Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_ap0ul5k6mm3b153rtus65i3m55, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  تحقيقات

من نبض الشارع السوري ... مزاجية سائق التكسي وردود فعل المواطن السوري


دام برس : من نبض الشارع السوري ... مزاجية سائق التكسي وردود فعل المواطن السوري

دام برس - لجين اسماعيل :
إلى جانب مآسي الحرب يغدو الواقع السوري أشد و أقسى ، ويبقى هناك الكثير من الأمور العالقة التي تشغل تفكير المواطن وتجعله يقف حائراً أمام ما يحصل .
فنرى الوجوه في الشارع السوري مبتسمةً  و هناك المهمومة و الحزينة منها ، إلا أنها و داخل جدران المنازل تبقى على وتيرة واحدة من الهموم ، يظل فيها المواطن من شغل التفكير بقوته و مدخوله اليومي ، فما أن يعود إلى منزله حتى تراوده الأفكار ناظراً إلى عيون أطفاله متأملا ألا يبخل عليهم بشيء .
و مع غياب باصات النقل  الداخلي و السرافيس التي قلت أعدادها بالتزامن مع الأزمة السورية فهناك البعض من السائقين من لا يتقيد بخط السير المقرر فإما أن يختار خط سير أسرع في إطارالتقليل من ساعات الانتظار في ظلال ازدحام المروري الذي يشهده الشارع السوري ، أو أنه لا يكمل خط سيره مكتفيا بالوصول لنقطة معينة ، مما دفع ببعض المواطنين إلى ركوب التاكسي متحملين بذلك أعباء كثيرة و مصاريف أكبر .
و بالعودة للحديث عن الازدحام المروري ، الجدير بالذكر أن هذه المسألة ليست حديثة العهد ، وإنما كانت مرافقة للشارع السوري منذ سنوات وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة ، مع تحول بعض النقاط المرورية بسبب أوضاع أمنية .
فالأزمة السورية طالت شتى مجالات الحياة ، كما أنها طالت حياة كل سائق ، حيث أن هذه المهنة تعد من أبرز المهن التي تحاكي الشارع السوري و الواقع ، فهذا البيت الصغير عالم آخر يحملبين ثناياه الضحكات و الأحزان و الغضب و التذمر و .....
وطبعا لابد أن نشير إلى أن سبب الازدحام كان بفعل تركز النشاط البشري و السكاني و المروري في مركز العاصمة  ، إضافة إلى التوافد الكبير الذي شهدته العاصمة جراء أعمال الجماعات المسلحة في بعض المناطق .
و ضمن هذا الغياب لبعض وسائل النقل ، تغدو مشكلة سائقي التاكسي الشغل الشاغل ، حيث ترى الشوارع مصبوغة باللون الأصفر ، والسائقين يتحكمون بالمواطن كيفما يشاؤوا متذرعينبحجج ربما منطقية و واقعية ، فالكثير منهم تعطل عن العمل ليلا بسبب هذه الأوضاع لتخوفه من أن يتعرض الأذى ، إضافة إلى تراجع السياحة .
و منهم من يتحجج بالازدحام و الوقوف لساعات طويلة على الحواجز المرورية  طبعا هذا كان قبل أيام لكن نرى اليوم و مع إزالة بعض الحواجز و فتح الطرق أمام سير وسائل النقل إلا أن بعضهم لم يثنه هذا الوضع عن الاستمرار عمًا كان عليه مكتفياً بحجة الغلاء و ارتفاع الأسعار و لا سيما البنزين و المازوت كشيء أساسي إضافة إلى تأمينه المواد الغذائية و التموينية لأسرته .
أما عن المواطنين فهم يبدون استياءهم مما يحصل ، آملين أن يتغير هذا الوضع ، فكل مواطن إن كان موظفا أو سائقا له من الهموم ما يكفيه ، فلسنا مضطرين لأن نضع ثقل همومنا على الغير ، و نحمله بذلك المسؤولية مما نعانيه .
لذلك و مع هذه المعاناة صدر قرار عن محافظة دمشق يتعين بموجبه التقيد بالشروط  و وضع الملصق الخاص  بالتسعيرات الجديدة على واجهة التاكسي ليراها  المواطن و يطالب السائق بالتقيد عند الدفع .
و لأن المواطن يهمنا قمنا بجولة  استطلعنا من خلالها آراء المواطنين و معاناتهم اليومية فتقول المواطنة هبة أن أزمة التاكسي هي من سلسلة الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن السوري في هذه الفترة .
