دام برس :

التطورات الأخيرة والمتسارعة في قطاع غزة، تدفع المنطقة إلى احتمالات تصعيد المواجهات بين قوى المقاومة، وبالذات حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، والكيان الإسرائيلي. وتحدثت معظم وسائل الإعلام في الكيان الإسرائيلي، عن بدء العد التنازلي لمواجهة جديدة، يحاول فيها جيش الاحتلال الاسرائيلي، استعادة ما اسماه "بالردع" لقوى المقاومة الفلسطينية، فجيش كيان الاحتلال الاسرائيلي حين عمد لاغتيال قادة من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي هو يعرف أن الحروب على قوى المقاومة سواء في لبنان أو قطاع غزة، تنطلق في كيان الاحتلال  من إقرار بأن الوضع الدائم هو حروب، يتخللها هدنات تطول أو تقصر.

وبحسب الرؤية في كيان الاحتلال الإسرائيلي والتي نقلتها صحيفة يديعوت أحرنوت، عن رئيس الوزراء في الكيان بنيامين نتنياهو حين قول "يبدو أن إطلاق الصواريخ جاء رداً على عمليات الاستهداف التي قمنا بها أمس"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال "سيواصل عمليات استهداف أولئك الذين يريدون المساس بنا ونعمل ضدهم بقوة شديدة".

وتحدث نتنياهو أنه و"في العام الماضي شهدت المنطقة الجنوبية ( ويقصد بها غزة) هدوءاً ملحوظاً وكان الأقل في عدد سقوط الصواريخ في العقد الأخير، لكننا لن نكتفي بهذا وسنواصل العمل من أجل ضمان أمن "إسرائيل" في الجنوب".

من جانبه أكد وزير خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المتشدد رداً على قيام الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي سرايا القدس بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية على أنه "وبعد حربي الرصاص المصبوب وعامود السحاب أصبح لا مفر من احتلال قطاع غزة مجدداً".

فيما نقلت القناة الثانية عن ليبرمان قوله "إن إسرائيل لن تبقى مكتوفة الايدي، و علينا أن نضع حداً لهذا الأمر، موضحاً أنه لا يمكن أن يبقى سكان جنوب إسرائيل رهائن بيد مقاتلي غزة، وفي الوقت نفسه علق المحلل العسكري للقناة على أقوال ليبرمان "عليه أن يقول ما يشاء لكنني لا أنصحه بفعل هذا".

وكان نحو أكثر من 130 صاروخاً قد سقطت في كافة مناطق غلاف غزة، وأفادت صحيفة يديعوت أحرنوت على موقعها الإلكتروني مساء اليوم بأن مناطق غلاف غزة قد تعرضت لسقوط عدد من الصواريخ انطلقت من قطاع غزة تجاه البلدات المحاذية له، والأنباء الأولية تفيد عن وجود إصابة مستوطن يبلغ من العمر 57 عاماً بجراح طفيفة ووقوع أضرار في إحدى المستوطنات.

وكشفت الصحيفة بأن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي "سامي ترجمان" سيعقد في الساعات القليلة القادمة اجتماعاً عاجلاً لمناقشة الوضع الساخن في الجنوب، ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع بقرارات حاسمة ضد قطاع غزة.

ما يعني في الغالب أن معركة مدروسة وبالحدود الدنيا، يخطط لها كيان الاحتلال الاسرائليلي، الذي يعتقد أن بوسعه  شنّ هجمات أشدّ دموية، ما يذكرنا بتعبير مجازي يطلق بعد كل عملية عسكرية لجيش الكيان في اطراف غزة، حين يتحدث الاسرائيلي عن الحرص "على علو اللهيب" او "التحاور بالنار" مع رجال المقاومة الفلسطينية، فيما ترى مصادر مطلعة أن قادة المقاومة في قطاع غزة مستمرين في استهداف المستوطنات في غلاف غزة.

الكيان الاسرائيلي لجأ إلى اشعال فتيل الحرب في قطاع غزة، بعد تراجع فرص الاشعال الأمني عبر التهديدات لإيران وبعد حسابات الكلفة التي اكتشف انها باهظة ان طور الموقف على الجبهة اللبنانية و السورية، فاعتقد كيان الاحتلال الاسرائيلي أن التصعيد المدروس في قطاع غزة بعد اغتيال قادة الجهاد الإسلامي سيتم ضبطه، ولكن هذه المرة وحسب تأكيد قادة في المقاومة أن الكيان دخل بإشكال مختلف، وهنا يكون المأزق الذي وقع فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي.