دام برس :

في وقت تتواصل فيه الاستعدادات على كل الأصعدة رسميا وشعبيا لإنجاز الاستحقاق الدستوري الأهم لدى السوريين المتمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الدستور الجديد في الثالث من حزيران القادم تتصاعد الحملات الإعلامية المواكبة لهذا الحدث المهم الذي تقوم بتغطيته جميع القنوات الفضائية الوطنية والإقليمية والعالمية كل منها حسب توجهاتها وأجنداتها وارتباطاتها وبما يناسب ويخدم سياساتها إما الهادفة إلى النقل الموضوعي بكل مهنية ومواكبة هذا الاستحقاق الذي سيقول فيه الشعب السوري كلمته أو الرامية إلى محاولة التعطيل عبر التشكيك فيه واستنكاره لمنع رأي السوريين من الظهور.

ولأن هذا الاستحقاق سيعلي كلمة السوريين التي حاولت العديد من القنوات الفضائية الشريكة في سفك الدم السوري تغييبها على مدى سنوات الأزمة كان من الطبيعي أن تعمل تلك القنوات وعلى رأسها جزيرة قطر والعربية الملقبة لدى السوريين بالـ "عبرية" على مواكبة انتقائية للتعامل مع هذا الحدث إذ عملت تلك القناتان ومن يسير في فلكهما على محاولة "التقليل" من أهمية وجدوى هذا الاستحقاق الدستوري الذي ينظر له كل السوريين كبوابة لتسهيل العبور من الأزمة وتعزيز القوة لمواجهة الإرهاب.

قناتا العربية والجزيرة المنفردتان بالمرتبة الأولى في دعم الإرهاب والتغطية على جرائمه عمدتا منذ بدء الإعلان عن عزم الدولة السورية السير في إنجاز هذا الاستحقاق في موعده الدستوري المحدد على تغطية انتقائية للحدث ركزتا فيها على تصريحات جوقة أعداء الشعب السوري ومن ترعاهم من إرهابيي "ائتلاف الدوحة" الرافضين للانتخابات لأنها ستكشف بكل تأكيد تمسك السوريين بمنهج الدولة عبر اختيار مرشحهم من خلال طريقة ديمقراطية هي الانتخابات التي لا تعرفها أبدا مشيخاتهم التي تمولهم والقائمة على التسلط والتخلف والتبعية.

الخوف من صوت الشعب السوري وما ستفرزه نتائج الانتخابات الرئاسية جعل من القنوات الشريكة للإرهاب في سورية تنتقد عبر سلسلة من التقارير المقاطع الدعائية التي صورها عدد من الفنانين ورجال الدين وتدعو السوريين بكل شرائحهم وفئاتهم إلى المشاركة الفعالة بالانتخابات واختيار المرشح الذي يريدونه ويلبي تطلعاتهم لمستقبل سورية بكل حرية مع الاستمرار بالتوازي مع ذلك بتغطية كاملة لأي تصريح يرمي لتعطيل الانتخابات ولاسيما نقل تصريحات أسيادها في الغرب والذين يتداعون كل فترة مع مشاهدة الاهتمام الشعبي السوري والعزم على المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني إلى إطلاق تصريحات واتخاذ إجراءات أقل ما توصف به بأنها تتناقض مع مبادئ الحرية وحقوق الإنسان.

وعلى هذا الدرب سارت قنوات أخرى منها سكاي نيوز والجزيرة انترناشيونال حيث تناولت تطورات الاستحقاق الرئاسي في سورية بالكثير من السلبية في محاولة لتغييب هذا الحدث بكل تفاصيله عن مشاهديهم إذ تم التركيز على استضافة محللين سياسيين وباحثين يرفضون وينتقدون إجراء هذه الانتخابات إضافة إلى الانتقاد المتكرر للمتحمسين لهذه الانتخابات وما يقام من أجل الحشد للمشاركة فيها مع انتقاد بث لقاءات وحوارات للمرشحين في الإعلام السوري محاولين الإيحاء بأن الكثيرين يرون أن "شروط الشفافية والمصداقية في هذه الانتخابات غير متوافرة" رغم أن الخطوات التي سارت عليها عملية الترشح نقلها الإعلام الوطني والعديد من المحطات الإقليمية بكل تفاصيلها إلا أن تلك القنوات الداعمة للإرهاب أغفلتها في كل تقاريرها ونشراتها.

أما قناة بي بي سي العربية فقد نقلت أغلبية الأخبار المتعلقة بالانتخابات الرئاسية ضمن نشراتها دون إضافة أو تعليق وركزت في تقاريرها على مواقف الأحزاب والقوى السياسية الداخلية في سورية من الانتخابات كما نشرت القناة تقريرا حول الانتخابات الرئاسية معتبرة أنها "ستكون فرصة لإيجاد حل سياسي للأزمة كما أنها تفسح المجال أمام السوريين لخوض انتخابات تنافسية للمرة الأولى منذ خمسين عاما" بالمقابل اعتمدت قناة سي إن إن الأمريكية رغم محاولاتها التركيز على الآراء المنتقدة للانتخابات على إجراء لقاءات مع شخصيات سياسية ورسمية مختلفة حول هذا الموضوع كان من بينهم الدكتور حسان النوري أحد المرشحين الثلاثة للرئاسة.

اللقاءات مع المرشحين والاهتمام بالانتخابات الرئاسية في سورية بكل تفاصيلها كان واضحا في تغطية قنوات الميادين وروسيا اليوم والمنار والعالم التي أفردت مساحات جيدة لتناول هذا الموضوع ونقل جميع التصريحات التي تتناوله مؤيدة كانت أم معارضة مع إعداد العديد من التقارير لنقل رأي الشارع السوري الذي أكد أن المشاركة في الانتخابات حق وواجب سيحرص على أدائه وإنجازه.

وبالطبع يقوم الإعلام الوطني بشقيه بتغطية هذا الاستحقاق الوطني عبر نقل الفعاليات الانتخابية لكل المرشحين وبث بياناتهم الانتخابية وإجراء العديد من التقارير والندوات الحوارية واللقاءات مع المواطنين السوريين لسبر آرائهم وما يطلبونه من مرشحهم ليدعموه مع استضافة المرشحين التي كانت محط اهتمام كبير في الشارع السوري.

وبالنتيجة وبين إعلام مرتهن للبترودولار داعم للإرهاب يحاول تشويه استحقاق الانتخابات ويعمل على التقليل من أهميتها كحق تكفله كل دساتير وقوانين العالم يتوخى الدقة والموضوعية ويقوم بنقل الحقيقة ودعم الشعوب في تقرير مصيرها من خلال المبدأ الأساسي لذلك عبر صناديق الاقتراع تبقى الكلمة الأخيرة للشعب السوري يوم الثالث من حزيران ولسان حاله يقول بأن كل حملات القنوات المعادية لن تثنيه وتثبط من عزيمته على المشاركة الفعالة في استحقاقه الوطني متسائلا هل ستنقل تلك القنوات توافده الكثيف على مراكز الانتخاب أم ستكتفي بعيش فشلها وخسارتها الجديدة بعيدا عن الحدث.