الرئيسية  /  كتاب وآراء

في تفجير ستاكو فتّش عن أمير الظلام وزومبياته ؟! بقلم: المحامي محمد احمد الروسان


دام برس : في تفجير ستاكو فتّش عن أمير الظلام وزومبياته ؟! بقلم: المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

في لبنان صراع سياسي أفقي عميق وعميق بأدوات طائفية واضحة، ولبنان بمثابة (باروميتر) لقياس حدّة وعمق واتجاه الصراع أي صراع في الشرق وقلبه سورية، فكما هو معلوم للخاصّة بكافة مجتمعات المخابرات الأممية، أنّه في حالة فشل المفاوضات أي مفاوضات، أو في حالة تحسين شروط التفاوض حول أي مسألة، سيكون القتل والتصفية بدم بارد أمراً متاحاً.
سنحاول أن نفكّك المركّب ونركّب المفكّك في جلّ المسألة اللبنانية، وبعيداً عن سياسات تدوير وتموضع وتمفصل الزاويا، وعبر التساؤلات المختلفة التالية:
هل يوجد هناك قرار أمريكي – غربي في اشعال الساحة اللبنانية الداخلية؟ هل توافقت أمريكا مع بعض أدواتها من العرب، على تشكيل (حكومة أمر واقع) في لبنان أو (حكومة تحت أي ظرف كان) والوصف الأخير لمشيل سليمان الرئيس التوافقي في وقته؟ هل(حكومة أمر واقع) أو(حياديه)أو (تحت أي ظرف كان) امتياز الفوضى الخلاّقة في لبنان كما(جبهة النصرة) امتياز القاعدة في سورية؟ الى أي مدى يمكن اعتبار مقترح (حكومة تحت أي ظرف كان) في لبنان مقترح سعودي؟ ما علاقة الأستخبارات السعودية في صياغة هذه المقترح والذي ظهر أنّه مقترح لمشيل سليمان، والأخير زار الرياض(غير زيارته المعلنة) سرّاً وبعمق كما تقول المعلومات؟  كيف أدّت تعقيدات المسألة اللبنانية ودورها، في كيفية التعاطي معها داخل أروقة الأستخبارات السعودية، كملف نتاج للفشل السعودي في الحدث السوري، الى حالة من الصراع المستتر بين كبار ضبّاط الأستخبارات السعودية؟ هل للموضوع علاقة ما، في أتونات الصراع داخل العائلة الحاكمة في الرياض، وبالتالي في استهداف بندر بن سلطان ومحاولة تصفيته بالسمّ، حيث نجى الأخير منها كما تتحدث المعلومات؟.
هل الرياض تسعى الى أرضية خالية تماماً من بعض أدواتهم في الداخل اللبناني، لتحسين شروط تفاوضهم مع دمشق مثلاً، فجاء الأنفجار الأخير في وسط بيروت فحصد المرحوم محمد شطح، وكان من المفروض أن يحصد فؤاد السنيورة وأحمد فتفت ومروان حماده وغيرهم مرةً واحدة مثلاً؟ هل الرؤية السياسية للرياض تتموضع وعبر بندر بن سلطان، في ضرورة تفجير الساحة اللبنانية قبيل جنيف سورية اثنين، لأرسال الرسائل الى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي لمنعها، من تقديم التنازلات للنسق السياسي السوري، وحليفه القويّ الفدرالية الروسية ونواتها الصلبة؟ هل بندر بن سلطان وجماعته في البلدربيرغ الأمريكي والصهيوني، قرّروا استخدام لبنان كورقة ضغط في الصراع الأقليمي ازاء سورية وجنيفاتها المتعددة القادمة؟
هل لتفجير وسط بيروت علاقة ما كيفما حسبتها كمراقب، مع الرغبة السعودية الجامحة والممحونة في عدم تشكيل تحالف أو اطار دولي لمحاربة الأرهاب، كون هذا التحالف وتداعياته سيدفع موسكو لتدفع بكل قواها، من أجل التوافق عليه في جنيف سورية اثنين لاحقاً، وهذا اذا أقر كيفما كانت الصيغه فهو يستهدف السعودية ونظامها تكتيكيّاً واستراتيجياً في التقسيم، كونها مبيضاً وفقّاسةً للمجموعات الأرهابية الوهابية، وبالتالي تستغله واشنطن لتشريع القوانيين لمصادرة الأموال السعودية المودعة في الداخل الأمريكي والخارج الأمريكي؟.
