الرئيسية  /  محليات

الجيش العربي السوري يبدأ عملية في الغوطة الشرقية: بعد القلمون … قبل درعا


دام برس :

على هامش المعارك التي شهدتها محافظة اللاذقية، توجهت الأنظار اليوم إلى العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش السوري في الغوطة الشرقية للعاصمة منذ ساعات الصباح الأولى. إذ شهدت مناطق عدرا العمالية والمليحة وجوبر معارك عنيفة بين الجيش وقوى المعارضة المسلحة، وعلى رأسها «جبهة النصرة».

وهذه المعارك ليست «موضعية» منفصلة عن السياق العام للمعارك في ريف دمشق، بل إنها تأتي، بحسب مصادر سورية رسمية، ضمن برنامج وضعته القيادة السورية لتحرير القدر الأكبر من الأراضي التي يحتلها المسلحون في المنطقة الوسطى ودمشق، تمهيداً لتحسين شروط قتال الجيش في المنطقتين الجنوبية والشمالية. وتشير المصادر إلى أن هذه العمليات تأتي بعد التقدم الذي أحرزه الجيش والقوى الرديفة له في منطقتي القلمون (ريف دمشق الشمالي) وريف حمص الغربي (قلعة الحصن والزارة)، وبعد التسويات التي أرست الهدوء في ريف دمشق الجنوبي. وترى المصادر أن ما جرى أمس ليس سوى مقدمة للمعارك الكبرى، التي ستستغرق وقتاً طويلاً، والهادفة إلى تحرير كامل مناطق غوطة دمشق الشرقية من المسلحين.

العملية العسكرية أمس بدأت بمعارك إشغال للمسلحين في مدينة دوما (الريف الشمالي الشرقي لدمشق)، حيث صعَّدت وحدات الجيش السوري معاركها ضد مقاتلي «الجبهة الإسلامية» في مزارع عالية. وكفلت هذه الاشتباكات بتحييد مسلحي دوما عن التصعيد الذي شهدته مناطق الغوطة الشرقية خلال النهار. الاشتباكات الأخطر كانت في جوبر، حيث يحاول مقاتلو جبهة النصرة إحداث خرق جدي في الحي، باتجاه ساحة العباسيين. وكرر مقاتلو النصرة محاولاتهم طوال الأسابيع الماضية، وتحديداً، منذ ما بعد استعادة الجيش السيطرة على مدينة يبرود في القلمون (ريف دمشق الشمالي). وبحسب مصادر ميدانية، تريد «النصرة» تحقيق أي خرق، ولو شكلياً، بهدف تحقيق توازن معنوي بعد النكسات المتتالية التي أصابتها في ريف دمشق. وأبرز هذه المحاولات جرت اول من أمس، عندما هاجم مقاتلو «النصرة» مواقع للجيش في جوبر، فاندلعت اشتباكات عنيفة انتهت بوقف الهجوم، وتكبيد المهاجمين خسائر بشرية كبيرة، على حد قول مصادر موالية للقوات الحكومية. ويوم أمس، شن الجيش هجوماً مضاداً، تمكن خلاله من تفجير مبنى من 8 طبقات كان مسلحو «النصرة» يتحصنون فيه. وتمكن الجيش من استعادة عدد من المواقع في المدينة الملاصقة للعاصمة، بعد تفجير أنفاق يستخدمها المسلحون لتفجير المباني التي يتمركز فيها الجيش.

واستمرت الاشتباكات في المدينة بالقرب من برج المعلمين، حيث ينتشر عناصر من «النصرة»، لتأمين الأنفاق المحفورة هناك. وكذلك نشبت معركة في محيط مخفر جوبر الذي يسعى الجيش لاستعادته بعد تمكّن المسلحين من اقتحامه خلال الأسبوع الماضي. واستخدم الجيش في المعارك سلاحي الجو والمدفعية.

وتظهر أهمية معركة جوبر من خلال ما صدر أمس عن كل من النظام والمعارضة والتحذير من إمكان استخدام أسلحة كيميائية. فقد وجّهت الحكومة السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، قالت فيهما إنها «رصدت اتصالاً لاسلكياً بين مسلحين دار خلاله الحديث حول توزيع الكمامات الواقية من الغازات السامة في جوبر»، محذرة من استخدام المسلحين لغازات سامة في المنطقة الملاصقة للعاصمة.

وتزامناً مع المعركة في جوبر، تمكنت وحدات الجيش من دخول مدينة عدرا العمالية التي اقتحمتها قوات تابعة لـ«جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» التابع لـ«الجبهة الإسلامية» في كانون الأول الماضي، وارتكبت فيها مجرزة بحق مدنيين. وأدت الاشتباكات في عدرا أمس، التي أحرز الجيش فيها تقدّماً، إلى مقتل عشرات المسلحين من «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» على تخوم «العمالية». وبعد أقل من أربع ساعات على بدء الهجوم، انسحب عدد كبير من المسلحين إلى أطراف المدينة، بعد أن سيطر الجيش على مباني الإنشاءات، القريبة من وسط المدينة.

في موازاة ذلك، شهدت منطقة المليحة على جبهة الريف الشرقي للعاصمة، تصعيداً عسكرياً متدرّجاً. وانطلقت العملية العسكرية في ساعاتها الأولى مقتصرةً على الاشتباكات في محيط المدينة، وتصاعدت وصولاً إلى إشراك فوج الدفاع الجوي 81 والحرس الجمهوري ووحدات «جيش الدفاع الوطني»، بالإضافة إلى اللجان الشعبية التابعة لمدينة جرمانا، كنقاط ارتكاز وهجوم في معركة المليحة. وتم الدخول إلى المليحة من محوري شبعا وجرمانا. وبحسب مصدر عسكري لـ«الأخبار»، فإن «الهدف من معركة المليحة هو تأمين مدينة جرمانا التي تعتبر خزاناً بشرياً، تجاوز عدد سكانه مليون شخص». ويتحصن المسلحون في المليحة منذ ما يقارب سنتين. وخلال المعركة، تمكن الجيش من السيطرة على عدة نقاط كان يتمركز فيها عناصر «جبهة» و«فيلق الرحمن» في منطقة البساتين.

وما إن بدأ اقتحام الجيش لمنطقة المليحة، حتى بادرت المعارضة المسلَّحة إلى استهداف مدينة جرمانا بقذائف الهاون، وصل عددها خلال ساعات النهار إلى أكثر من 15 قذيفة طاولت عدداً من أحياء المدينة. وأدت قذائف الهاون إلى استشهاد مدني وإصابة نحو عشرين بجروح. وأدّت حالة الهلع بين المواطنين إلى إغلاق المدارس خوفاً من تزايد أعداد القذائف تزامناً مع التصعيد على جبهة المليحة.

صحيفة الأخبار

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=41955