دام برس:

لم تكن الحشود التي توافدت إلى صناديق الاقتراع في الخارج والتي شكلت طوفاناً أذهل العالم بأسره وأغرق كل الأوهام الشيطانية التي كان صنّاع الإرهاب يتوهمونها وقلب الطاولة عليهم ؛ إلا بدايةً لمرحلةٍ جديدة ومفصلية قوامها الحرية والديمقراطية وهدفها صنع ربيعٍ سوريٍّ حقيقي عيونه خضراء .

هذه الحشود جعلت العالم يتفرج مدهوشاً بعظمة شعبٍ قدّم دروساً بالانتماء والوفاء والتضحية التي استقاها من مياه وطنه الصرفة .

وقف أعداء الشعب السوري مصدومين بواقع حاولوا خلال أربع سنوات أن يصنعوا غيره ويضعفوا العروبة والوطنية في مورثات السوريين وأن ينزعوا من الجسد السوري روحه المعلقة في تراب وطنه .

فوجئوا أن الدم الذي سفكوه والأرواح التي أزهقوها والدمار الذي خلفوه تحت عناوين ربيعهم المزيف لم تزد السوريين إلا قوةً وارتباطاً وثيقاً بوطنهم وقائدهم .

لم يكن صمت المتآمرين أمام هذه الحشود إلا بداية ذعر لم يحسبوا له حساب .

فمن قيادة تلعب السياسة بمهارة وتتقن قلب الموازين لصالحها وتجعل من نفسها مركز العالم كله ، إلى جيشٍ علّم العالم كيف يكون النصر والثبات والصمود والتضحية حتى دخل صار أسطورة وتاريخ ؛ إلى شعبٍ أتقن فن إكمال الدور والمهام والظهور في الوقت المناسب والمكان المناسب ؛ كل هذا جعلنا نقول أمام العالم كله ... سوريون ولنا الفخر ....

إن ظهور السوريين في الخارج بهذا المظهر الحضاري والوطني خلق نوعاً من الحماس الكامن في نفس كل مواطن سوري في الداخل وحافزاً للمشاركة بالانتخابات تحت كل الظروف يدفعهم حبهم لوطنهم وتظللهم تحت راية علمهم ، وهذا بدوره سيكون دليلاً واضحاً على التعافي والنهوض من جديد ومؤشراً صريحاً على النصر المحتّم الذي سيغلق نعيق أبواق الخراب إلى الأبد .