هل تفجير وسط بيروت هو لمنع صفة ايواء الأرهاب والتكفيريين عن ما تسمى قوى 14 أذار، فتمّ التضحية بالمرحوم المسكين شطح حيث الأعتدال كما قيل ويقال، ضمن حالة الكباش والسعار الأرهابي وعلى قاعدة أنّ الشخص منّا يقطع اصبعه ليحافظ على بقية الجسد؟ بعبارة أخرى ذهب الأصبع( شطح)وبقي الجسد(14 أذار) ولاحقاً الأخير يركب بدلاً منه يداً كاملة، وبتمويل سعودي وأكلاف سياسية وأمنية وأثمان تدفع هنا وهناك؟ لماذا جاء تفجير وسط بيروت قبيل انعقاد جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الشهر القادم، فتم استثمار الوقت والموضوع مع تصريح لخزانة المال اللبنانية أنّ بيروت حوّلت حصة لبنان في تمويل المحكمة والبالغة 29 مليون يورو؟ .
من كان يعلم باجتماع قوى 14 أذار في بيت الوسط غير أطراف القوى نفسها وآخرين؟ هل للدكتور سمير جعجع وزوجه النائب استرادا علاقه بالتفجير، كأداة استطلاعية وخبر للطرف الذي يقف خلف عملية ستاكو؟ هل هدفت الجهة المستفيدة من التفجير الى الضغط، لتشكل حكومة لبنانية وبشكل سريع، خالية من وزير الخارجية عدنان منصور المقرّب من قوى 8 أذار، وبالتالي تولي شخص آخر قريب من توجهات الرياض وقوى 14 أذار، ليتساوق ويتماثل مع رؤية الرياض في مؤتمر جنيف سورية اثنين في حال عقده؟ من المعروف أنّ الكيان الصهيوني ونواته الصلبة هو منبع خلق وتخليق وتوزيع الأدوار في المعمورة، فما هو حجم دوره في تفجير ستاكو وسط بيروت، عبر الزومبيات من الأدوات من العرب الصهاينة والمسلمين الصهاينة والمسيحيين الصهاينة؟.
تفكير بالأتجاه الآخر:-
تقول المعلومات، أنّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أجرى لقاءات عميقة بشكل ثنائي وجماعي، مع كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي وبحضور جون برينان مدير وكالة الأستخبارات الأمريكية وجيمس كلابر مدير وكالة الأمن القومي، وكبار مستشاري الرئيس أوباما، وكذلك جلوسه مع دينيس روس وجيفري فيلتمان، ومع بعض الأمريكيين السوريين و الأمريكيين اللبنانيين أيضاً، وبحضور ممثلين عن تيار المستقبل اللبناني بشكل غير معلن قد يكون المرحوم محمد شطح من بينهم، وعلى رأسهم الشيخ سعد الحريري، ثم أجرى لقاء مصارحة مع الرئيس باراك أوباما، تموضع حول موضوع المحكمة الدولية في لبنان من جديد واعادة (شحنه مع الشحن عليه) مع قرب عقد الجلسات بداية الشهر القادم.
وتوافق مع الرئيس على توافقه الأنف مع كل من مستشاره للأمن القومي وكبار مستشاريه، ومع صديقه دينيس روس والآخرين من ذات " علبة " التآمر والتخطيط، حول ضرورة المضي قدماً في اجراءات تلك المحكمة الدولية مع تصعيدات فيها، حيث تفاهمات جون كيري مع مستشار الأمن القومي ومع كبار مستشاري الرئيس المخابراتيين، ومع صديقه دينيس روس والآخرين من السوريين الأمريكيين واللبنانيين الأمريكيين، تموضعت وتمحورت، حول أنّ مفهوم التفاهمات السياسية والأمنية والقانونية، تضمن ضرورة عدم تعويل واعتماد الولايات المتحدة الأمريكية، في تحقيق نجاحات على خط المحكمة الدولية، عبر اجبار حزب الله اللبناني لكي يقوم بتسليم عناصره، موضوع الأتهام الدولي( الأمريكي) المزعوم، وعلى هذا الأساس وواقع الحال، سوف تدفع واشنطن المحكمة الدولية ( المحكمة الأمريكية)، بأن تعقد جلساتها دون حضور المتهمين (الأظنّاء)، وهذا يعني أنّ الحكم سيكون بحقهم غيابيّاً.