واصفة التاكسي بستار تاكسي حيث أصبح الناس من هواة الرياضة و المشي حتى لا ينصدموا بالتكلفة الخيالية التي يضعها السائق ، حيث تشكل استغلالاً لحاجة المواطن مع غياب تشغيل العداد .
و عن استغلال حاجة المواطن تقول الطالبة حنين التي تدرس في كلية الصيدلة  بموت الضمير و الرقابة عند الناس ، كما تشير إلى ندرة سائقي التاكسي الطيبين و الذين يتلمسون معاناة غيرهم .
و أضافت بأنها لا تضطر لركوب التاكسي إلا في الضرورة و ذلك بعد انتظارها للسرفيس  لساعات طويلة .
أما الشاب نزار الذي يعمل كموظف لكن لا يوجد مبيت يقله للوصول إلى مكان عمله و بذلك يضطر للتشرد في بعض الأحيان كما يصفها ، ويرى بأن السائقين ملوك لا مجال للنقاش أو الجدال معهم ، حيث يشترطون و يضعون التكلفة حسب مزاجهم قبل ركوب المواطن ، غير متقيدين بما يظهر على العداد .
كما تكمن المزاجية في الذهاب لأماكن معينة دون أخرى ، ناهيكم عن الاستغلال و الطمع ، فلا يكتفِ السائق براكب واحد و لا يتردد في أن تستوعب سيارته الصغيرة عدة طلبات ،ليجني ربحاً و مبلغاً أكبر .
و الموظفة ريم التي تحدثنا عن بعض الأحاديث التي تدور بين السائق و المواطن مستنبطا بذلك طبيعة عمل كل مواطن ، مما يحذو به لوضع تكلفة خاصة لكل شريحة من شرائح المجتمع ؛ فالمبلغ الذي يتقاضاه من الطالب الجامعي يختلف عن المبلغ الذي يأخذه من الموظف منه عن المحامي و المهندس  ، ..........
لكن نحن لا نريد الجزم بهذه القضية ، و من الأمور الحتمية  بأن تصرفات  الناس و طباعهم تختلف من شخص  لآخر ، إضافة إلى الضمير الإنساني الذي مات عند الكثير .
فالأغلبية السائدة في مجتمعنا السوري يتصرفون بأنانية و كأنهم بذلك يحملون المواطن أعباءهم و همومهم .
و بدورهم السائقين أبدوا استياءهم من ظروف الحياة المعيشية ، من غلاء و ارتفاع في الأسعار ، إضافة إلى  تأمين المستلزمات الضرورية للأسرة ، لذلك نرى السائق يضع التكلفة حسب ما يناسب المدخول اليومي .
و هناك الكثير منهم من يرى في هذه التكلفة الجديدة ظلما للمواطن و السائق معاً ، فيقول العم كمال بأن الذي تسبب في هذه الأزمة و المأساة يعيش متنعماً خارج البلاد ، و لم يتأثر سوى الشعب السوري بجميع شرائحه و فئاته .
و آخر يقول بالكف عن توجيه اللوم للسائقين ، فهذه المهنة هي مصدر عيشه ، و طريقة كسبه للقمة عيشه ، و أنه مع الظروف السيئة التي تشهدها البلاد و تراجع مواسم السياحة إضافة إلى اقتصار العمل على ساعات النهار فقط .
و من جهته يقول الشرطي فادي بأن مهمته مقتصرة  على مراقبة عملية سير وسائل النقل ، و لنفرض أنه يراقب كل السائقين في عملية التزامهم بالشروط المفروضة فليس هناك المتسع من الوقت ليراقب كل سيارة .
لكن يقول مهمتي أن أساعد المواطن إن تقدم لي بشكوى ، و أتوجه بالمخالفة  للسائق غير الملتزم .
و آخر يقول أنه وإن رأى العداد يعمل و كان ذلك في بداية طريق الزبون و عند وصوله إلى المكان المقصود ، أخذ منه السائق أضعاف ما ظهر على العداد الذي من المفروض أنه يعمل  ، ما فائدة عملي ؟؟؟؟
لذا يرى بأن المسألة متعلقة بالمواطن ، و ضمير السائق .
هذا هو حال المجتمع و حال الكثير من المجتمعات إلا أننا نحن و من نبض الشارع السوري و ملامسة واقعهم و معاناتهم نأمل التوصل لحلول ترضي الطرفين .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=47272


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_ap0ul5k6mm3b153rtus65i3m55, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0