Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_t412iviv90ldndgasooml4mij3, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  تحقيقات

الأرمن حكاية 100 عام من الاستهداف العثماني .... الهجرة الثالثة


دام برس -  خاص- بلال سليطين :

في 24 نيسان من كل عام يستعيد الأرمن ذكرى المجازر التي ارتكبتها تركيا العثمانية بحقهم في مطلع القرن الماضي وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون أرمني.

ما تبقى من الأرمن في تركيا قرروا الهرب بحثاُ عن مكان آمن وكانت سورية حضناً دافئاً لهم، حيث استقر غالبيتهم في حلب والباقي في الجزيرة شمال سورية ودمشق وكسب على الساحل السوري.

يقدر عدد أرمن سورية وفق احصائية غير رسمية بحوالي 100 ألف مواطن، وجميعهم يحملون الجنسية السورية ويعيشون في سورية كغيرهم من المواطنين ويتمتعون بكافة الحقوق.

خلال العقود الطويلة التي عاش فيها الأرمن داخل سورية نالوا جميع حقوقهم الثقافية والدينية، وحافظوا على خصوصيتهم واشتهروا بإتقانهم لعملهم حيث أن معظمهم عمل في صيانة السيارات وصياغة الذهب.

ومع اندلاع شرارة الأزمة السورية في العام 2011 بدأ الأرمن يتحسسون الخطر على أنفسهم في ظل مد اسلامي تكفيري، لكن الأذى الفعلي بقي بعيداً عنهم حتى دخول مدينة حلب على خارطة الحرب السورية، حينها تم استهداف الأرمن كأفراد وكطائفة من خلال استهداف كنائسهم حيث تم إحراق كنيسة سانت كيفورك (جزئياً) في العام 2013.

ظروف الأزمة السورية دفعت الأرمن للتفكير بالهجرة إلى الخارج هرباً من المد التكفيري المخيف بالنسبة لهم حيث وصل عدد الذين التي غادروا سورية إلى حوالي 25 ألف مواطن بعضهم عاد إلى أرمينيا وبعضهم التجأ إلى دول الجوار وخصوصاُ لبنان.

\"\"

هجرة الأرمن لم تقتصر على الهجرة الخارجية فقد هجِّر بعضهم داخلياً، حيث هرب البعض من العنف في الرقة الخاضعة لسيطرة داعش واتجهوا إلى حلب وبعد إقامتهم في حلب هربوا مجدداً بعد العنف الذي طالهم ولجأوا إلى اللاذقية حيث أقاموا في كسب شمال اللاذقية على الحدود مع تركيا.

في كسب وجد المهجرون الأرمن ملاذاً آمناً لهم وأقاموا لفترة طويلة هناك في ظل الاستقرار والآمان الذي كانت تنعم به البلدة الساحلية الجميلة، لكنهم كانوا على موعد مع الاستهداف من جديد مع إعلان المجموعات المسلحة معركة "كسب" (الأنفال) وشن هجوم بري عنيف مدعوم بالقذائف والصواريخ التي استهدفت بيوت المدنيين الآمنين مما أجبرهم على الهرب من جديد والبحث عن مكان آمنٍ فكانت اللاذقية حضنهم حيث تمت استضافتهم في مبنى الكيدون.

الهجوم على كسب شرد أكثر من 560 عائلة أرمنية وفق إحصائية أجراها موقع دام برس بالإضافة لتهجير عدد من العائلات غير الأرمنية والتي كانت تعيش في كسب قبل الهجوم الذي شنته الميليشيات المسلحة وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة الموضوع على قائمة الإرهاب.

رغم هروب أهالي كسب منها بعد الهجوم عليها إلا أن المعلومات تشير إلى أن هناك حوالي 60 مواطناً أرمنياً لم يتمكنوا من الهرب ويعتقد أنهم مختطفون لدى التنظيمات التكفيرية التي سيطرت على البلدة، حتى أن تنسيقية كسب نشرت خبراً مفاده أن إمرأة أرمنية دخلت الإسلام في كسب وطلبت الانضمام إلى جبهة النصرة، وهو أمر استنكره الأرمن وأكدوا كذب ما ادعته النصرة.

الجيش العربي السوري بذل جهوداً كبيرة في إخلاء العائلات المدنية من كسب وكذلك قرية السمرا، ويقول السيد "ساكو" لقد أنقذنا الجيش العربي السوري من الموت المحتم، لقد جاء زورقان محملان بالمقاتلين إلى شاطئ السمرا وهناك نزلوا لكي يقاتلوا دفاعاً عن القرية في حين صعدنا مع نسائنا وأطفالنا إلى الزورقين وهربنا إلى نقطة آمنة ومنها أتينا إلى هنا، كان موقفاً عظيماً لقد جاؤوا لمواجهة الموت لكي نعيش نحن بأمان.

حماية الأرمن وكل المواطنين السوريين واجب وطني بالنسبة للجيش العربي السوري، ويقول أحد القادة الميدانيين في ريف اللاذقية لدام برس:«نحن لانفرق بين مواطن وآخر فالجميع بالنسبة لنا سوريون وعلينا العمل من أجل حمايتهم، وهذا ما قمنا به تجاه أهالي كسب والقرى المحيطة بها».

الرئيس الأرمني وجه رسالة شكر للحكومة السورية على جهودها في حماية الأرمن . ولفت الرئيس الأرميني إلى أنه كلف ممثليات أرمينيا في مكاتب الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك لطرح هذه المسألة في المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان ومتابعة مسألة حماية حقوق الأرمن في مدينة كسب وعودتهم اليها.

الرئيس الأرمني أشار إلى انها المرة الثالثة التي يتعرض فيها الأرمن في كسب للتهجير، وقال ان هذا التهجير تحد جدي في القرن 21 لحماية الأقليات.

بعض الأرمن الهاربين من كسب قرروا الذهاب إلى حلب للإقامة هناك مبدئياً، فيما أقام البقية في اللاذقية رغم الدعوات الكثيرة التي تلقوها للذهاب إلى أرمينيا والإقامة هناك.

المجتمع المدني في اللاذقية استجاب على الفور لاحتياجات المهجرين من كسب وقدم لهم معظم الاحتياجات اللازمة لهم، وقد كان لافتاً النشاط الكبير لأرمن اللاذقية في استيعاب محنتهم ومحنة مدينة اللاذقية، حيث تم ضم الأطفال المهجرين إلى المدرسة على الفور وانتظموا في صفوفهم وكأنهم في مدينتهم، حيث قسمت المدرسة إلى قسمين صباحي ومسائي لكي تتسع للجميع.

محافظ اللاذقية وخلال زيارته إلى المكان الذي يقيم فيه المهجرون الأرمن أشاد باهتمامهم بالمكان وحرصهم عليه وعلى بعضهم البعض.

في تعليق لأحد المراقبين على استهداف الأرمن قال يبدو أن تركيا العثمانية مازالت ماضية في حرب الإبادة التي شنتها في العام 1915 ضد الأرمن، وإن كانت تغيرت أساليبها حديثاً وأصبحت تعتمد على ذراعها الإرهابية "جبهة النصرة" وحليفاتها، لكن قبل 100 عام لم يكن هناك جيش عربي سوري يحمي الأرمن، الآن هناك جيش عربي سوري يحمي الأرمن وغيرهم، لذلك فإن العثمانيين عاجزون عن تكرار مجازرهم.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=41808


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_t412iviv90ldndgasooml4mij3, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0