاحتلال رغم أن الرد جاء بعد بدء العدوان الذي أدى إلى وقوع ضحايا بينهم نساء وأطفال في غزة مكتفيا باعتبار أن هدف بلاده بالاجل القصير هو التأكد من أن التهدئة المؤقتة الحالية التي تستمر 72 ساعة ستصمد وسيتم تمديدها بعد موعد انتهائها يوم الجمعة مع ضمان عدم إطلاق الفلسطينيين للصواريخ.

وتحدث أوباما بلغة هادئة غير حازمة كما في تصريحاته المعهودة عندما يتعلق الأمر بتوجيه المطالب للكيان المدلل لدى بلاده مقترحا بأن “يكون هناك اعتراف بالأجل الطويل بأن غزة لا يمكنها أن تعول نفسها وهي معزولة بشكل دائم عن العالم وغير قادرة على تقديم بعض الفرص وظائف ونمو اقتصادي للسكان الذين يعيشون فيها “.

كلام أوباما جاء في سياق مؤتمر صحفي في واشنطن في نهاية قمة بين الولايات المتحدة وقادة أفارقة كما نقلت رويترز مشيرا إلى أنه يعتزم دعم المفاوضات الجارية في مصر للوصول إلى تهدئة نهائية.

يشار إلى أن التهدئة الحالية في غزة كشفت عن حجم المجزرة التي ارتكبتها آلة الحرب الاسرائيلية والكارثة التي خلفتها في قطاع غزة.

وعبر أوباما عن مساندته للدور التفاوضي للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس الذي نوه بصدق “رغبته في السلام ودعمه لحل الدولتين “.

من جانب آخر لم ينس أوباما محاولاته التدخل بشؤون القضاء بمصر ودعمه لقناة الجزيرة القطرية التي تدعي استقلاليتها داعيا بصريح العبارة لإطلاق سراح صحفيي القناة القطرية رغم أن السلطات المصرية تحاكمهم بعد ضبطها لهم وهم يحرضون على القتل وضرورة دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة في مصر.

وقال أوباما مستخدما هذه المرة لغة حزم “إنه يجب أن يطلق سراح هؤلاء الصحفيين”.

وكانت محكمة مصرية أصدرت حكما على صحفيي الجزيرة الثلاثة وهم الاسترالي بيتر غريست والكندي من أصول مصرية محمد فاضل فهمي والمصري باهر محمد في شهر حزيران الماضي بالسجن بين سبعة وعشرة أعوام بجرم دعم جماعة الإخوان التي تحظرها السلطات المصرية لارتكاب قادتها وعناصرها أعمالا إر هابية لتخريب استقرار مصر في وقت حرج.

وفيما يتعلق بفيروس إيبولا الذي يتهدد دول أفريقيا اعتبر الرئيس الأمريكي أنه “من السابق لأوانه استخدام دواء تجريبي لعلاج المصابين بفيروس إيبولا الذي ينتشر في ثلاث دول في غرب أفريقيا”.

وقال أوباما في مؤتمره الصحفي ردا على سؤال عن إمكانية إرسال هذا الدواء التجريبي إلى افريقيا “علينا أن نترك العلم يقودنا وليس لدينا كل المعلومات الكافية لتحديد ما إذا كان هذا الدواء فعالا أم لا “.

وكانت واشنطن استضافت على مدى ثلاثة أيام القمة التي اعتبرت غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وافريقيا وشاركت فيها 50 دولة أفريقية حيث لم يحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس أن عدد ضحايا فيروس إيبولا المسبب للحمى النزفية ارتفع إلى 923 حالة وفاة من أصل 1711 حالة إصابة بهذا المرض الذي انتشر خصوصا في ثلاث دول في غرب أفريقيا هي سيراليون وليبيريا وغينيا في حين رفعت السلطات الصحية الأمريكية مستوى الإنذار الصحي إلى الدرجة الأولى الأعلى على الإطلاق.