الرئيسية  /  كتاب وآراء

الدولة السليمة في المواطن السليم .. بقلم سعيد شرف


دام برس :

مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في سوريا تطفوا طموحات المواطن السوري بالأمن والأمان  على سطح أمنياته , ولعل أبرز ما يرجوه هذا المواطن من الرئيس القادم للبلاد هو الأمن والأمان وواقع اجتماعي أفضل يصل بالبلاد إلى الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي .. إلا أن إحدى الضرورات الملحة التي غفل عنها هذا المواطن والتي تمسه بشكل مباشر كما أنها تشكل محطة رئيسية على مستوى البلد هي ضرورة بناء المواطن الصالح والجيد ..

 حيث أن جزءً مهماً من أدوات الحرب على سوريا كانت شريحة من الشعب السوري , والتي تجلت أسباب انحرافها بقلة الوعي السياسي والأمني والاقتصادي لدى المواطن وعدم قدرته على إدراك مفهوم الدولة والمؤسسات وخطورة الوضع التي تمر به بلاده  وهذا ما يمكن وصفهبالعجز الثقافيالناتج عن الجهل المعرفيّ أساسا والمفضي إلى اختلاجات على مختلف الأصعدة تؤدي بدورها إلى إطالة عمر الأزمة التي تمر بها البلاد و التي أصبحت أزمة مركبة بفعل الضعف الذي تعيشه ثقافة المواطنة في سوريا , حيث تبدو واضحةً الأزمة الأخلاقية والثقافية التي اجتاحت المجتمع السوري وشكلت بالتالي أزمةً مضافةً إلى جانب الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد, وهنا لابد من الإشارة إلى دور المؤسسات الأهلية والاجتماعية والخيرية إضافة إلى مختلف الأحزاب والتي تحمل المسؤولية الكبرى لكونها مسؤولاً مباشراً عن بناء المجتمع وتأهيل أفراد قادرين بالحد الأدنى أن لايكونوا ضلعاً في مربع الحرب على بلادهم سواء بطريقة مباشرة أو غير  مباشرة والتي ترتب عنها ضياع قدرة الفرد على الانضباط الذاتي والقدرة على اعتبار المواطن عاملاً مساعداً إلى جانب دولة المؤسسات في التخفيف من حدة الأزمةوهنا تبرز أهمية دور هذه المؤسسات في إعادة إنتاج منظومة أخلاقية تسعى لإعادة بناء مواطن جيد وفرد صالح يعي تماماً ما له من حقوق وما عليه من واجبات حيث أن الكثير من التصرفات السلبية لأبناء البلد خلال الأزمة والتعاطي الخاطئ من مفرداتها دفع بالواقع المعيشي للتدهور نتيجة ظهور شريحة من ضعاف النفوس الذي يمارسون الإساءة إلى المكتسبات ومحاولة استغلال الناس والإساءة للدولة ولأنفسهم وذلك في مختلف القطاعات التجارية و الخدمية والاجتماعية والأمنية وحتى الإعلامية والسياسية , هذا الأمر يجعلنا نقف ملياً عند ضرورة انتاج مواطن مصفح على قدر الأزمة يحترم مبدأ الدولة وسيادة القانون وما له من حقوق وما عليه من واجبات بعيداً عن استغلاله للنظرية التي تقول ( عند الحروب تعم الفوضى مختلف قطاعات البلاد) فالمواطن الواعي المدرك لخطورة الأزمة التي تمر بها بلاده يمكن أن يكون رقماً مؤثرا في إيصال وطنه إلى رصيف النجاة بحيث لايكون حملاً ثقيلاً على الوطن ...
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=44877