دام برس: أصبح من الواضح أن القوى الدولية و الإقليمية لا تجدُ لها متكأً إلا من خلال الإعتماد على قوىً مرتهنة سواءٌ من الداخل أو الخارج ، و من الإنصاف القول أننا لا نستطيع وصم كل مكونات المعارضة الخارج بأنها مرتهنة لتلك الإرادات و قد تكون بعض مكونات هذه المعارضة مغلوبةٌ على أمرها ، بعد أن سدت السبل في طريقها ، و مهما يكن فإن هناك ما يدعو لللإعتقاد بأن بقاء غالبية هذه المعارضة في الخارج يجعلها شاءت أم أبت عرضةً للإتهام لا بل المشاركة في تنفيذ أجندات خارجية لا يأتي في مقدمتها مصلحة الشعب السوري ، أصبح من المنطق الاعتقاد بأن المعارضة السورية الوطنية و الشريفة التي اختارت لنفسها البقاء على أرض الوطن و تحمل الضغوط و العنت يجعلها في الموقع المناسب لكي تكون الشريك الحقيقي في أي تسوية مستقبلية لاستعادة سورية إلى شعبها ، في نفس الوقت الذي اختلفت الرهانات في الخارج على جدوى المعارضة الخارجية لفشلها و ارتهان البعض منها لمشيئة القوى الدولية و الاقليمية و قابليتها للضغط و أحياناً للإنكسار ، لقد أثبتت الأيام أن المعارضة السياسية في الداخل لم تغير بوصلتها و لم ترتهن لأيةِ أجنداتٍ داخليةٍ أوخارجية ، لا بل أكثر من ذلك لقد أصبح من الواضح أن ولاء معارضة الداخل محصورٌ فقط في مصلحة شعبها و هذاما يدفعها للعمل على رأب الصدوع و توحيد الرؤى و العملعلى استعادة وحدة سورية بكلِ مكوناتها .
في 12/5/2014 انعقد مؤتمر هيئة العمل الوطني الديمقراطي في دمشق ليرسخ أقدام معارضة الداخل على طريق الحل للمعضلة السورية من خلال اليقين بأن حلا لمشكلة السورية ممكن ، و من خلال التأكيد على أنه بإمكان السوريين كل السوريين بأن يستعيدوا وحدتهم وعقلانيتهم و مصالحهم المشتركة و يعملوا على تلاقيهم في سوريا قبل لقائهم في أيِ مكانٍ آخر ، الذين يستفيدون منبقاء المشكلة السورية هم فقط الفاسدون و الذين سرقوا مقدرات الأمة وطاقاتها ، وما أكثرهم في الداخل و الخارج، أما الذين آثروا البقاء ، الذين فقدوا أبنائهم و أحبائهم ، والمهجرون و الذين دمرت بيوتهم و مصانعهم و حرقت ونهبت مزارعهم ، أما الفقراء و سكان العشوائيات بكل مكوناتهم و انتمائاتهم فهم المُستغلون و هم الذين يدفعون الثمن لسراقهم و نهابيهم ، الذين آثروا البقاء في سورياهم المخلصون ، لم يكن أمامهم سوى تحمل المخاطر ، و هذا يؤهلهم لكي يكونوا هم أصحابُ القرار في مستقبل سوريا وهم القادرون على التفاعل مع تطورات الأحدث في سورية ، و في هذه المرحلة التاريخية لا بد من الترحيبب عودة أولئك الذين اضطرتهم الظروف القاهرة مكرهين لمغادرة الوطن تحت وطأة القمعِ و الردع و لا نستطيع أن نزاود عليهم و لكننا لا نستطيع إلا أن نقول بأن خطواتهم بالعودة كانت بالإتجاه الصحيح فحقوقهم في المواطنة لا يمكن أن تستلب ، أما الآخرون سواءٌ كانوا من الموالاة أوالمعارضة و الذين أصبحت لهم مقاطعات و أحياء و فنادق ومطاعم و صالونات في معظم العواصم المحيطة و يتحفونناكل يوم بالتصريحات الإعلامية و العنتريات و الإدعاء بتمثيل السوريين فهم أبعد ما يكونون عن هذا الهدف . السوريونالذين آثروا البقاء يتحملون مسؤولية توحيد كلمتهم ، إنهم معارضة الداخل ، آن للجميع أن يتفقوا و يوحدوا بوصلتهم، مكونات معارضة الداخل مطالبة باللقاء العاجل و توحيدقياداتها و كلمتها بأسرع وقت تمهيداً لما هو قادم ، الواجب الوطني و الولاء للوطن فقط يحتم على الجميع أن يعيدواالتفكير فيما بينهم من اختلافات جلها يمكن وصفها بكلِ جدارة بالقشور . |
||||||||
|