دام برس:

عرفت دورة امتحانات البكالوريا في المغرب هذا العام حدثاً غريباً قد لا يتكرر كثيراً، ويتعلق الأمر بالتوأمين سمية وسلمى اللتين اجتازتا امتحانهما في شعبة علوم الفيزياء شرق المغرب بمدينة بركان. لكن المفاجأة التي لم تتوقعاها هو رسوبهما، أقامتا الدنيا ولم تقعداها بعد، هما التلميذتان النجيبتان اللتان لم تعرفا معنى الرسوب يوماً، والسبب بعدما اطلعتا على سجل النقط، يعود لمادة الفلسفة التي حصلتا فيها على نقطة صفر لكل منهما، والصفر نقطة تسد أي أمل جديد بما فيه حق الدورة الاستدراكية؛ لأن أجوبتهما حسب أكاديمية التعليم بمدينة وجدة، كانت مطابقة تماماً لبعضهما البعض، مما يعني أن المسألة تتعلق بغش في الامتحان، وهو التبرير الذي رفضته التلميذتان اللتان نفيتا نفياً قاطعاً أن تكونا استعملتا الغش، فقرر الأب اللجوء إلى القضاء، والمفاجأة أن المحكمة الابتدائية أنصفت التلميذتين سلمى وسمية، وتحولت قضيتهما لقضية رأي عام، لكن الوزارة رفضت الحكم، واعتبرت بعد مداولة جديدة مع لجنة تصحيح الامتحان أن الأمر يتعلق بغش. أصرت العائلة على حق ابنتيهما، وتبنت جمعيات حقوقية قضيتهما، ونظمت احتجاجاً مستمراً على أكاديمية التعليم، لكن الوزارة اعتبرتهما راسبتين، وعليهما إعادة السنة الدراسية دون أن تمكنهما من الدورة الاستدراكية. وتابعت العائلة المطالبة بحق ابنتيها التوأمين، ولجأت للمحكمة الإدارية بالرباط التي أيدت القرار الابتدائي لمحكمة «وجدة» القاضي بعدم الاعتراف بحالة الغش في حالة التوأمين، وبالتالي عدم رسوبهما.
«سيدتي نت» اتصلت بمحامي التلميذتين، مراد زيبوح، الذي يقول: قرار المحكمة الإدارية يرد الاعتبار لسمية وسلمى، فمحكمة الاستئناف بالرباط اعتبرت أن القرار الإداري الأول كان صائباً، وأن دفوعات وزارة التربية الوطنية، التي طعنت في القرار وقررت استئنافه، لم تكن موفقة.. وبالتالي قررت المحكمة تأييد إيقاف تنفيذ قرار لجنة الوزارة القاضي بترسيب التوأمين إلى حين البت في الموضوع.