دام برس: يعلم الجميع بأن التكفير يشكل مشروعاً خطيراً لا أفق له يحقد على كل ما حوله بل هو انحراف تربوي واضح ولا يمكن أن يسود في بلادنا، فالتكفير خطيئة كبيرة جداً والداعون إليه والمنظرون له يحملون على عاتقهم ذنوباً كبيرة ومسؤولية القتل والتناحر التي تحدث الآن في أكثر من بقعة في العالم. يرى البعض أن من الأهداف الرئيسية لاستهداف الجمهورية العربية السورية هو القضاء على إسلام بلاد الشام الذي اتخذ من التسامح والتآخي شعاراً له و فرض الإسلام التكفيري المتطرف. وما استهداف دور العبادة من مساجد وكنائس إلا رسالة عنوانها الفتنة وما اغتيال وخطف رجال الدين وعلى مختلف معتقداتهم إلا رسالة عنوانها التكفير وما قتل المواطنين الأبرياء وعلى مختلف انتماءاتهم إلا رسالة عنوانها التهجير. إن القتل باسم الإسلام هو ثقافة غريبة عن الدين الإسلامي وعلينا جميعا أن نعمل على محوها لأنها سبب الكوارث التي تحدث في العالم الإسلامي و ما يجري اليوم في عالمنا العربي هو مشروع فتنة يشكل حرب على الإسلام وليست حربا بين المسلمين ومخطئ من يظن أن بإمكان أي قوة في العالم أن تجعل التشتت أمرا واقعا.
لقد أوصلت سورية الحضارة صوتها اليوم إلى العالم عبر عدة محاور وبأساليب متنوعة , وفي مؤتمر الوحدة الإسلامية وقف رجل من وطني أمام العالم ليعلن بأن سورية كانت وستبقى نموذجاً للإخاء والتسامح. في هذا الوقت علينا جميعاً أن نقف في وجه التطرف والتعصب وكل من يحلل سفك الدم البريء وستبقى سورية قلعة صامدة ورمزاً للتسامح وشعاراً للمقاومة. عرفت الأمة العربية والإسلامية العريقة المترامية الأطراف عبر التاريخ بأنها ثقافية قبل كل شيء وتحتضن كنوزاً فكرية وثقافية غنية وقيمة، وتفيض بنعمها وخيراتها على أبناء هذه الأرض وغيرها من أبناء العالم. وهكذا فإن بلادنا عرفت بين بلاد العالم بطابعها الثقافي وشكلت الثقافة دوماً أساس العلاقات بين هذه الأمة وغيرها من بلدان العالم وشعوبه وفي عالمنا المعاصر ونظراً لتنوع الخصائص التي يتميز بها كل بلد فإن سورية تشارك بكل فاعلية باقي البلدان في تشييد عالم عامر ومليء بالقيم الإنسانية والمعنوية |
||||||||
|