الرئيسية  /  أخبار

تجـارة الطفولـة فـي الثـورة اللا سوريـة


دام برس- أحمد صارم :
طفلة تحمل لافتة في يدها و يطلق عليها لقب "متظاهرة" رغم أنها لا تدري ماهية الشيء الذي تحمله و لا معاني الرسوم و الكلمات المكتوبة على وجهها ، و طفلة أخرى تبكي مضرجة بالدماء.. و على جوائز الصحف العالمية فليتنافس المتنافسون!!
عشرات الصور من مثل هذه النوعية نجدها يومياً في الصحف الأمريكية و الأوروبية و مواقع الانترنت و صفحات الفيسبوك الداعمة للعصابات المقاتلة في سورية على اختلافها و كأن النظام في سورية قد شن حرباً لإبادة الأطفال على وجه الخصوص و أن ما يسمونه "الجيش الحر" هو المدافع عن الحق و الشرف و الحياة!
فضمن حملة المتاجرة بالطفولة فازت بالأمس صورة طفلة سورية جريحة بجائزة اليونيسيف السنوية ، و يبدو أن المصور السويدي نيكولاس هامرستروم قد أخذ وقته في تصوير الفتاة ذات 11 ربيعاً و هي تنزف من فمها بدلاً من الإسراع بنجدتها.. ربما لأن دمها يساوي الكثير من المال!
و كما أن فيديوهات تشكيل الكتائب و الإنشقاقات و تصوير الاشتباكات تجد من يمولها في "الجزيرة" و أمثالها ، كذلك صور الأطفال لها سوقها و أسعارها نظراً لشدة تأثيرها إعلامياً في حملة التضليل الإعلامي و التحريض على الحكومة السورية.
"داعش" أيضاً لها طريقتها في استغلال الطفولة ، نجد بأسفل يسار الصورة أعلاه جزءاً من "حفل دعوي" في الرقة يظهر فيه لقاء مع طفلة منقبة في مشهد غريب ، و كذلك تنتشر صور أطفال بلباس الكفن و أخرى مع الأسلحة أو لأطفال يحملون لافتات حول آراء سياسية أو دينية معينة.
استغلال الأطفال لا يقتصر عليهم و هم أحياء بل يتعدى الأمر إلى قتلهم أو تصوير الضحايا الأطفال في المعارك التي تجري في المناطق السكنية ، حيث وجدنا عشرات الجثث العائدة لأطفال قد جمعت في أحداث استخدام القنابل الكيميائية في غوطة دمشق ، و كذلك تمت المتاجرة بصور عشرات الجثث لأطفال الحولة بعد أن تم تجميعها أيضاً و إخفاء حقيقة أن أغلبها عائد لأطفال عائلات مؤيدة للدولة السورية و معارضة للمسلحين (آل السيد و آل الكردي).
قد لا يفكر أحد بأن المسلحين قد حولوا الكثير من المناطق السكنية إلى جبهات حربية و مخازن أسلحة حتى وصل الأمر إلى اتخاذ السكان بالمئات كرهائن بشرية كما في عدرا ، و لكن يبقى قاتل الطفولة حقاً هو من يستمر في حرمان الأطفال من دراستهم للسنة الثالثة على التوالي و هو يدعي الخوف على مصيرهم!!
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=40410