الرئيسية  /  كتاب وآراء

الانتخـابات العـراقيــة وانـقـلاب السحـر عـلـى سحـرتــه .. بقلم: د احمد الاسـدي


دام برس : الانتخـابات العـراقيــة وانـقـلاب السحـر عـلـى سحـرتــه .. بقلم: د احمد الاسـدي

دام برس:

جـاءت نـتـائـج الانتخـابـات العـراقيـة مـثلمـا تـوقـعناهـا , واســتقـرئنـا المعـطيـات التي رســمت خطهـا البيـانـي ,فــالمـالكــي وقـائمتــه اسـتطـاعـوا حـصـد اصـوات النـاخـبيـن بـالـرغـم مـن الحملـة الاعـلاميــة التســقيطيــة التي مـورسـت بـأعلـى درجـات قـذارتهـا بالضـد , وكـانت البغـداديــة رأس الحـرب فيهــا , والـى الدرجـة التي وصـل بهـا حـال التـلفيـق والتـزويـر واسـتجـداء المشاعـر والتلاعـب بالعـواطـف الـى حــد الاستعـانـه بـذات النهـج المسـتقـذر الذي دأبـت على انتهـاجــه الخنـزيـرة والعـربيـة واخـواتهمـا فـي تغطيتهمـا للشـأن الســوري وتـداعيـاتـه ,  ثـم جـاء  دخـول بعـض رجـال الديـن المحسـوبيـن على الشيعـه والمرجعيـة الدينيـة   علـى خط التسـقيـط وتشـويـة الحـقـائـق والتصيـد بالمـاء العكـر , والـذي اسـتغلتـه البغـداديـة وجهـات بـعينهـا لصـالـح حمـلاتهـا  الرخيصـة و المـدفـوعـة الثمـن , ليعطـي نتـائـج كـارثيــة علـى اصحـابــة, حـيث عـزز مـن مكـانـة المـالكـي  وقـرب الشـارع الـيــه , بـدلا مـن أنْ يُسـحب البسـاط مـن تحـت اقـدامــة أو يخـرجه مـن سـبـاق تشكيـل الحكـومـة المقبلــة .

 

تـغـافـل اصحـاب حمـلات التسـقيط والكـذب والـريـاء والافتـراء , وتلفيـق القصص والـروايـات وتضخيـم الارقـام والملفـات , عـن مـاهيــة ســايكـولـوجـيــة الشــخصيـة العـراقيــة وخصـوصـا لأبنـاء الـوسـط والجنـوب , ومـا لهـامـن خصـوصيــة تختلـف بهـا عـن غيـرهـا   , وقـدرة علـى التفـريـق بيـن الغـث والســميـن , وكـونهـا مـاعـادت اســيـرة لمـا تـردده الجـزيـرة والعـربيـة او الشـرقيـة والبغـداديــة والاعـلام الرخيص عمومـا , واســتفـادتهــامـن تجـارب الآخـريـن واعتـبـارهـا مـن عبـر الأمس , قــد قـلب السحـر علـى سحـرتــه , ونســف منهجيــة الشيطنــه التي طـالمـا لعـب عليهـا الاعـلام المغـرض , والذي لـم يـتـوانـى فـي استخـدام اقـذر الطـرق وارخصهـا فـي تشــويـه صـورة الخصـوم ,  حـتى لـو اقتضـى الأمـر اللجـوء الـى ســلاح الطـوفنــه والمذهـبـه , واســتخـدام الديــن وخـلافـاتــه الفقهيــة التـاريخيــة لإغـراض سـيـاسيــة وحـزبـويـة وفـئـويــه بحتــه .

 

جـزمــا , لا نـخـتلـف مـع احـد ولا نقفـز فـوق واقـع , ونـقـر بـأنَ هـنـاك قصـور وتجهيـل فـي فهـم  ثقـافـة الديمقـراطيـة ومـمـارسـتهـا الانتخـابيـة فـي الشـارع العـراقـي , ولكـن هـذا لايعطينـا الحـق أنْ نحـاول تجـييـر هـذا القصـورلغـايـات خـبيثــه  , ونـسـتخـدم الطـرق الملتـويـه للتحشيــد بـالضـد مـن هـذا الطـرف لصـالح طـرف آخـر ,وكـان الأجــدر بـأدعيـاء الـوطنيــة والمـتبـاكيـن عـلـى المـواطـن ومظـلوميـاتــه وحـقـوقــه , أنْ يـقفــوا علـى مسـافـة واحـدة مـن الجميـع , ويـبتعـدوا عـن سـيـاسيـة الانحيـاز الاعمـى او المبنيـة علـى غـرض مـُسـبـق , ويتـركـوا الشـارع يقـرر مـا يـراه صـائبـا مـن خـلال مقـاربتــه لحـاجـاتـه فـي ظـلالتحـديـات الداخليـة والخـارجيـة المحيطـة بــه .

 

نصيحتنـا فـي هـذا الســيـاق لـلـذيـن ركـبـوا امـوج اهـوائهـم , واعـتقـدو إنهـم قــادريـن علـى لـي ذراعالحـقـائـق وتطـويعهـا حـسـب مـا تـقتضيـه مـصـالحهـم واجـنـدتهـم , أنْ يـتخـلـوا عـن ثقـافــة الاحقـاد والضغـائـن والتخـندقـات الفئـويـة والمذهبيـة , وأنْ يضعـوا مصلحـة الـوطـن والمـواطـن الجمعيــة اولا , ويعملـوا مـن خـلال مـا منحتـه لهـم صنـاديق الاقتـراع مـن مقــاعـد تحـت قبـة البـرلمـان الجـديـد علـى تقـويـم العمليـة السيـاسيـة وتـوجيههـا بـالاتجـاه الـذي يضـع القطـار العـراقي علـى السكـة الصحيحـة , والتي تـوصـل الجميـع الـى محطـات الامـان والاستقـرار والبنـاء والاعمـار , وارسـاء قـواعــد العمـل المـؤسسـاتـي والديمقـراطـي , التي لاخيـار لنـا غيـرهـا فـي حـالـة تـوفـر النيـة الحسنـه والحس الوطنـي والاراده الحـرة والمستقلـة .

al_asadi@aol.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=44122