دام برس : عندما كنا صغاراً في المدارس كنا نقرأ في كتب التاريخ عن البطولات والأمجاد وساحات المعارك كأنها ضرب من الخيال. كنا نقرأ قصائد تتغزل بأمجاد الشهداء الذين ضحوا بأعز ما يملكون في سبيل أرضهم، وطنهم، عزهم وكرامتهم. كلمات تحمل في طياتها الكثير من المعاني والمبادئ والقيم.. كلمات لم أفهم المعنى الحقيقي لها إلى أن تجسدت حقيقة واقعة اليوم. ثلاث سنوات مرت وما زلنا نقول.. ألم ننته بعد؟ حمل البارحة بين ثناياه الكثير من الأحداث المؤلمة.. اليوم أفضل من البارحة وغداً بالتأكيد أفضل، ولكن.. كم من شهيد سقط حتى الآن لكي نحيا نحن؟ كم من أسرة فقدت عزيزاً على قلبها لتبقى سورية عالية شامخة. البطولة ليست كلمات نتلفظ بها، ليست موقفاً وحسب.. بل فعل تراجع عنه الكثيرون لعدم امتلاكهم الجرأة الكافية على الإقدام. الأبطال يُصنعون ولا يولدون.. وأبناؤك يا سورية رجال كبروا قبل أوانهم ليذودوا عنك. لا السيوف ولا البنادق، لا الجياد ولا الدبابات ولا ساحات المعارك ما يصنع الرجال.. بل الأهداف النبيلة والأفعال العظيمة. فرسان.. أبطال.. شهداء.. كثرت المسميات والهدف واحد أن نعثر على كلمة بإمكانها أن تصفهم. كل الإجلال لكم يا شهداء سورية.. مهما قلنا ومهما فعلنا لا نستطيع إيفاءكم حقكم. نعم.. كان يجب أن أكون موضوعيةً في كتابتي لما سبق، ولكن كيف لي ذلك وأنا ابنة سورية؟ لم أجد خاتمة لمقالتي أفضل من أبيات للشاعر سميح القاسم علها تكون كفيلة بشرح ما بنفسي:
خلو الشهيـد مكفنـا بثيابه خلوه في السفح الخبير بما به |
||||||||
|