الرئيسية  /  أخبار

معارك جنوب حلب.. معارك موضعية باستهدافات استراتيجية


دام برس :

من جديد انطلقت معارك الجنوب الغربي في حلب، انطلاقاً من تل عزان الذي يضم كتيبة الدفاع الجوي التي سيطر عليها الجيش العربي السوري في وقتٍ سابق.

اليوم استطاع الجيش العربي السوري ان يحقق انجازات انطلاقاً من قريتي ضهر الشرفة وسقلايا جنوب غرب حلب بعد معارك عنيفة مع الجماعات المسلحة منذ فترة بعد السيطرة على تلة كتيبة الدفاع الجوي وتلة بازو والسيرياتيل وتلة السرو شرق الكتيبة .

وفي التفاصيل ان وحدات الجيش السوري  تقدمت باتجاه خان طومان على أطراف كتيبة الدفاع الجوي في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي, وعلم ان معارك عنيفة انتهت بتقدم قوّات الجيش العربي السوري وسيطرتها على بعض النقاط ورحبة المحروقات قرب الكتيبة

جاء ذلك بعد أن استطاع الجيش العربي السوري صدّ الهجوم الذي تعرّضت له الحمدانية وضاحية الأسد القريبة من أكاديمية الأسد.
بالنظر الى خرائط القتال في سورية كلّها، نجد أنّ الجيش العربي السوري ينفّذ عمليات قتالية تهدف الى تثبيت المواقع والقيام بعمليات القضم البطيئ.
وقد يكون لجوء الجيش السوري لهذا الأسلوب منطلقاً من رغبة الجيش بتشتيت وإنهاك الجماعات المسلحة بعمليات ذات طابع مختلف عن العمليات المتحركة الواسعة في اتجاهٍ واحد.

السيطرة على القرى المذكورة أعلاه تعني أكثر من أمر، أهمها:

1- تثبيت نقاط ارتكاز رئيسية في خان طومان، والاتجاه نحو الزربة للسيطرة على المنافذ الأساسية لأوتوستراد دمشق حلب لإعادة ربط مدخل حلب الجنوبي بالطريق الأساسي.
2- الوصول الى محطة الزربة الحرارية والتي تعني السيطرة عليها تحرير جزء مهم من مصادر الطاقة من سيطرة الجماعات المسلحة.
3- تثبيت الوحدات العسكرية للجيش السوري لنقاط  جديدة تساعده في عملياته اللاحقة سواء باتجاه الجنوب أو الشمال.
4- ربط مطار أبو الضهور وجبل أريحا بحلب عبر الممر الرئيسي، وتحسين شروط عمل وحدات الجيش العربي السوري في أية عمليات لاحقة.

ويبقى أنّ ما يجري لا يعني بالضرورة أنه الاتجاه الرئيسي للهجوم، فقد تعوّدنا في جبهات حلب تحديداً على الكثير من المناورة والحركة والتضليل التي تقوم بها وحدات الجيش السوري وخصوصًا وحدة المهام الخاصة.

فالمعارك والاشتباكات لا تزال مستمرة على أغلب جبهات حلب، سواء تلك التي في أحياء المدينة أو على خطوط التماس في جبهات محيط المدينة القريب.
باعتقادي أنّ هذه المراوحة في العمليات القتالية ما هي إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة.

ويرتبط هذا الهدوء بالكثير من الاستحقاقات على المستوين الإقليمي والدولي، لبلورة مواقف جديدة تنبثق عن نتائج المعارك الدائرة في كل المنطقة.
فالحرب على الإرهاب لم تعد مسألة تخص سورية وحدها بقدر ما هو أمر صار يشكّل همّاً على المستوى العالمي.

أما لماذا معارك موضعية بأبعاد استراتيجية؟

فلأنّ ما يجري في حلب يجري في أغلب الجبهات السورية، إن من حيث شكل العمليات أو نتائجها.
فمن خلال التجارب، وانطلاقاً من حال الجماعات المسلّحة المتناحرة فيما بينها، يبدو أنّ توجّه القيادة السورية يذهب باتجاه إتاحة الفرصة لهذه الجماعات أن تصفّي حساباتها ممّا يساعد الجيش في محاربة جماعات منهكة ومتعبة وغير قادرة على إثبات والصمود.

فالقضم البطيئ الذي تقوم به وحدات الجيش العربي السوري يترافق مع عمليات تقطيع أوصال وعزل، وجعل الجماعات المسلّحة تقاتل في بؤر منعزلة غير قادرة على التحرك والتواصل.
وعليه يبدو أنّ شكل المعارك القادمة في حلب وريفها سيعتمد في المرحلة القادمة على نزع سيطرة هذه الجماعات عن التلال الاستراتيجية وعقد المواصلات الهامّة.

إنّ شكل المعارك الجارية في حلب لا يعني أنّ الجيش العربي السوري لن يطوّر عملياته في اتجاه الريف الشرقي والريف الشمالي لحلب، وما التركيز على جبهة الريف الجنوبي والجنوبي الغربي الا محاولة للإلتفاف على الجماعات المسلّحة التي تهدد مدخل حلب الغربي، إضافةً الى ما تمّ ذكره سابقاً في سياق ارتباط هذه المعارك بجبهات أخرى كجبهة إدلب وخصوصاً في اريحا وجبل الأربعين، وإيجاد مثلث واسع يربط معرّة النعمان التي ستكون هدفاً أساسياً بأبو الضهور وحلب.

إنّ طبيعة المعركة اللاحقة ستحدّ مسار العمليات الكبرى رغم أنّ المعارك ستبقى في إطارها الحالي بانتظار تبلور بعض نتائج هذه المعارك.

سلاب نيوز

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=47694