دام برس:
في قراءةٍ موضوعية تجد كفى كفى و بكلِ الأمانة و الالتزام بمصلحة الشعب السوري أن عليها أن تشارك في تحري الأسباب و بشكلٍ إيجابي عما تكشفت عنه الساعات الأخيرة ، و لا يستطيع المواطن أن يتوقف دون أن يمعن النظر فيما يجري فوق و تحت الطاولة فيما يتعلق بانعقاد مؤتمر جنيف 2 ، فخلال أقل من 24 ساعة تضاربت الأنباء حول دعوة هيئة التنسيق الوطنية من قبل بان كيمون للمشاركة في المؤتمر أعقبها نفي تلاه تأكيد على الدعوة حتى من الـ BBC ، و قد يكون من السابق لأوانه معرفة الأسباب إلا أن بعض التسريبات تشير إلى أن دعوة بان كيمون للهيئة تلخصت في تحديد شخصٍ واحد فقط لتمثيل الهيئة و تحت رئاسة الإئتلاف ، هذه المعلومة هي التي أدت بالسيد هيثم المناع لإعلان عزوف الهيئة عن المشاركة بالمؤتمرمن خارج سوريا ، و الذي تزامن مع إعلان الهيئة في بيان تؤكد فيه على عدم مشاركتها في هذا المؤتمر وهي التي كانت تؤكد على المشاركة و بجنيف 2 ، متمسكة بوقوفها على مسافة بعيدة من كافة قوى الداخل السياسية و تمترسها خلف مواقفها من الإصرار بالتفرد بالقرار الذي يجب أن يشارك فيه كل مكونات المعارضة السياسية في الداخل و التي تجاوزتها حتى في دعوتها لما أطلقت عليه اللقاء التشاروري ، نحن بانتظار البيان الذي أُعلنت عنه الهيئة ليضع النقاط على الحروف في تبيان الأسباب التي فرضت على الهيئة اتخاذ الموقف الجديد بالمقاطعة ، إن المرحلة الحرجة تقتضي التقاء كافة القوى الوطنية تحت شعار استعادة القرار الوطني ضد الاستبداد ، و نرى أنه حان الوقت لمشاركة كل القوى المعارضة الوطنية المؤمنة بالحل السياسي سواءٌ كانت في الداخل أو الخارج و إن على هذه القوى أن ترفع صوتها عالياً لتتجاوز كل المعيقات و المحاولات التي تحاول تهميشها و إبعادها عن المشاركة في صنع القرار السوري ، لا شك أن المعارضة الوطنية التي بقيت في سوريا و لم تغادر هي الأحق و الأولى في المشاركة في صنع مستقبل سوريا ، لقد أصبح من الضرورة بمكان أن يحاول كل المعارضين السوريين المؤمنين بالحل السياسي و الذين فرضت عليهم الظروف مغادرة سوريا في مراحل سابقة أن يعملوا على العودة إلى سوريا و مهما كان الثمن ، لقد أصبح من المؤكد ضرورة الوصول إلى القناعة من كافة الأطراف المنخرطة في الصراع السوري سواءٌ كانت من النظام أو المعارضة أن إزهاق الأرواح لن يؤدي إلى الإنتصار ، و أن محاربة الإرهاب لن تتحقق إلا باستعادة الوحدة الوطنية لكافة مكونات الشعب السوري ، و أن على الجميع أن يقبل الجميع بدلاً من المناورات و المؤامرات ، مكونات الشعب السوري خلقت لتقبل بالعيش المشترك و المواطنة و السلم الأهلي و لا طريق آخر غير هذا الطريق .
الدكتور عاصم قبطان