دام برس:

ردّة فعل قادة الفصائل الفلسطينية على موت المجرم آرييل شارون صادمة ومفاجئة، فمعظم ردود الفعل جاءت إمّا شامتة وفرحة بهذا الموت، أو متمنية لو أنه عاش حتى يحاكم بمحكمة الجنايات الدولية على ما ارتكبه من جرائم..

بالنسبة لردود الفعل الشامتة لا تستحق التعليق أو الذكر، فهي ردود فعل طفولية وساذجة ترى بأحد سنن الله في خلقه أي الموت فتحاً مبيناً من الله اقتصّ به من شارون عقاباً له على ما فعل من جرائم بحق الفلسطينيين والعرب، وهي بذلك مكرمة من الله للفلسطينيين لصبرهم واحتسابهم!

أمّا ردود الفعل الأخرى المتمنية لو أنه حوكم قبل موته فهي تنطوي على الكثير من الخبث والمكر وتعليق ما هم عليه من تخاذل على شماعة تقاعس المجتمع الدولي عن ملاحقة المجرم شارون..
أريد أن أسأل هنا: ماذا تفعل هذه الفصائل لمحاكمة من لا يزالون على قيد الحياة مثل شيمون بيريز أو نتنياهو؟ الكل يرى كيف تعتبر هذه الفصائل نفسها أن حكومة نتنياهو شريكة مفاوضات لتحقيق السلام المنشود!!!
ومن المؤكد أنه في حال موت أي مجرم صهيوني ستصدر هذه الفصائل بيانات تندد فيها بتقاعس المجتمع الدولي عن ملاحقته ومحاكمته أمام محكمة لاهاي!
هناك الكثير من المجرمين لا يزالون على قيد الحياة، اكتشفنا عرباً منهم أثناء ما يسمى "الربيع العربي"، أمثال الملك عبدالله وأميري قطر السابق واللاحق، فهل هناك من إرادة لملاحقتهم؟! أم أن النفاق لا تؤطره حدود؟

بالنسبة لي، الغيبوبة التي دخلها المجرم شارون لحوالي ثماني سنوات ثم موته في هذا الوقت، أفرحني لأمرٍ وحيد، هو أنه لم يكن حاضراً ليشهد موت أكثر من أربعين فلسطينياً جوعاً في مخيم اليرموك، لم يكن حاضراً ليشهد كيف يأخذ المسلحون الفلسطينيين رهينةً بدعمٍ عربي، شارون لم يكن حاضراً ليتشفى بموت الفلسطيني بأيدٍ عربية..
ولا نزال ندّعي العروبة..!
أتمنى أن يعي الشباب الفلسطيني أن مهمتنا كلنا اليوم محاكمة وملاحقة كل مجرمي الحرب.. إما بالمحاكم أو طردهم من أرضنا قتلاً، كم كنت أتمنى لو أن قائداً قال: لا يحق لشارون أن يدفن في أرض فلسطين.

وأقولها هنا للتاريخ: أرفض أن تطوي فلسطين أرض أجدادي وأحفادي من بعدي.. أرض الرسالات..
أرفض أن تتسخ هذه الأرض بجثة شارون..
لعن الله شارون حياً وميتاً.. ولعن الله كل من أوصله إلى أرضي..