وتتحدث المعلومات الأستخباراتية الدولية، والمرصودة من داخل أروقة البيت البيضاوي، اطلاع الرئيس أوباما للشيخ سعد الحريري على حقيقة الموقف الدولي ( الأمريكي) من جديد وحديثاً، أيضاً لقاء الشيخ سعد مع جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بالأضافة الى السفير جيفري فيلتمان المساعد السياسي لبان كي مون، حيث ذهب الأخير من فوره الى مقر الأمم المتحدة والتقى بان كي مون ووجّهه، حيث أكّد الأخير دعمه للمضي في اجراءات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بالرغم من انتقادات وجّهها بان كي مون للرياض في دعمها للمجموعات الأرهابية في سورية، وانّها ما زالت تراهن على التدخل العسكري في جل المسألة السورية وهذا سيفشل انعقاد جنيف اثنين السوري.
وتشي جل تحركات جون كيري وجون برينان وجيمس كلابر و السفير جيفري فيلتمان، الى أنّهم يسعى ويهدفون الى اقناع ما تسمّى بالأطراف الأممية، لكي توافق وبشكل متساوق مع كل من واشنطن، وباريس، وتل أبيب، على ضرورة قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، باصدار الأحكام غيابيّاً بحق المتهمين ( الأظنّاء)، بشكل يتزامن مع موافقة الحكومة السورية على حضور جنيف اثنين السوري وبدون شروط.
والسؤال هنا الذي يعج صداه في أدمغتنا هو: تصعيد في موضوع المحكمه الدوليه – المحكمه الأمريكية - من أجل المرحوم رفيق الحريري في استهداف شخص من القوى المناهضة للنظام السوري في لبنان، مع قرب انعقاد جنيف اثنين السوري في سويسرا، وموافقة حكومة النسق السياسي السوري عليه بدون شروط تذكر، توافقت عليه مع موسكو وايران والصين ودول البريكس؟!
ويذهب معظم خبراء القانون الدولي العام والخاص، ان حدث وأصدرت تلك المحكمة الدولية، الخاصة بلبنان أحكامها بشكل غيابي، سوف تكون مفارقة قانونية، وحالة أولى في تاريخ القانون الدولي الخاص والعام، حيث ستعمل واشنطن على استثمارها، وتوليفها، وتوظيفها، في استيلاد بنك الأهداف الذهبي الأستخباري من المستوى الأول، لأستهداف خصومها وخصوم تل أبيب في المنطقة، وتوجيه كل شيء حتّى الهواء في الحدث السوري الأحتجاجي.
وتؤكد المعلومات، أنّ ما يسمّى بالمستوى السياسي، والمستوى الأمني، في الدولة العبرية، تفاجأ من خطوات قوى 8 اذار اللبنانية الصامته والفاعله، وخاصة حزب الله، وعمل الأخير الى تسارع دراماتيكي على الساحة السياسية اللبنانية، حيث اعترف كلا المستويين( السياسي والمخابراتي) أنّ قوى الثامن من أذار وعلى رأسها حزب الله، تمكنوا من مفاجأة الكيان العبري، وأمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، والعديد من دول الأعتدال العربي، الحليفة لواشنطن في المنطقة بأعمال لم يصار الى كشفها بعد، وهذا من شأنه أن دفع " اسرائيل " الى رفع مستوى التأهب العسكري، على الحدود الشمالية مع لبنان مع قصف غزّة بالطيران الحربي، مع تحريكها لخلاياها الساكنة في بيروت، وفي كل الساحات العربية الضعيفة والقوية على حد سواء، وهناك تحليلات تصل درجة المعلومات تتحدث، عن استهدافات للساحة الأردنية مع قرب توقيع اتفاق الأطار للصراع العربي الأستراتيجي مع اسرائيل عبر المسار الفلسطيني - الأسرائيلي.
تقارير المخابرات الدولية والأقليمية الشبه محايدة، والتي تعمل على الساحة اللبنانية بطولها وعرضها تقول: انّ محور واشنطن – تل أبيب بالأضافة الى فرنسا وبريطانيا، يذهبون بثبات وبقوّة لمنع أي محاولات، تعطيل للمحكمة الدولية الخاصة واجراءاتها، ويضغطون باتجاه الأعلان عن نتائج التحقيق الدولي، وعبر عمليات بروبوغندا اعلامية على الطريقة الأمريكية، لتشويه صورة المقاومة ككل، ورمزها حزب الله لضرب شعبيتها وشعبيته على الساحة اللبنانية والعربية والأسلامية، للتمهيد لمسرح التغيرات على أرض الواقع اللبناني، وخلق مواجه دولية أمام حزب الله والمقاومة، لنزع سلاحهما، حيث من شأن تداعيات التغيير على الأرض، أن يصب في مصلحة محور واشنطن – تل أبيب وفرنسا وبريطانيا، ومن ارتبط بهم بروابط سريّة وعلنية من دول معسكر الأعتدال العربي.
