دام برس :
أولادكم ليسوا لكم .. أولادكم أبناء الحياة .. هكذا قال جبران وغنت فيروز ..و لم يدرك السوريون معنى تلك الكلمات إلا بعد ثلاث سنوات جف فيها ماء العين .. منهم من سافر وترك أهله ومنهم من أجبرته الظروف على ترك أولاده يصارعون في معترك الحياة وحدهم ً .. من هنا تبدأ مهمة النخب في المجتمع في العمل على نشر حالة من الوعي الجماعي للتنبيه إلى خطورة هذا التحول الكمي والنوعي في بنية العقل الشبابي الناجم عن الظروف التي تمر بها البلاد. حالة الهجرة قد تتحول من حالات فردية إلى ظاهرة اجتماعية خطيرة، يصعب اجتثاثها، من خلال هجرة خِيرة شبابنا وتشتتهم في مختلف أصقاع الأرض. ويبقى الوعي والتنبه المبكر لخطورة الأمر،حاجة ماسة لمنع تحول بعض الحالات الفردية إلى ظاهرة قد تشكل عبئاً مجتمعياً خطيراً، وقد تتسبب في تشوه كامل في بنية الثقافة الشبابية لدى هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع وخلق حالة من عدم التوازن المجتمعي مع محاولات الكثير من الشباب الواعي، المتعلم والمثقف للهروب خارج البلاد والبحث عن مستقبل أكثر أمناً وعطاء. ومن زاوية أخرى تصبح الهجرة إلى الدول الأجنبية التي تفتح أبوابها للجوء مغرية لعدد كبير من هؤلاء الشباب السوري كونها تعطي اللاجئ الحق في التعليم والصحة واستخراج شهادات ميلاد ووفاة وتمنحه حقوق أكثر مما يتمتع بها في الدول العربية مما يجعل اللجوء إليها مطلب لكثيرين. ويبقى السؤال:، هل الوطن فندق نغادره عندما تسوء فيه الخدمة ؟ هل هناك شريحة من الشعب السوري يجب أن تصمد وتبقى لحماية الوطن وشريحة اخرى تنتظر انتهاء الأزمة للعودة إلى وطنِ معافى ؟ أيصعب علينا تحمّل صعوبة الظروف القائمة؟ أم أن الروح أغلى من أي شيء؟ ومع ذلك يبقى هناك الكثير من الشباب لا يزالون يحملون أملاً بأن هذه الأزمة سوف تمر، مع الكثير من الصبر والوعي والصمود والثبات
|
||||||||
|