هذا وتقول المعلومات الأستخباراتية الدولية أيضاً، أنّه جرت مؤخراً لقاءات مخابراتية سريّة، عقدت في العاصمة الأمريكية دي سي واشنطن، حيث تم فتح قاصات بنك الأهداف الأستخباراتي من المستوى الأول والثاني، حيث الأخير المستوى الثاني، يعني استهداف حياة قادة المقاومة اللبنانية لأثارة الفوضى الخلاّقة، فكان الشهيد الحاج اللقيس، والآخرون من ذات المجموعة والفريق على رأس القائمة، ومن ناحية أخرى استهداف قوى المولاة 14 آذار فكان المرحوم محمد شطح، وعلى رأسهم قريباً ( جعجع سمير) و(وليد جنبلاط الشباطي)، وتم بحث الملف اللبناني برمته وعلاقته بالحدث السوري، بما فيه ملف المحكمة الدولية، وتشي المعلومات، أنّ كل مدراء هذه الأجهزة تفاجأوا بخطوات قوى الثامن من أذار، وعلى رأسها حزب الله, كخطوات استباقية لم يصار الى كشفها حتّى اللحظة، حيث من شأنها أنّها أضعفت واشنطن، وحلفائها قوى 14 أذار وخاصةً الشيخ سعد الحريري.
هذا وتشي جل المعلومات، أنّه بعد الخطوات الأستباقية غير المعلنه للجميع، التي اتخذتها قوى الثامن من أذار قوى المعارضة بصمت وذات مفاعيل في الميدان استعداداً للقادم، ازدادت الساحات السياسية الدولية والأقليمية، واللبنانية والعربية المختلفة سخونةً، تؤشّر الى أبعاد وتداعيات أكثر خطورةً، وفتحت معطيات جديدة في ملف المحكمة الدولية، كما أوجدت خيارات عدّة، لأدارة الصراع حول ملف المحكمة الدولية، ان لجهة قوى الثامن من أذار، وان لجهة محور واشنطن – تل أبيب، وان لجهة أدوات المحور السابق ذكره، قوى الرابع عشر من أذار، وان لجهة دول الأعتدال العربي، والتي تأثّرت كثيراً بالمعنى السياسي الشامل والمانع القاطع، بعد انطلاق واطلاق شرارة ما يسمى بالربيع العربي، وان لجهة الساحات السياسية العربية الضعيفة في المنطقة، فتفاعلت التحركات السياسية مع بعضها البعض، لتعكس بجلاء تبلور النوايا، ومعطيات هندسة الأداء السلوكي السياسي، والدبلوماسي، والأستخباراتي، فحدثت اصطفافات مبكرة، ومواقف سياسية محسوبة، ومعدة مسبقاً كرؤية (ب) بموضوعية ودهاء سياسي حقيقي، ينم عن عمق في التفكير، وممارسة للسياسة كمهنة لا هواية.
صدور القرار الظني كما تسعى اليه واشنطن، وحلفائها من الغربيين وبعض العرب المتهالك، ومعهم الكيان العبري, فمن شأن ذلك أن يؤدي الى خلق ما يشبه، آلة الغزل الكهربائية الأتوماتيكية، التي تغزل آلاف الخيوط بثواني، ومع صدور القرار الظني، سوف يؤدي الى عمليات التعبئة السياسية العميقة، بين الأفرقاء اللبنانيين بكثافة وسرعة، تماماً كآلة الغزل الأنف ذكرها، مع تزايد عمليات الأصطفاف والحشد التعبوي السلبي الفاعل والعميق، بعنف وبشكل رأسي وعرضي فتزداد حدّة الأنقسام السياسي في لبنان، وهذا هو المطلوب أمريكياً وغربياً واسرائيلياً، وبعض العرب، لتوجيه وتجيير كل شيء سلبي في الساحة وعلى الساحة اللبنانية، لمزيد من الأضرار بتماسك الدولة السورية، وجعلها ساحة غير مستقرة بالمطلق لحين حدوث وتطبيق ما يتوصل اليه من تفاهمات دولية حول المنطقة.
والسؤال الملح علينا جميعاً في القطر العربي الأردني الآن هو: الأردن بنسقه السياسي الحالي، وفي خضم ما يجري من صراع على سورية وفي سورية، الى اين يمضي وبأي ثوب؟ نعم قلبي على ولدي وقلب ولدي من حجر فمن يجيبني؟.
.  
www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=36976